الأقباط متحدون - عن بطلات فيلم «الحجاب وفلوسه»
  • ١٢:٠٦
  • الاثنين , ١١ فبراير ٢٠١٩
English version

عن بطلات فيلم «الحجاب وفلوسه»

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٥٩: ٠٧ ص +02:00 EET

الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٩

سحر الجعارة
سحر الجعارة

لم تكن الفنانة المعتزلة «شهيرة» ولا رفيقتها «سهير رمزى» من أوائل من دشَّنوا «تحجيب الفنانات»، كمدخل لتسييس الحجاب وتحريم الفن، وتغيير نمط حياة المصريين، وفتح بيزنس هائل لملابس المحجبات، والدعاة الجدد بمظهرهم الخادع: (البِدل السينيه، وندوات المجتمعات المخملية، والحج السياحى بالدولار، وغزو الفضائيات.. إلخ)!.

وقتها تردد أن هناك نجماً شهيراً هو وزوجته يموِّلان حجاب الفنانات، من بعض الكيانات المتأسلمة، التى أرادت استعراض قوتها فى الشارع المصرى، وأن يكون الحجاب عنوانها فى كل مكان، حتى «السينما والتليفزيون»!.

وسواء كانت فكرة «التمويل» حقيقة أم كذباً، رأينا أن مَن ارتدت الحجاب، بعد سنوات من الرقص والعُرى وخلافه (!!)، تظهر فى دور «داعية إسلامية»، لتلقِّن نساء «الطبقة الثرية» فقط دروساً فى الدين، وتتقمص بمستواها الفنى «دور الداعية» وهى تروِّج لبيع العباءات فى الخليج (سهير البابلى فعلت هذا فى برنامج د. هالة سرحان)، ورغم ضحالة فكرهن وجهلهن بالدين، رفعن شعار الحديث الشريف: «بلِّغوا عنى ولو آية».. ليفرضن وجودهن بعد «إعادة الصياغة».. فيبرأن من فلوس الفن، لأنها «حرام».. والراقصات يسألن المشايخ: ماذا يفعلن فى «بدل الرقص»؟ وهل يجوز التبرع بها؟!.

وكانت أشهر فتوى -آنذاك- للشيخ «الشعراوى»، نقلاً عن تصريحات حفيده «محمد عبدالرحيم»، لموقع «اليوم السابع، فقد زارته الفنانة الرائعة «شادية»، التى لم تتاجر يوماً بحجابها، وأفتاها (بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائقاً طوال حياتها، وأن تحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها، وأن تتبرع بما يزيد عن ذلك).

الخلاصة أنه أصبح لدينا جيل من الراقصات والفنانات يعملن بالدعوة الإسلامية، ونجمة مثل «حنان» تُطلّق من زوجها الأول، لتقع فى النهاية فى عصمة شقيق «حسن مالك»، رمز جماعة الإخوان الإرهابية، فالفن أصبح حراماً والإرهاب حلالاً!.. وتعقَّدت الخيوط أكثر فأكثر ونحن نرى مطالب ثورة يناير 2011 تتحول إلى عودة المذيعات المحجبات للشاشة، وعمل المضيفات المحجبات بشركة الطيران الوطنية، وعودة الضباط الملتحين لأماكنهم بوزارة الداخلية.. وكلها خلايا مرتبطة عضوياً لا يمكن فصلها بأى حال من الأحوال!.

إنها المقدمة لجيل من الفتيات، حجابهن «بدى ستومك واسترتش»، تجدهن فى مواقف مخلَّة بالحياء العام على كورنيش النيل.. لكنهن يملكن «من البجاحة» ما يمكنهن من تكفير أى امرأة بدون غطاء للشعر!.

مَن رأى منكم مشهد الفنانة «سهير رمزى»، فى رمضان الماضى، فى برنامج «رامز تحت الأرض»، والرجال يدفعونها من أماكن حساسة لتخرج من الرمال، أو وهى تعض «رامز» وتضربه.. يدرك أنه «لا حجاب ولا من يتحجبن»!.

ومَن تابع «إيشارب شهيرة»، وهو يتراجع سنة بعد سنة، ليكشف قصتها المصبوغة بالأصفر، يدرك أن «الهوجة» خلصت.. أما المشهد الأخير لكلتيهما وهما سافرتان، و«شهيرة» ملتصقة بالمصمم «هانى البحيرى».. فهى النتيجة الطبيعية لموضة «الخلع» بعدما انفض موسم الندوات الدينية، والدعوات لدول النفط والتجارة بالعباءات والمبادئ والأخلاق والدين نفسه.. موسم «التحريم والتحليل» حسبما تقتضى المصلحة ويتطلب «الدور»!.

لقد جمعنى العمل مع «شهيرة»، و«عبير صبرى» قبل أن تخلع الحجاب، فى برنامج «ست الستات»، وكنت أرى أداء كلتيهما فى الكواليس، وكان تحوّل «عبير» للنقيض متوقعاً مما رأيته.. أما تبرير «شهيرة» بأن ظهورها كان مع «سهير رمزى» فى حفل خيرى والقاعة ليس بها رجل واحد.. وأنها من «القواعد من النساء»، وليس عليها حرج.. فالقواعد لا يُجرين جراحات تجميل، ولا يضعن مساحيق، ولا يصبغن شعورهن، ولا يلتصقن بالرجال.. لكن المشهد -بدون كذب أو تضليل- يصلح ختاماً لفيلم «الحجاب وفلوسه»!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع