الأقباط متحدون | أردوغان والعلمانية والإخوان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٠ | السبت ١٧ سبتمبر ٢٠١١ | ٦ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥١٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أردوغان والعلمانية والإخوان

السبت ١٧ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم / زكريا رمزى


صار رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا فى الأونة الأخيرة بطل إسلامى وقومى حين قام بطرد السفير الاسرائيلى من تركيا اعتراضا على الأعمال التى ترتكبها اسرائيل فى حق الفلسطينيين ، وذاع صيته كواجهة مشرفة للمسلمين هنا فى مصر وعول عليه كثير من الناس الأمل فى مواجهة إسرائيل وإيقاف استفزازاتها الدائمة للمسلمين ، وقرر الرجل عمل زيارة لمصر كبداية لمشروع تعاونى بين تركيا ومصر فى مجالات عديدة ، وإستعد الكثيرون لإستقباله كبطل من الأبطال ولقبوه بصلاح الدين الأيوبى ،

ووجدنا أن المتصدرين لمشهد رفع أردوغان على الأعناق هم الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين ، بل وتجاوزا الى أن صرحوا تصريح خطير جدا وهو مطالبته باحياء الخلافة مرة أخرى ، وهو بالحقيقة تصريح غير مسئول يصدر من جماعة سياسية تطالب بأن يتولى شخص أجنبى الخلافة ويصبحون هم تابعين ويضعون مصر كولاية من ولايات هذه الامبراطورية ، ولست أدرى كيف يقبلون على أنفسهم التبعية مهما كانت مسمياتها ، وكيف يدفنون بلدهم العريقة ويضعونها فى مراتب الإمارات الصغيرة . تصريح لا يعبر الا عن جهل سياسى وإجتماعى خطير لا يعبر عن الشخصية المصرية المستقلة التى ترفض التبعية لأى قوى مهما كانت ، لكن يبدو أن لم يستطيعوا أن يفهموا الرجل وظنوا أنه هو الذى سيحررهم من براثن العلمانية التى يرتعبون منها ولا يطيقون سماع إسمها وكأنهم لا يستطيعون مجاراتها أو لا يتأقلمون معها لأنها ستضعهم على المحك العالمى الذى يحدد الأصلح للبقاء وغير ذلك الى الزوال . ودائما ما يعتمدون فى ردود أفعالهم على مواقف عاطفية تلهب المشاعر ،

فخيل لهم أن طرد أردوغان للسفير الإسرائيلى ما هو الا إشارة منه لتحالف عسكرى وسياسى ضد إسرائيل ، فأقاموا الأفراح والرايات واليافطات إحتفالا بقدوم المخلص. ولكن عندما وقف الرجل ليتحدث تحدث بما يمتلكة من حجج وأساليب قوية للإقناع الواقعى ، قال أنه مسلم علمانى يحكم دولة علمانية ، كما قال : يجب على مصر وضع دستور يتمشى مع معطيات الدولة العلمانية وأضاف أن العلمانية تعطى كل مواطن حقه مهما كان انتمائه ودينه ، وأن العلمانية تقف على مسافات متساوية من الأديان . كلام فى منتهى الواقعية والصدق والصراحة وكأنه يعطى مصر النصيحة الأخيرة ويقول إشهد أيها التاريخ أننى قدمت لكم خلاصة التجربة التركية التى

نقلتها الى المرتبة الخامسة بين دول العالم . وكأنه يقول لهم إفهموا لا يعنى أننى مسلم محافظ وإمرأتى محجبة أن أحيد عن النظام الموضوع والدستور القائم داخل وطنى كلا أننى وأنا مسلم أحافظ على ماوصلت اليه بلادى من تقدم عن طريق العلمانية . يقول ويصرح ما كان يخاف العلمانيون المسلمون فى مصر من التصريح به أو التفوه به ، لأن العلمانية فى مصر كلمة سيئة السمعة وكثيرا ما يلصقها المتشددين بالكفر حتى يوصلوا للعامة أن العلمانية لا تساوى سوى الإنحلال الأخلاقى ، يشرح لنا العلمانية فى منتهى البساطة وأنها ليست بمرعبة حتى نتجنبها بل هى أساس تقدم الشعوب فى كل مكان ، بعدما تفوه الرجل بهذه التصريحات المفاجئة للكثيرين بدأت الأصوات التى كانت تهتف له فى الخفوت واليافطات التى غطت سماء القاهرة فى الأنحسار بل وتجاوز الأمر الى تصريح لجماعة الإخوان المسلمين بأنه يجب على تركيا عدم الهيمنة على المنطقة ؟ لقد صدم الإخوان من تصريحات أردوغان وخاب أملهم فيه فبعد أن نادوا عليه بإحياء الخلافة الأن يلعنوه ويتهموه بعدم الإيمان .

فيقولون أن الشعب المصرى مختلف عن التركى فهو شديد الإيمان بالفطرة ، لا أدرى أين هذا الإيمان القوى ولماذا لا يترجم الى عمل وتقدم ، أم أن الايمان أن أصلى وأصوم وأترك مصالح الناس معطلة . يبدو أن الإخوان والاسلاميون لديهم مشروع واحد لا يقبلون عنه بديلا حتى ولو أيقنوا أن مشروعهم سيفشل وسيدمر ماتبقى فى البلاد من بصيص من الأمل . حتى النصيحة والاستماع من الرجل الذى رفعوه على الأعناق لا يقبلونها ، وكأن من يخالفهم فى الرأى هو أقل إيمان منهم ، هم يريدون بناء دولة لا أثر للتعددية فيها يكونون هم كل شىء وبنظرتهم القاصرة للأمور وتعليقهم للكثير منها لأنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار فيها مثل السياحة يقنعون أنفسهم والعوام من الناس بأن المستقبل فى يديهم وأنهم يحملون الخير للجميع لا أعرف كيف فلا برنامج ولا رؤية ،

فتسألهم وماذا عن البنوك فلا يجيبون ماذا عن تطبيق الشريعة ؟

يتنصلون وفى مرات يؤكدون على تطبيقها . أردوغان وجه رسالته الأخيرة الى مصر قبل كتابة الدستور . وكأنه يقول الحل الوحيد أمامكم عمل دستور علمانى وغير ذلك نتيجته خاسرة لا محال وأفاد بأن العلمانية لا تتنافى مع الدين . أفهموا يا أيها المتحجرون أفهموا الرجل إنه يتحدث لمصلحة مصر ، لا تغلقون أذهانكم عن القرار الصواب فغدا سوف تندمون . لا بل سيندم كل من سيوصلكم الى منطقة القرار .

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :