جبر الخواطر !
مقالات مختارة | سمير عليش
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩
يئس الإنسان المصرى من حُكامه ، فلاذ بخالقه وخالقهم ، وقال « جبر الخواطر على الله » ! .
وهى عبارة عبقرية بليغة كعادة المصرى عندما يختصر أمراً مهولاً فى كلمة واحدة أو فى جملة موجزة ! .
وهى جملة تحمل الكثير من التقريع والقدح والإيحاء بالفشل ونفض اليد ممن يديرون شئونه ، ففى عقيدته أن الخواطر لو انكسرت فلا جابر لها إلا الله ، وإذا جُبرت ، والتأمت ، فلا مَهيض لها سواه ، سبحانه وتعالي ، ولهذا فإن الله لايتركه لأحزانه أبدا ، ولايتخلى عنه أبدا ، وإنما يجرى حكمته وإرادته بتسخيره بعضاً من خلقه لكى يجبروا هذا الخاطر بعيداً عن حكوماته الظالمة المتعاقبة فلايبقى مُنكسراً ! .
ولد الطفل الجميل « هادى » بحالة خِلقية فريدة ، قلبه خارج صدره ، مُعلق يتدلى كالثُريا ، واستسلمت الأم لقضاء ربها وتعايشت مع حالة وليدها راضية قانعة ، لكن الله - جابر الخواطر - وخالق « هادى » قد أرسل واحداً من جنوده العظام إليها ، « السير مجدى يعقوب » ، يطل بوجهه الملائكى من إحدى الشاشات عابراً ، تتصل الأم لأول مرة فى حياتها بالبرنامج ، لم تتكلم ، وإنما عرضت صوّرا لهادى وقلبه الهارب من صدره ، لم يقل « جابر القلوب » شيئاً غير جُملة واحدة " تجيلى بكره " ! .
ياااألله ! .
فى الصباح الباكر تتجه الأم مهروّلة ليصحبها مجدى يعقوب معه فى طائرته إلى أسوان ، حيث مقامه المبارك ومركزه الخالد الذى يزرع البسمة والبهجة على وجوه المكلومين الفقراء ، ويفحص الطفل بنفسه ، وفى غضون أربعة أيام كانت أصابع الجراح العبقرى قد أعادت القلب البازغ إلى موضعه الطبيعى ، ورجعت الأم ب « هادى » وقد شفى وتعافى ، متهللة الأسارير مستبشرة ، مجبورة الخاطر ، ليس على يد أحد سوى الله ، مُرسلاً لها ملاكاً من ملائكته ، يُدعى : السير مجدى يعقوب ! .