الأقباط متحدون | د. "لؤي سعيد": الاهتمام بالتراث القبطي لا يعني التبشير بالمسيحية، فهو تراث لكل المصريين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢١ | الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ | ٧ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

د. "لؤي سعيد": الاهتمام بالتراث القبطي لا يعني التبشير بالمسيحية، فهو تراث لكل المصريين

الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


* "خالد عزب": التراث القبطي "غني"، وهو الجسر بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية.
* د. "لؤي سعيد": مكتبة "الإسكندرية" الجهة الوحيدة التي اهتمت بالتراث القبطي خارج الكنائس والأديرة.
* القس "باسيليوس صبحي": الاهتمام بالحضارة القبطية هو اهتمام بالحضارة المصرية.
* د. "عمار علي حسن": المشروع خطوة لنزع فتيل التعصب والاحتقان، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
* د. "أمين مكرم عبيد": نظام التعليم في "مصر" ساعد على تهميش الحقبة القبطية في مناهجه.
* د. "ماري كوبيليان": الصناع الأقباط إتجهوا إلى تطعيم الفن الإسلامي بالفنون القبطية.
 
تحقيق: ميرفت عياد
بدأت الحضارة القبطية بتبشير القديس مار "مرقس الرسول" في "مصر"، وظلت تتواصل عبر الأجيال حتى وقتنا هذا. ولأهمية الحفاظ على التراث القبطي وتهيئة المناخ الملائم لمحبيه من الدارسين والمثقفين وكافة فئات الشعب داخل "مصر" وخارجها؛ قامت مكتبة "الإسكندرية" بإعداد برنامج للدراسات القبطية، بهدف إطلاق موقع على شبكة الإنترنت بدايات العام القادم، يضم كل ما يتعلق بالتراث والحضارة القبطية: من آثار، وعمارة، وفنون، وموسيقى، بحيث يكون ملاذًا لكل المهتمين بالقبطيات.
 
وعن موقع الدراسات القبطية، وأهمية التعريف بالحضارة والتراث القبطي باعتباره تراثًا لكل المصريين، كان لنا هذا التحقيق..
 
نماذج الحضارات
بدايةً، أشار "خالد عزب"- مدير إدارة المشروعات الخاصة بالمكتبة- إلى أن هذا المشروع يتعامل مع الدراسات القبطية، بما تشمله من ثقافة وتراث قبطي، باعتباره شأنًا عامًا يخص جميع المصريين. موضحًا أن التراث القبطي تراث غني بمفرداته في مجالات: اللغة، والآداب، والفنون، والعمارة، والعلوم، وغيرها. كما أنه بمثابة الجسر الذي يربط بين الحضارة المصرية القديمة التي سبقته والحضارة الإسلامية التي لحقته. فالثقافة القبطية لم تندثر بالفتح الإسلامي لـ"مصر"، بل تفاعلت إيجابيًا مع الثقافة الوافدة، وأنتجت مزيجًا مصريًا فريدًا يخص مسيحيي ومسلمي "مصر".
 
تراث لكل المصريين
 
وأوضح د. "لؤي سعيد"- الباحث، ومدير برنامج الدراسات القبطية التابع لمكتبة الإسكندرية- أن المكتبة إهتمت بالتراث الإسلامي والفرعوني، ومن ثم جاء التفكير في الإهتمام بالتراث القبطي، خاصةً في ظل عدم اهتمام أي جهة خارج نطاق الكنائس والأديرة بهذا التراث. لافتًا إلى أن التراث القبطي هو تراث لكل المصريين، كما أن التراث لا يجب أن يرتدي عباءة الدين. فالإهتمام بالتراث القبطي لا يعني التبشير بالمسيحية؛ لأن التراث واسع ورحب وملئ بالعديد من العناصر المهمة التي يشترك فيها المسيحيون والمسلمون على حد سواء.
 
وأكّد "سعيد"، أن موقع الدراسات القبطية الإليكتروني الذي من المقرَّر إطلاقه بدايات العام القادم، سوف يحتوى على كل ما يتعلق بالتراث والحضارة القبطية من آثار، وعمارة، وفنون، وموسيقى، بحيث يكون ملاذًا لكل المهتمين بالقبطيات. مشيرًا إلى أنه يتم الإعداد خلال الفترة الحالية لمؤتمرات علمية يشارك فيها مختلف الباحثين المتخصصين في هذا المجال، مثل: مؤتمر التراث القبطي في أفريقيا، الذي سيعقد على مدار يومين، إحداهما في دير "مار مينا" والآخر في مكتبة "الإسكندرية" في نوفمبر القادم، إلى جانب إطلاق دورة تدريبية للقبطيات في بيت السناري الأثري بميدان السيدة "زينب" شهر أكتوبر القادم ولمدة ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى استقبال المشاريع الميدانية الخاصة بتوثيق هذا التراث، من خلال التعاون مع مؤسسات ثقافية داخلية وخارجية، مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية.
 
الأقباط والحقب التاريخية
ومن جانبه، أشاد القس "باسيليوس صبحي"- أمين وحدة البحث والنشر بالمركز الثقافي القبطي، وكاهن كنيسة السيدة العذراء بـ"الزيتون"- بمشروع مكتبة "الإسكندرية"، موضحًا أن الحضارة القبطية ممتدة منذ العصور الأولى للمسيحية، أي منذ تبشير "مار مرقس الرسول" في "مصر" وحتى يومنا هذا، وأن تاريخ الأقباط جزء من نسيج التاريخ المصري لا يمكن أن ينفصل عنه، لأن الأقباط عاشوا خلال الحقب التاريخية المختلفة التي مرت على "مصر"، بشهادة جميع المؤرخين الذين أرَّخوا لـ"مصر" في حقب تاريخية مختلفة، وبالتالي فالاهتمام بالحضارة القبطية هو اهتمام بالحضارة المصرية. وتساءل: كيف نعيش في وطن لا نهتم بحضارته؟؟ لافتًا إلى أن هذه الحضارة أدركها غير المصريين، وخصصوا لها أقسام بكليات العالم المختلفة، إلا أنها في "مصر" مازالت في مجال الجهود الفردية، رغم وجود معهد الدراسات القبطية؛ وهذه المجهودات الفردية لن تتساوى مع المشاريع التي تدعمها هيئة حكومية أو أكاديمية مثل الجامعات.
 
خطوة على الطريق الصحيح
ووافقه الرأي د. "عمار علي حسن"، الذي أكَّد أن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل، ومن هنا تأتي أهمية التعريف بالآخر بجميع خلفياته الثقافة والعقائدية، وبهذا يعد مشروع مكتبة "الإسكندرية" خطوة على الطريق الصحيح في الاهتمام بالتراث والآثار القبطية، مثل نظيرتها الفرعونية والإسلامية، الأمر الذي من شأنه أن ينزع فتيل التعصب والاحتقان، ويهدف إلى نشر ثقافة التسامح والسلام وقبول الآخر. وتساءل: كيف نطالب بعصر جديد من الحرية وحقوق الإنسان والعدالة، ونحن نغفل ستة قرون من تاريخنا، إتسمت بكفاح المسيحيين ضد اضطهاد الرومان؟؟ وأضاف: "في أوقات الأزمات يعلو المصريين على خلافاتهم الصغيرة، وينصهرون انصهارًا شديدًا في سبيل الانتصار لمصلحة الوطن، مثلما حدث في أيام الثورة".
 
تهميش الحقبة القبطية
وأشار د. "أمين مكرم عبيد" إلى أن الدعوة لإحياء التاريخ والتراث القبطي أصبحت ذات صدى واسع خلال القرن الواحد والعشرين، نظرًا لتأثير الأقباط على الحضارة الأوروبية والإسلامية، من خلال إسهاماتهم في كافة الميادين، سواء كان هذا التأثير مباشرًا أو غير مباشر. موضحًا أن نظام التعليم في "مصر" هو الذي ساعد على تهميش الحقبة القبطية، حيث تقفز كتب التاريخ من المرحلة الفرعونية إلى الإسلامية، وتتجاهل نحو ألف عام. مطالبًا بتأسيس مراكز لتدريس الحضارة القبطية في الجامعات المصرية، وتهيئة المناخ الملائم لمحبيه من الدارسين والمثقفين وكافة فئات الشعب القبطي داخل "مصر" وخارجها لينهلوا من شتى ينابيع الحضارة القبطية، إلى جانب إثراء المجتمع بالموروث الحضاري القبطي؛ من عقيدة، وطقس، ولغة، وتاريخ، وأدب، وموسيقى، وفن، وعمارة، وآثار..
 
الفنون الإسلامية والقبطية
وقالت د. "ماري كوبيليان"- المدرس المساعد بكلية السياحة والفنادق جامعة "حلوان": "إن الفن القبطي هو فن مصري، تناول جميع نواحي حياة الأقباط: الدينية، والدنيوية. فهو فن شعبي يعبِّر عن البيئة المصرية. وبعد الفتح العربي أثر الفن القبطي بشدة على الفن الإسلامي، وإتجه الصناع الأقباط إلى تطعيم الفن الإسلامي بالفنون القبطية". مشيرةً إلى أن الفنان القبطي كان يستلهم إبداعه من خلال أحداث الكتاب المقدس دون الخضوع لبرنامج محدد. فكل كنيسة لها طابعها الخاص في المناظر المرسومة بها، إلا أن تلك المناظر لا تخرج عن ثلاث سمات: الأولى- المناظر الرمزية التي ترمز إلى طقوس الكنيسة. الثانية- المناظر التاريخية التي تحكي قصة ومأخوذ معظمها من الأناجيل الأربعة بهدف تعليمي. أما السمة الثالثة فهي الصور الشخصية للقديسين والرسل والأنبياء، بهدف التبرك بها، وطلب شفاعتها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :