الأقباط متحدون | سنة الرب المقبولة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٤ | الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ | ٧ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سنة الرب المقبولة

الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي


تطلعاتنا في سنة قبطية جديدة..
مع بدء السنة القبطية الجديدة، نهنئ كنيستنا إكليروسًا وشعبًا بالعام الجديد، راجيًا للجميع عامًا مقدسًا في الرب، وأيامًا هادئةً ومفرحة، ومصلين معًا من أجل سلام وبنيان وتقدُّم ورفعة كنسيتنا وبلادنا وشعبها ونهضتها وأمنها وأمانها، لكي يكون هذا العام عامًا مقبولًا أمام الرب. طالبين من ملك السلام الذي جاء إلى بلادنا طفلًا مع العذراء القديسة "مريم" والقديس "يوسف" النجار، فوجد فيها الأمن والأمان من بطش "هيرودس" الملك، أن ينظر إلى مصرنا بعين الرحمة والرعاية، ويرد لمصرنا الجميل الذي قدَّمته له طفلًا، ويكمل وعده لشعب مصر "مبارك شعبي مصر" (أش 19: 25).

 

إذ نبتدئ عامًا جديدًا في تقويم الشهداء 1728 ش، نتذكر أن التقويم القبطي الفرعوني لا يرجع إلى عصر الشهداء فقط، بل إلى سنة 4241 قبل الميلاد، وهو من أقدم التقاويم المعروفة وأدقها، ويشهد لبراعة أجدادنا في الفلك، كما برعوا في: الهندسة، والطب، والأدب، وكل مجالات الحياة. ونستلهم من ماضينا العريق كل ما يقودنا إلى حاضر مستقر ومستقبل مشرق.

 

نتذكر كل شهدائنا الأبطال، الذين بذلوا دمائهم من أجل الإيمان، منذ القديس مار "مرقس" الذي استشهد على ثرى "الإسكندرية" في 67 م، مرورًا بعصر الاضطهاد الذي شنه الإمبراطور الوثني "دقلديانوس" في 284 م، والذي سالت فيه دماء آلاف الشهداء من "الإسكندرية" حتى "أسوان"؛ من أجل الحفاظ على الإيمان المسلَّم لنا من السيد المسيح والآباء الرسل. وبعصر الشهداء بدأ التقويم القبطي بداية جديدة. ونتمثَّل بأجدادنا وإخوتنا القديسين، فنحن كنيسة شاهدة، وشهادتها حية مخضبة بالدماء الطاهرة "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7).

 

 

نتذكر شهداء العصر الحديث، منذ أحداث "الزاوية الحمراء" 1981م وحتى أحداث كنيسة "القديسين" بـ"الإسكندرية"، وشهداء "نجع حمادي" و"إمبابة" و"القطامية"، وشهداء ثورة 25 يناير الذين قدَّموا حياتهم من أجل الإيمان أو المبادئ والوطن وحريته. ونستلهم من ثبات شهدائنا كل القيم النبيلة في الإيمان، والأمانة والجهاد والوفاء لله والكنيسة والوطن.

 

السنة المقبولة..
في رأس السنة القبطية، نتذكَّر قول السيد المسيح في بدء خدمته "مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلَّمه إلى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو18:4-21).

 

نريد أن تكون هذه هي السنة المقبولة من الله لمصرنا الحبيبة وشعبها الطيب الصابر، لكي يجد المساكين في الله وفي بلادهم الأمان، ويحيوا الإيمان بالله والإخوة الإنسانية. نصلي ليجد منكسرو القلوب الشفاء من جراح الماضي والآم الحاضر، متطلعين بالرجاء للمستقبل الذي يسود فيه المحبة والتعاون والخير للجميع. نصلي من أجل المأسورين ليتحرَّروا من قبضة إبليس، الذي يقود للشر والظلم والفساد. ونصلي من أجل المظلومين ليجدوا العدل والحق. نصلي من أجل الذين أعمت الكراهية والحقد والتعصب عيونهم وقلوبهم؛ لتنفتح بصيرتهم، ليروا في غيرهم إخوة لهم في الوطن، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، لننهض بـ"مصر" المستقبل، بعيدًا عن الظلم، والكراهية، والتعصب، ونبني مجتمع الإخاء والمساوة والحرية للجميع.

 

لقد عانى الشعب المصري في غالبيته العظمي من الفقر والمرض والفساد والتخلف والجهل والظلم، وقد أيدنا ثورته على كل أشكال الفساد. وعلينا جميعًا- حكامًا ومحكومين- أن نتحلى بالمسئولية التاريخية أمام الله والوطن والضمير، لكي نبني عهدًا جديدًا من الاستقرار والازدهار والتعاون، من أجل مستقبل أفضل لبلادنا وأولادنا.. علينا أن نتحلى بالصبر والعمل معًا؛ للعبور بالثورة نحو تحقيق أهدافها في رفع الظلم ومحاربة الفساد وفقًا للقانون، وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة، وإيجاد فرص العمل للعاطلين، والارتقاء بمستوى المعيشة للفقراء، وتوفير المسكن والتعليم والعلاج المناسب لكل مواطن. فـ"مصر" فيها من الخيرات الكثير، وهناك اكتشافات بترولية ومعدنية فيها مبشرة بالخير للجميع.

 

نحتاج للضمير الصالح الذي يراعي الله في نفسه وأهله وجاره وبلاده، وأن يحب الإنسان لجاره القريب والبعيد ما يحب لنفسه؛ لأن هذه هي غاية الدين والوصايا الإلهية "وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء" (1تي 1: 5).

 

إننا نحتاج إلى التخطيط السليم والأجندة الواضحة من القائمين على مصلحة البلاد والعباد، للخروج من النفق المظلم إلى الانتخابات الحرة والديمقراطية لمجلس الشعب والانتخابات الرئاسية، والحفاظ على أمن المواطن والوطن، والملكية العامة والخاصة، ومحاسبة الخارجين على القانون، والقضاء على كل أشكال الفساد والظلم والمحسوبية والتمييز.

 

إن مصرنا العزيزة- بفضل رجالها الأمناء والأوفياء والأكفاء- تستطيع أن تنهض من كبوتها، وتبني حاضرها على أسس: الديمقراطية، والمساواة، والعدالة، والتخطيط السليم، والمتابعة الأمينة، والقضاء العادل النزيه؛ لترعى أبنائها، وتوفر لهم حياة كريمة تليق بماضيها وحضارتها العريقة، ولتبني حاضرًا مستقرًا وآمنًا وكريمًا يقود لمستقبل مزدهر ومشرق. إننا نصلي لله ونرفع الدعاء في بدء عام قبطي جديد، وعلينا جميعًا العمل والإخلاص والوفاء.

 

وكل عام وحضراتكم بألف خير..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :