الأقباط متحدون - بعد الانسحاب من سوريا وأفغانستان الكونجرس يقرر سحب القوات الأمريكية من اليمن
  • ٠٥:٢٩
  • الخميس , ١٤ فبراير ٢٠١٩
English version

بعد الانسحاب من سوريا وأفغانستان الكونجرس يقرر سحب القوات الأمريكية من اليمن

٤٢: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
بعد سحب القوات الامريكية من سوريا ، والانسحاب الامريكي من افغانستان وبدلية المفاوضات مع طالبان ، الامرالذي اعتبرتة قيادات من البنتاجون يضر بالوجود الامريكي وموازيين القوي في العالم ، ولكن في تزامن مع ذلك أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قانون لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. كما يطالب مشروع القانون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من اليمن في غضون 30 يوما من بدء سريان القانون، وينص مشروع القانون على أن صلاحية "إعلان الحرب" منوطة بالكونغرس وليس بالرئيس، على الرغم من أن العديد من الرؤساء المتعاقبين، جمهوريين وديمقراطيين، تجاوزوا هذه الصلاحيات وأناطوا بأنفسهم إعلان الحرب، وبحسب مشروع القانون فإن "الكونغرس، بناء عليه، يطلب من الرئيس سحب القوات المسلحة من العمليات الحربية في الجمهورية اليمنية أو التي تؤثر عليها، باستثناء" العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، وذلك في غضون 30 يوما من بدء سريان القانون.

جاء ذلك في تحد جديد للإدارة الأمريكية، باقرار هذا المشروع بقانون الذي  يدعو لسحب الجنود الأمريكيين المشاركين في الحرب الدائرة في اليمن، ما لم يكن بقاؤهم ضروريا لمحاربة تنظيم القاعدة أو الجماعات المرتبطة بها ، وبعد المصادقة على مشروع القرار بأغلبية 248 صوتا مقابل 177 وامتناع نائب واحد عن التصويت في مجلس النواب حيث الأكثرية للديمقراطيين، بات يتعين على مجلس الشيوخ، حيث الأكثرية للجمهوريين، أن يقر هذا النص من خلال تصويت نهائي، وهو أمر ليس بمستبعد لا سيما وأن السناتورات الذين شاركوا في صياغته سبق لهم وأن تمكنوا من حشد الأغلبية اللازمة لإقرار نص مشابه في ديسمبر، لكن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يمكنه أن يمنع إحالة المشروع على التصويت مما سيجنب ترامب الحاجة إلى استخدام الفيتو لمنع صدور القانون. فتصويت مجلس النواب كان بوقع صفعة جديدة يتلقاها الرئيس دونالد ترامب في ملف علاقته بالرياض حيث يطالب مشروع القانون أيضا بوقف الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لتحالف السعودية والإمارات في اليمن.

علي الجانب الاخر ارتبط ذلك الانسحاب للقوات الامريكية من سوريا  بأقرار الانسحاب من افغانستان ، الامر الذي اعتبرتة حركة طالبان الأفغانية نصراً لها فيما وصفته بكفاحها ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وفيما يرى كثيرون أن الانسحاب الأمريكي المتوقع يعني انحسار الأمل في التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب الأمريكية في أفغانستان بشكل نهائي، احتفل أعضاء الحركة فور سماعهم بأوامر البيت الأبيض للبنتاغون بوضع خطة الانسحاب، وقال أحد قادة الحركة في إقليم هلمند لشبكة إن بي سي الأمريكية: "لقد أثبتنا للعالم كله أننا هزمنا البلد الذي يعلن عن نفسه بوصفه القوة الوحيدة الكبرى في العالم"

وأضاف: "أخيراً أثمر كفاحنا وتضحيات الآلاف من شعبنا بعد 17 عاماَ... لقد اقتربنا من هدفنا الأخير"

وقال قيادي آخر بطالبان في إقليم كونار إن أنباء الانسحاب يجب أن تكون درساً للشعب الأمريكي، وأضاف: "الشعب الأمريكي وحكامه يجب أن يفكروا فيما حققوه من غزو أفغانستان وما سببوه من خسائر للشعب الأفغاني من جهة ولمواردهم هم من جهة أخرى"

وأضاف: "الشعب الأمريكي وحكامه يجب أن يفكروا فيما حققوه من غزو أفغانستان وما سببوه من خسائر للشعب الأفغاني من جهة ولمواردهم هم من جهة أخرى"

ومنذ الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2002 في أعقاب هجمات 11 سبتمبرلإرهابية عام 2001، فشلت، ويعيش 65% فقط من الأفغان بمناطق خاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة بينما تبسط طالبان سيطرتها على بقية البلاد، وقال القياديان بالحركة إن طالبان ستسعى إلى زيادة الضغط العسكري من أجل الاستحواذ على أقاليم استراتيجية قبيل الجولة القادمة من المفاوضات القادمة . 

هكذا يؤدي الانسحابات الامريكية من مناطق نفوذها في الشرق الي ان تكتب صحيفة الواشنطن بوست :
في تصريح على لسان السناتور ليندسي غراهام، أن الرئيس الامريكي محبط للغاية بشأن تقدمنا في افغانستان، متابعًا  أن الانسحاب الفوري سيكون كارثة كاملة لأن أفغانستان هي مركز الجاذبية في الحرب على الإرهاب، وجاءت هذه المناقشة حول أفغانستان في المحادثات التي قام بها الرئيس ومستشاريه حول سحب القوات الامريكية من سوريا، وهو القرار الذي أصدره الرئيس في نفس الوقت الذي طلب فيه،

وأشارت الصحيفة إلى سعي الدبلوماسيين الأمريكيين، بقيادة المبعوث "زلماي خليل زاد"، للتفاوض على تسوية سلمية مع طالبان، ويعتمد موقفهم على فكرة أن الجيش الأمريكي لن يغادر حتى تصبح الظروف على الأرض مستقرة، وقال "كريستوفر كولندا" الكولونيل متقاعد في الجيش، إن انسحاب القوات يجب ألا يحدث إلا بعد أن تقدم طالبان وعودا في المفاوضات وتتابع القوات تنفيذ بعضها، مضيفًا  "إن سحب القوات من جانب واحد يؤدي إلى إضعاف قوة مفاوضتنا، فعندما تكون في مفاوضات، فإن فقدان المزيد من نفوذك طواعية هو سوء التصرف الاستراتيجي"

هكذا يري كثير من المحللين ان جميع تدخلات الولايات المتحدة عسكريا في الشرق الاوسط وافغانستان قد ادت الي عكس المستهدف منها .