الأقباط متحدون - «رصاصة طائشة».. تفاصيل مقتل «نجلاء» و«أولادها الـ6» بالجيزة
  • ٠٧:٢٨
  • الخميس , ١٤ فبراير ٢٠١٩
English version

«رصاصة طائشة».. تفاصيل مقتل «نجلاء» و«أولادها الـ6» بالجيزة

حوادث | المصرى اليوم

٥٥: ١٠ م +02:00 EET

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩

أولاد نجلاء
أولاد نجلاء

 كانت نجلاء عبدالعال، بائعة الخضراوات، تحصد محصول زراعى من أرض شقيقها، في قرية الصالحية بمركز أطفيح جنوب الجيزة، عصر 20 يناير الماضى، استعدادًا لبيعه بالسوق، والإنفاق على أولادها الـ6 التي تولت تربيتهم عقب وفاة زوجها، فحصدت رصاصة طائشة أطلقها متهم بالاتجار في السلاح، روح السيدة الأربعينية، وألقت الشرطة بالقبض على المتهم، الأربعاء، بحسب رواية أسرة المجني عليها.

 
داخل منزل ريفيى بسيط، عاش أولاد «نجلاء» في حزن، وبكلمات تسبقها الدموع روى محمد موسى، الابن الأكبر للمجنى عليها، أن أمه بعد وفاة أبيه في العام 2010، أصبحت العائل الوحيد للأسرة:«أبويا كان عامل بسيط بمخبز عيش بلدى، وعقب وفاته لم نستطع صرف معاشًا للأمي باعتبارها أرملة، فاضطرت للعمل كبائعة للخضراوات».
 
حصدت رصاصة المتهم «محمود.أ»، روح نجلاء، ومعها أولادها الـ6، يصف «محمد»، أحوال الأسرة عقب فقدان الأم بـ«البائسة»:«حياتنا تحولت إلى كابوس، شقيقى الصغيرين بالمرحلة الابتدائية، لم يجدا من يعولهما».
 
لم يستطع «محمود»، وهو الأكبر، أن يفى بمتطلبات أسرته، وهو العامل بمصنع الطوب:«بشتغل يوم وآخر بقعد في البيت، أصل شغلى بالإنتاج».
 
على الأخ الأكبر، عقب فقدان الأم أن ينفق على اثنين من أشقائه بالمرحلة الابتدائية، وبنتين في سن الزواج، فتمكنت «نجلاء» من زواج اثنين من أبنائها الفتيات، قبل أن تلقى مصرعها:«حتى المتزوجتين تحتاجان إلى مساعدة، وأسرتنا كلها تيتمت عقب مصرع الأم»، يقول الابن الأكبر، لـ«المجنى عليها»، في آسى، ولم يدر كيف سيدبر أموره.
 
وعن ما حدث عصر 20 يناير، قال «حسن»، شقيق المجنى عليها، إنه كان جالسًا بالأرض الزراعية التي يمتلكها أبيه، فسمع صوت طلق نارى، وفوجئ باستغاثة شقيقته :«تعال يا حسن شوف في طوبة خبطت في كتفى، لتلقى مصرعها قبل نقلها إلى المستشفى».
 
ويشرح شقاء شقيقته «نجلاء»، وسعيها وراء الرزق، بقوله:«الله يرحمها كانت تشجعنى على الشغل، وكل يوم تأخذ خضراوات من أرضنا، ولم تنتظر عودتى إلى المنزل لتعطينى ثمن ما حصدت من مزارعات وبعته للناس، فأختى تولت تربيه 6 أولاد عقب وفاة زوجها».
 
«أم محمد عندها غيبوبة إلحقها»، هكذا قال أحد الأطفال، لـ«عبدالعال محمد»، شقيق زوج المجنى عليها، ليهرول إلى حيث كانت «نجلاء» تجلس بالغيط، فيقول الرجل الستينى، وهو يمسح دموعه بطرف جلبابه:«يوم ما مات شقيقى، ونجلاء تتولى تربية أولادها من خلال زراعة أي محصول وحصاده وبيعه، كانت طيبة جدًا، وبمائة راجل».
 
وأظهرت تحقيقات النيابة العامة أن المجني عليها كانت بصحبة شقيقها لأرض زراعية ملك والدها بقرية الصالحية، لجمع محصول زراعي، تمهيداً لبيعه بالسوق للإنفاق على أولادها التي تتكفل برعايتهم بعد وفاة زوجها، وأثناء تواجدها أخبرت شقيقها أنها تشعر بألم في ظهرها وفوجئ الأخير بالدماء تنزف من ظهرها وسقطت فاقدة الوعي.
 
وأسفرت جهود فريق البحث الجنائي أن وراء ارتكاب الواقعة، «محمود.أ.م» 33 سنة، عامل مُقيم بقرية الكداية دائرة المركز، وعقب تقنين الإجراءات اللازمة أمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بطريق الخطأ حال قيامه بتجربة بندقية آلية تمهيدًا لبيعها، وأرشد عن البندقية وبخزينتها 3 طلقات من ذات العيار.
 
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيق.