عرض/ سامية عياد
الله لا ييأس من جمود الإنسان وكثرة خطاياه بل يعيد تشكيله مرة آخرى وينزع عنه العادات الرديئة مثلما يشكل الفخارى أجمل الآوانى الفخارية من الطين ويجعله فى أجمل شكل ، يقول الرب ".. أما أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخارى .."..
الدكتور رسمى عبد الملك رئيس قسم العلوم الإنسانية بالكلية الإكليريكية فى مقاله "أنا كالخزف بين يديك" حدثنا عن إعادة تشكيل الإنسان على يد الله الذى هو الفخارى الأعظم ، الله خلقنا من أجل أعمال صالحة لكن فساد الإنسان نتيجة مقاومة إرادة الإنسان لإرادة الله حال دون تحقيق هذا الهدف ، لكن الله لا ييأس من الإنسان ولا يرميه من أمامه ، بل يعيد تشكيله لعمل معين وخدمة معينة ، والله يشكل الإنسان من جديد بفعل الروح القدس العامل فينا الذى قال عنه السيد المسيح إنه أصبع الله، وما نحن إلا آنية من خزف نحمل هذا الكنز (الروح القدس) الذى يعمل بداخلنا.
هناك نماذج من الكتاب المقدس إعاد الله تشكيلها من جديد لتصبح خيرا ونور يضىء فى الظلام ، شاول الذى اضطهد تلاميذ الرب يسوع بشكل بشع ، قرر الرب إعادة تشكيله من جديد فأبرق حوله نور من السماء وبصوته قال له "شاول شاول لماذا تضطهدنى؟ صعب عليك أن ترفس مناخس" ، ووجه الرب حنانيا أن يذهب إليه قائلا له : " لأن هذا لى إناء مختار ليحمل اسمى أمام أمم وملوك بنى إسرائيل ، لأنى سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى" ، زكا العشار كان رجل ظالم ومكروه من المجتمع قرر الرب إعادة تشكيله من جديد فوقف أمام الزحام ينظر له ويتحدث إليه ، الله يهتم بالشخص الخاطىء المحتقر من الناس ويقرر تشكيل هذا الإناء لاستخدامه .
أيها الفخارى الأعظم .. أنا كالخزف بين يديك ، عد واصنعنى وعاء آخر .. مثلما يحسن فى عينيك ..