الأقباط متحدون - تعديل الدستور فى اليونان
  • ١٨:٢٢
  • السبت , ١٦ فبراير ٢٠١٩
English version

تعديل الدستور فى اليونان

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

١٥: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩

برلمان  اليونان
برلمان اليونان

اليونان تتعلمن !
الأب أثناسيوس حنين


كنا قد ذكرنا فى مقال لنا سابق "الكاهن اليونانى بين الوظيفة والرسالة " تكرم بنشرها موقع ((الاقباط المتحدون))بأن الحكومة اليونانية -الاشتراكية قد قررت أن تسعى فى سبيل أعادة تقنين العلاقة القديمة الأيام بين الكنيسة اليونانية الارثوذكسية والدولة ’ أى أن تتولى الكنيسة شئونها بلا غطاء حكومى ’ بمعنى أن تبدأ الكنيسة فى اعادة تقييم اوقافها الضخمة والممتدة عبر البلاد واستثمارها ’ هذا من ناحية ’ وأن يتحرر الكهنوت اليونانى من سطوة وسلطة الدولة وروتين وبيروقراطية الحكومة ويتوقف أن يكون موظفا حكوميا وخادم المذبح من المذبح يأكل وأن يقبض كل مستحقاته وراتبه من الكنيسة بغض النظر عن عطايا

المؤمنين (والتيخيرأ أى بركات الصلوات والاكاليل والجنازات والتذكارات والمعموديات والتى لها تعريفة ثابتة يقتسمها الكهنة مع المطرانية)
’زد على ذلك أن الكاهن اليونانى سوف يتوقف عن أن يغلق الكنيسة الساعة 12 ظهرا ويفتحها 5 مساء بل سيظل بيت الرب مفتوحا امام المؤمنين وهذا يزيد البركة ويوسع الخدمةويدور ع النفوس فى الشوارع وليس فى المكتب المكيف صيفا وشتاء ’ وبالرغم من اعتراض الكنيسة الا أن هذا القرار قد تم التصويت عليه البرلمان اليونائ بالموافقة بأصوات البرلمانيين التابعين للحزب الحاكم وبعض المستقلين مع تحفظ المعارضة . ثم قام البرلمانيون بالتصويت على تعديل الفقرة الثالثة من الدستور وهى منطقة حساسة وترتبط بتاريخ تأسيس الدولة اليونانية بعد أ، ثارت ضد الطغيان العثمانى والتى تبدأ بأسم الثالوث القدوس وتقر بأن الأرثوذكسية هى الديانة السائدة والاساسية فى اليونان ’ ويرى الحزب الحاكم بأنه قد جاء ملء الزمان الذى يجب أن تصير فيه اليونان دولة علمانية أوروبية تتسع للجميع وتحترم وتحتضن كافة الديانات والطوائف ’ ومن هنا تم اضافة عبارة أن اليونان دولة (محايدة دينيا) زع مذكرة تفسيرية تقر بأن الاعتراف بالارثوذكسية

على أنها الديانة السائدة لا يعطها أية حقوق أو امتيازات ’ وهذه خطوة فى سبيل الفصل النهائى بين الكنيسة والدولة بما يعنيه من نتائج أبسطها أن لا يعود الاكليروس يتمتع بالحصانة ولا يركب الاساقفة سيارات حكومية فخمة ذات ارقام خاصة وان لا يتم اغلاق الشوارع فى الاعياد الدينية وما اكثرها فى اليونان وأن يتوقف رجال الدولة عن الحضور الاجبارى فى المناسبات الدينية بل بحريتهم الخاصة وحسب ما أنعقدت عليه نفوسهم . لقد قررت اليونان بأن تفصل بين قيصر وبين الله ! وتعطى كل منهما حرية ادارة شئون السماء والأرض بلا وصاية من طرف على الأخر !. الشئ اللافت والغريب هو عدم وجود رد فعل شعبى على هذه الاجرأأت ! بينما حينما تم الاتفاق بين اليونان وسكوبيا على الاعتراف بالاخيرة وتسميتها بدلا من مقدونية باسم مقدونية الشمالية ’ اشتعلت اليونان

بالمظاهرات احتجاجا وأنهالت الاتهامات على رئيس الوزراء الشاب اليكسيس تسيبراس بالعمالة والخيانة وبيع دم الشهداء ! ألعل هذه رسالة من اليونانيين الى كهنتهم واساقفتهم ورهبانهم ! وكنيستهم اوالتى يحبونها من كل قلوبهم ويجزلوا لها العطاء روحا ونفسا وجسدا !لعلها فرصة من السماء دبرتها الأرض الدوارة والتى لا تدوم أحد ! لتعود الكنيسة اليونانية وأكليروسها ’ كما يرى ويتمنى الكثيرون من الفاهمين فى بلاد الأغريق والمهجر ’ ولنا منهم أحباء واصدقاء وشركاء ’ من لاهوتيين واساقفة وسياسيين وعلمانيين وشباب ’ أن تعود الكنيسة اليونانية رائدة ثقافيا وسباقة لاهوتيا ومطرح ابداعات حضارية ومنارة ثقافية وخميرة تخمر عجين كل اوروبا ’وتتوقف عن أن تحيا ((عالة)) على أمجاد لم تصنعها ويحملون الناس اثقالا عسرة الحمل وهم لا يمسونها بأيديهم ’ وريما هنا تكمن تجرية كل الكنائس القديمة ! وأخيرا العلها علامة نهاية حكم قنسطنطين للكنيسة وبهذا تصير الكنيسة خاضعة بحرية وحرة بخشوع فقط لسيدها المسيح ومبشرة بالحب لكل انسان !

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع