شاروبيم وفرج .. شقيقان قاما ببناء 25 كنيسة بالاسكندرية فى القرن العشرين

تنطق اللوحات الرخامية القائمة على جدران وعتبات كنائس الاسكندرية بشهادة حق لـ  شاروبيم وفرج اقلاديوس المقاولان اللذان شيدا العشرات من الكنائس فى المدينة التى تشارك خليفة مارمرقس فى لقبه ، والتى أقام فيها الاخوان بعد أن تركا قريتهما الصغيرة بصعيد مصر فى فترة الشباب .
 

كان اقباط قرية المنشاة الكبرى بالقوصية – اسيوط  ، يجتمعون امام منزل والدهما المقدس اقلاديوس فجر كل أحد فى رحلة ذهابهم إلى دير المحرق لحضور صلوات التسبحة والقداس الالهى ، فلم تكن هناك كنيسة قى تلك القرية قبل اربعينات القرن الماضى وكان رهبان الدير يفتحون البوابة عند سماعهم صوت المقدس اقلاديوس الذى يحفظونه جيدا . 
 

فلم تكن أعمال المقاولات لبناء الكنائس التى قام بها الأخوان " شاروبيم وفرج " مجرد عمل لأكل العيش ، بل كان عشقا يقومان به بكل كيانهما ، زرعه فيهما المقدس اقلاديوس الذى كان يرافقهما مع بقية اشقائهم الى دير المحرق لتعلم اللغة القبطية والتمتع بصلوات التسبحة الكيهكية وهما فى سن الخامسة من عمرهما .
 

فى عام 1928 ترك شاروبيم ، قريتة بأسيوط وتوجه الى الاسكندرية ثم استدعى شقيقه الأصغر فرج ، وبعدها بستة أعوام كانت العذراء بمحرم بك اول كنيسة يقومان ببنائها ، وامتدت بعد ذلك اياديهما لتعمر وتبنى عشرات الكنائس فى مناطق متفرقة من الاسكندرية لقرابة نصف قرن من الزمان . 

 

ويذكر الباحث القبطى الدكتور مينا بديع عبد الملك فى كتابه " أقباط فى تاريخ مصر – الجزء الأول " ، سيرة المعمارى فرج اقلاديوس ، فيقول انه قد تبرع هو واخوه شاروبيم بثمن الجرس الكبير الذى وضع فى اول كنيسة يقومان ببنائها بعد ان أحضراه خصيصا من اليونان ، وكان المهندس " كوماس " قد وضع تصميم ثانى كنيسة تبنى فى الاسكندرية فى القرن العشرين وفقا للطراز الغربى ، فلم ينفذاه الاخوان فرج وشاروبيم ، وكلفا مهندس تابع لمكتبهما بتصميم طراز آخر حسب الطقس الشرقى ، فجاءت كنيسة العذراء محرم بك بشكلها الحالى تحفة معمارية خالصة حتى ان سفير اثيوبيا فى ذلك الوقت قد اعجب بها وطلب من الاخوين تنفيذ كنيسة مماثلة لها فى اثيوبيا ، ولكنهما اعتذرا عن السفر وقدما له نسخة من التصميمات الكاملة للكنيسة . 
 

وليس غريبا على من قام أبوهما المقدس ، بنزع باب منزله وبعض أبواب الغرف ، لوضعهم سقالة لبناء قبة كنيسة العذراء بقريتهم المنشاة الكبرى لكى لا يتوقف العمل فى بناء الكنيسة بسبب بعض اللوحات الخشبية ، أن لا يرضيا بعد بنائهما لكنيسة مارجرجس بغيط العنب فى عام 1938 عن مساحتها الصغيرة ،  فأرادا ضم عقار مجاور للكنيسة لتوسيعها ، وكان يقيم فيه عامل بلاط رفض التنازل عنه ، فابتكر الاخوان فكرة عبقرية عرضاها عليه بأن يفتح مصنع للبلاط ، ويصبح هو المورد الذى يتعاملان معه فى كل مشروعاتهم المقبلة مقابل تنازله عن العقار ، فوافق الرجل وتنازل عن الأرض وقاما هما باضافة مساحة العقار للكنيسة .
 

شيد الشقيقان حوالى 25 كنيسة ودير بالاسكندرية وحدها ، كان أغلبها للاقباط الارثوذكس وبعضها للكاثوليك والانجيليين وهى : كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ، كنيسة مارجرجس غيط العنب ، كنيسة الملاك ميخائيل بغربال ،  كنيسة القديسان اباكير ويوحنا بأبى قير ، كنيسة مارجرجس بالمكس ، كنيسة مارمينا بالمندرة ، كنيسة القديسة دميانة بالورديان ، كنيسة ابو سيفين بامبروزو ، كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحة ، كنيسة العذراء غيط العنب ، كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس بمحرم بك ، كنيسة مارجرجس بأبى قير ، كنيسة مارجرجس سبورتنج ، كنيسة مارجرجس الحضرة ، كنيسة العذراء بالعصافرة ، كنيسة الملاك ميخائيل بمصطفى كامل ، كنيسة الانبا اثناسيوس بالسيوف ، كنيسة الانبا صموئيل المعترف والانبا ابرام بغيط العنب ، دير مارمينا العجايبى بمريوط ، دير أبو سيفين للراهبات بسيدى كرير ، كنيسة العذراء للاقباط الكاثوليك بغيط العنب ، كنيسة الاصلاح براغب باشا ، الكنيسة الانجيلية بمحرم بك ، كنيسة الامريكان بكامب شيزار ، ترميم الكنيسة الانجيلية بالعطارين .
 

وذلك بخلاف كنائس أخرى خارج الاسكندرية  منها كنيسة العذراء بالمنشاة الكبرى باسيوط ، كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور ، وترميمات كنيسة مارجرجس بكفر الدوار ، كنيسة العذراء مرسى مطروح .