و.بوست: مصر الجديدة تمزق الأقباط
أجرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، حوارا مع العديد من المصريين الأقباط، المقيمين حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن القاسم المشترك بين كل من تحدث للصحيفة،
أن هجرته لبلده جاءت بسبب ما وصفه بـ"الاضطهاد"، مما استدعى الصحيفة لأنه تعتبره "تمزيق للأقباط"، وسط توقعات من سيطرة الإسلاميين على البلاد بعد الثورة.
ويبلغ إجمالي عدد الأقباط المهاجرين إلي أمريكا 200 ألف مصري، مقسمين علي 10 ولايات، يتركز معظمهم في ولاية فرجينيا الشمالية.
استقلت إيريس بطرس،36 عاما، الحاصلة علي درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد والتي تولت مؤخرا وظيفة جديدة في البنك الدولي، طائرة إلي وطنها مصر، الذي اجتاحته الثورة، فتركت عملها وباتت عاطلة، ولكنها مصممة علي أن تشارك في التغيير الذي يحل بوطن والديها، الذي شكل هويتها كمسيحية قبطية.
وقالت بطرس شعرت للمرة الأولى في حياتي أني لدي فرصة لإحداث التغيير في بلدي، كما أنها المرة الأولي التي أزور فيها بلدي، وبالرغم من أن الكثير من شيوخ طائفتي خائفون، حتي أن بعض أصدقائي يقولون إنني مجنون لأني قررت العودة، ولكني لم أر فائدة من حصولي علي كل هذه الدرجات العلمية والمهنية الفاخرة، إذا لم أستخدمها لمساعدة بلدي.
وأضافت بطرس: "الأقباط في واشنطن، والبالغ عددهم، حوالي 3000 مصري، يشعرون بالقلق وعدم الارتياح تجاه بلدهم التي تواجه حافة التغيير، معتبرين أنفسهم في دوامة من الأحداث المروعة، تهز وطنهم، بعد ما هجروا بلدانهم علي مدي الثلاثة عقود الماضية، فعملوا بجد، وعلموا أولادهم، وبنوا أنفسهم في هدوء، وحصلوا علي مكانة راسخة لدي الحكومة الأمريكية والعمل المهني، مما يدعو إلي الفخر تجاه هذه المجموعة المعزولة من المهاجرين".
وأشارت بطرس: "إلى أن الاقباط في أمريكا مترابطون وملتفون حول الكنيسة، فهي محور حياتهم، كما نبذوا عن أذهانهم معاناة العائلة والأصدقاء في مصر، والتي ادعت بأنهم ظلوا لفترة طويلة يتعرضون للمضايقات في مجتمع 95% منه مسلمون، ولكن مخاوف الأقباط من عزلة جديدة داخل المجتمع الأمريكي، لم تنته".
وأشارت: "حتى وقت قريب، نجح الأقباط في البعد عن الأنظار، وتجنب السياسة والمناقشات السياسية، والاكتفاء بالمراقبة عن بعد، ولكن بعد الاضطرابات المتنامية في مصر، من المستحيل بالنسبة لكثير من المصريين أن يبقوا بعيدا، فبعد الثورة، وحادث الكنيسة ليلة رأس السنة، سقط المجتمع كله في مناقشات ساخنة حول إلى أين تتجه مصر؟.
وأكدت: "البعض في المجتمع القبطي، خاصة جيل الشباب، يتصور أنه يستطيع ان يجد له مكانا في المستقبل، والحصول علي فرصة في مستقبل مشرق، من أجل الحرية الحقيقية".
وقال ستيف مسيح، 26 عاما، محلل مالي في شركة فيرفاكس، ناشط قبطي،: "نشأت في واشنطن، وعملت من خلال نشاطي في حركة التضامن القبطية لمدة سنتين، الضغط من أجل حقوق الأقباط في مصر".
وأضاف: "ترعرعت في أمريكا، سمعت عن كيفية اضطهاد الأقباط عبر التاريخ، وكان رد فعلي علي الثورة سلسلة من الغضب والخوف، نحن هنا بعيدين، ولا نعلم كيف سيتيح الربيع العربي للأقباط المزيد من المشاركة السياسية والدينية والاندماج في المجتمع، في الوقت الذي يستعد الأصوليون الإسلاميون في مصر للسيطرة على الثورة والانتخابات المقبلة، وتوجيه الأقباط إلى مزيد من الاضطهاد"، علي حد تعبيره.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :