اُختتمت- أمس الأحد- فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مسرح الطفل، على مسرح "قصر ثقافة الطفل" بـ"جاردن سيتي"، بحضور الشاعر "سعد عبد الرحمن"- رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة- وقيادات الهيئة، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.

 

وانتقد الشاعر "سعد عبد الرحمن" مهرجان هذا العام، مشيرًا إلى أنه لم يكن بالمستوى المطلوب والمأمول عند تأسيسه العام الماضي، وأنه لم يتم وضع تخطيط لمهرجان حقيقي لمسرح الطفل، وليس مجرد "شو إعلامي" لا يحقيق نشاطًا حقيقيًا، يكون أكثر قيمة وأكثر ارتباطًا بقضايا الطفل المصري.

 

وقالت "فاطمة فرحات"- مدير إدارة ثقافة الطفل، وأحد منظمي المهرجان: إن الهيئة تسعى دائمًا لتطوير أنشطتها الثقافية، ومن هذه الأنشطة ثقافة الطفل، إلا أن المهرجان هذا العام واجه العديد من المشكلات؛ بسبب نقص التمويل، وعدم مشاركة بعض العروض في المهرجان بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. مؤكدةً على أهمية الإبداع في مساعدة الأطفال على تدعيم قيم التسامح، والحرية، والمساواة، ونبذ العزلة. 

 

وأدان "محمد كشيك" النظام السابق، الذي قام بتهميش الطفل، واعتبره عبئًا على ميزانية الدولة وخطة التنمية، موضحًا أهمية أن يصنع الطفل عالمه ومسرحه بنفسه، ويشارك في اختيار الموضوعات التي تناسب عقليته، والأسلوب الأنسب لتقديمها، متمنيًا أن يصبح العام القادم عام ثقافة الطفل، وأن تكثف جميع الجهات جهودها لإنتاج أعمال فنية وثقافية للطفل تساعده على غرس العديد من القيم الإيجابية والسلوكيات الأخلاقية، ونبذ ثقافة العنف ورفض الآخر التي أصابت مجتمعنا.

 

وفي حديث لـ"الأقباط متحدون" مع الأطفال المشاركين في المهرجان، أعربوا عن سعادتهم بالعديد من العروض المسرحية، والتي كانت أكثرها جاذبية مسرحية "معروف في بحر الحروف"، حيث استطاعت أن تظهر أهمية المعرفة والعلم الذي لا يمكن الحصول عليه دون القراءة والبحث في الكتب والإنترنت، وأن المعرفة "تاج" على رؤوس المثقفين لا يشعر بقيمته سوى الجاهل الذي يعجز عن إدراك الكثير من الأمور التي تدور حوله. كما أعربوا عن إعجابهم بعرض "مغامرات السندباد البحري"، لأنه يرسِّخ لقيمة بدأت تتضاءل في المجتمع، وهي انتصار الخير على الشر، خاصةً في المرحلة الراهنة التي سادت فيها ثقافة العنف والاعتداء على الغير.

 

وعن رؤية الأطفال لثورة 25 يناير، ومستقبل "مصر" القادم، أكَّد المشاركون منهم في المهرجان، أن الثورة لم يقم بها الشباب فقط بل الأطفال أيضًا، الذين اصطحبهم ذويهم ليردِّدوا شعارات الثورة: "الشعب يريد إسقاط النظام"، والذين من خلال أحاديث الكبار، أدركوا أن نظام الحكم السابق هو السبب في معاناة أفراد الشعب من الفقر والمرض. فيما أعرب أحدهم عن بالغ حزن والديه لسفر أخيه إلى إحدى الدول العربية ليعمل بها بعد أن ظل سنوات يبحث عن فرصة عمل مناسبة في "مصر"، موضحًا أنه سمع كثيرًا من والديه أن الحكومة هى السبب في انتشار البطالة، وغياب فرص العمل، وسفر الشباب إلى الخارج وحرمان آبائهم منهم.

 

وقال أحد الأطفال: إن شعار "مسلم مسيحي إيد واحدة" هو أهم شعار رفع في ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أنه تأثر به كثيرًا؛ لأنه أعاد له الثقة في زملائه المسيحيين بالمدرسة، بعد أن كان يسمع من بعض المدرسين ما يوحي برفضهم لهم. مضيفًا أنه يشعر منذ بداية الثورة بشعور مختلف، خاصةً وأنه وجد أحد المسلمين يقوم بمساعدة الطبيب في علاج أحد المسيحيين الذين أُصيبوا في المظاهرات.لافتًا إلى أنه يحاول أن ينشر هذا الفكر بمساعدة أصدقائه المؤمنين بوحدة المصريين دون أي تمييز.

 

وفي ختام المهرجان، قام الشاعر "سعد عبد الرحمن" بتوزيع الجوائز على العروض الفائزة، حيث فاز عرض "نقطة نقطة" عن قصر ثقافة "العريش" بالمركز الأول في مسابقة التمثيل المسرحي، وفاز عرض "معروف في بحر الحروف" عن قصر ثقافة العمال بـ"شبرا الخيمة" بالمركز الثاني، بينما فاز بالمركز الثالث عرض "مغامرات السندباد البحري" عن قصر ثقافة "بورسعيد".