الأقباط متحدون - سليمان شفيق يكتب:السيسى رئيس إفريقيا ويعود بإفريقيا إلى مصر
  • ٢٠:٣١
  • الثلاثاء , ١٩ فبراير ٢٠١٩
English version

سليمان شفيق يكتب:السيسى رئيس إفريقيا ويعود بإفريقيا إلى مصر

مقالات مختارة | سليمان شفيق

٥٦: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩

السيسى
السيسى

فى اللحظة التى تسلم فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئاسة الاتحاد الإفريقى، فى جلسة افتتاح القمة الإفريقية الـ32 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا كأول زعيم مصرى يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى، ليكون أول رئيس مصرى للاتحاد الإفريقى منذ نشأته 2002، وتعد تتويجًا لجهوده فى تعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة -سواء على المستوى الثنائى أو متعدد الأطراف- وتجسيدًا لاستعادة الدور المحورى المصرى كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم فى ستينيات القرن الماضى، الاتحاد الإفريقى هو منظمة دولية تتألف من 55 دولة إفريقية. تأسس الاتحاد فى 9 يوليو 2002، متشكلًا خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، تُتّخذ أهم قرارات الاتحاد فى اجتماع نصف سنوى لرؤساء الدول وممثلى حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الإفريقى.

هذا الانتصار الكبير لم ينسنا كيف علق مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقى 2013عضوية مصر فى الاتحاد،‏ بسبب ما وصفه بانتزاع السلطة بشكل غير دستورى؟!! وهذه العودة السريعة تؤكد بما لا يدعو مجالًا للشك فى الدور الكبير الذى لعبته مصر رئيسًا وشعبًا على الصعيد الإفريقى، فى مجالات كثيرة للتكامل والتعاون بين مصر وأشقائها فى الدول الإفريقية على كل المستويات خاصة المستوى الاقتصادى الذى توليه الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا وظهر بوضوح فى عقد مؤتمر الاستثمار فى إفريقيا بشرم الشيخ فى شهر ديسمبر 2018، لفتح أوجه التعاون والمصالح المشتركة مع دول القارة السمراء.

كما ارتبط ذلك بصعود مصر رياضيًا على الصعيد الإفريقى حيث ‏ أعلن رسميًا الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، فوز مصر بتنظيم البطولة، وسبق لمصر تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 4 مرات 1959، و1974، 1986، 2006، تعد مصر هى الدولة الأكثر تتويجًا بكأس الأمم الإفريقية برصيد 7 بطولات.

لمصر دور رئيسى فى إفريقيا، كانت قارة إفريقيا حتى منتصف القرن العشرين مكانًا للاستغلال الاستعمارى بين الدول الأوروبية التى سيطرت عليها واستغلت ثرواتها وتحكمت فى طرق التجارة، وكونت مناطق لسيطرة نفوذها الاستعمارى، ومع بداية عقد الستينيات كان هناك نحو خمس عشرة دولة قد نالت استقلالها، ومنذ تلك اللحظة، حاولت هذه الدول تجميع كيان سياسى إفريقى موحد فكانت منظمة الوحدة الإفريقية التى تأسست فى ٢٥ مايو ١٩٦٣، وتم التوقيع على ميثاقها بالقاهرة فى أعقاب أول قمة إفريقية انعقدت فى أديس أبابا.

وكان ميثاق المنظمة ينص على جملة من مبادئ التعاون كان منها عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة من الدول الأعضاء، وكان عدد الدول المنضمة للمنظمة قد تزايد حتى وصل إلى ٥٣ دولة فى ٢٠٠٢ وكانت المنظمة عند تأسيسها قد حددت جملة من الأهداف والطموحات منها تحرير القارة الإفريقية من الاستعمار والقضاء على التخلف الاقتصادى وتوطيد دعائم التضامن الإفريقى ودفع القارة باتجاه المشاركة فى القرارات الدولية.

وقد أقرت جملة من المبادئ المهمة فى هذه القمة منها لجنة تنسيق تحرير المستعمرات والتى كان مقرها دار السلام بأمين عام تنزانى ومساعد مصرى كما أقرت أخطر مبدأ على مستوى السلام الإفريقى، وهو الاعتراف بالحدود القائمة بين الدول الإفريقية فاختفت النزاعات الحدودية رغم وجود نحو عشرين إقليمًا كانوا ولا يزالوا تحت الاحتلال وكيف لعب عبدالناصر وهيلاسلاسى دورًا مهمًا فى تحقيق الوفاق الإفريقى.

هكذا كانت مصر تلعب دائمًا الدور الريادى فى دعم إفريقيا شعوبًا ودولًا، وكم من زعيم إفريقى درس فى مصر أو كانت مصر بجواره من أجل التحرر لوطنه مثل نكروما ومانديلا وجون قرنق.. إلخ.

كل ذلك جعل السيسى يهتف تحيا إفريقيا، وهكذا ستظل إفريقيا نيل وشعوب وثوار فى قلب مصر.
نقلا عن الصباح

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع