السيسي يحاصر الارهاب خارجيا والدول الرعاية للارهاب يحاولون الرد داخليا
سليمان شفيق
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الاربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩
سليمان شفيق
فجأة وبدون مقدمات تمت عمليات ارهابية ما بين سيناء ومسجد الاستقامة بالجيزة ، والازهر ، ليسقط الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، وتزامن تلك المحاولات الخسيسة مع مؤتمري وارسو وميونخ ، يجعل الامورترتبط بالتقدم الدولي الذي احرزتة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذلك السياق ، ودعونا نتوقف قليلا امام المؤتمر الاول الذي انعقد في وارسو ، كمقترح أمريكي لعقد اجتماع دولي من أجل الضغط على إيران، لكن عددا من الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة لم يبدوا حماسا للفكرة
لكن الواقع أثبت أن التركيز على إيران فقط من شأنه أن يسلط الضوء على الانقسام في المعسكر الأوروبي في أعقاب قرار إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب، لذلك تم التوسع في أجندة المؤتمر ليكون اجتماعا على المستوى الوزاري "يروج لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط." ولم يرد اسم إيران في جدول أعمال المؤتمر بعد أن توسع ليشمل بعض القضايا العامة مثل تحديات الأوضاع الإنسانية، وأوضاع اللاجئين، والحد من انتشار الصواريخ، وتهديدات القرن الحادي والعشرين مثل القرصنة الإلكترونية والإرهاب، كما خلي جدول الأعمال من قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يحضر من يمثل السلطة الفلسطينية المؤتمر نظرا لمقاطعتها الإدارة الأمريكية، ولم تحضر مصر ، وسط صراع امريكي اسرائيلي مكتوم يحمل الادارة المصرية فشل المؤتمر ، رغم الحضور القوي للجانب الأمريكي، بمايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، ومايك بنس، نائب الرئيس ترامب، وجاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس ترامب ومهندس خطة السلام في الشرق الأوسط التي لم يُعلن عنها بعد، ويتوجه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، إلى وارسو مع إرسال أغلب الدول العربية وفودا بقيادة وزراء إلى المؤتمر، أبرزها السعودية واليمن والأردن والكويت والبحرين والمغرب وعُمان والإمارات.
ويُعد هذا الاجتماع هو الأول الذي يجمع بين إسرائيل ودولا عربية للمناقشة في قضايا الأمن الإقليمي منذ المحادثات التي شهدتها العاصمة الإسبانية مدريد في تسعينيات القرن العشرين.
واتخذت إسرائيل موقفا شديد التأييد للولايات المتحدة والسعودية في هذا الشأن،كما رفضت الوجود العسكري المتزايد لإيران في سوريا ولبنان، وتخوض تل أبيب أيضا معركة من أجل تقليص عدد القوات الإيرانية والجماعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة.
وكان لدي وزراء الخارجية في لندن، وباريس، وألمانيا مخاوف حيال النهج الإقليمي لإيران في المنطقة وتطويرها لبرامج صاروخية.
في نفس الوقت، تعاني أوروبا قدرا كبيرا من التشتت بسبب البريكست وغيره من القضايا الهامة، مما يجعل السياسة غير واضحة المعالم لترامب وإدارته، التي تتجسد في قرارات مثل سحب القوات الأمريكية من سوريا والتهديد وخفض عدد القوات في أفغانستان، من العوامل التي تزيد من الضغوط التي تواجهها اوربا.
كل ذلك ادي الي ان مستوى الحضور الأوروبي كان متدنياً، وانتهى مؤتمر وارسو ببيان ختامي ضعيف رغم حضور ممثلين ل 60 دولة ، ولم يحتوي البيان الا الي عبارات مطاطة لحفظ ما الوجة مثل :" "تشجيع الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، شددت فيه الدولتان الراعيتان، الولايات المتحدة وبولندا،على ضرورة أن يؤسس هذا المؤتمر للاستقرار في الشرق الأوسط، ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى التعاون للتوصل إلى اتفاقية عالمية حول تهديدات إيران، مشيراً إلى أن "التحديات لن تبقى في الشرق الأوسط، بل ستتجه إلى أوروبا والغرب".
واكدت علي ذلك الفشل ،هيئة البث الإسرائيلية "مكان" (باللغة العبرية)، مساء الثلاثاء الماضي ، بأن دولا أوروبية تحث على إلغاء انعقاد المؤتمر الدولي الذي تنظمه الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا في العاصمة البولندية، وارسو، وأوردت القناة العبرية أنه خلال الأسابيع الماضية عرضت دول أوروبية على وزارة الخارجية الأمريكية، إقامة لقاء قمة يجمع فرنسا وألمانيا وبريطانيا سوية مع الولايات المتحدة، ترتكز فعالياته على الشرق الأوسط والنشاط الإيراني بصورة مركزة أكثر، بدلا من تنظيم المؤتمر في وارسو، لكن تم رفض هذا الاقتراح ،وأوضحت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن مؤتمر "وارسو" سينعقد في بولندا بمشاركة ممثلين عن عشرات الدول، بينها دول عربية مثل البحرين، والسعودية، والمغرب، والإمارات، بالتوزاي مع حضور عدد من الدول الأوروبية بمستوى تمثيلي أدنى من وزير خارجيتها للمشاركة في أعمال المؤتمر.
اي ان اسرائيل كانت تتوقع فشل مؤتمر وارسو لعدم حضور مصر الراعية الرسمية للقضية الفلسطينية ومعها كل الاطراف الفلسطينية .
علي الجانب الاخر كان الحضور القوي للرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمر ميونخ ابلغ الاثر في نجاح ميونخ ، والايعاز بأن الدور المصري في القضية الفلسطينية وقضايا سوريا والمنطقة لايمكن التغافل عنة ، بل وكانت الطلقات السيساوية الموجهة ضد الدول الراعية للارهاب مثل تركيا والاشارة "بحنكة" لمذابح الارمن ،واضاف "لا شك أن الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات، وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية، بما في ذلك تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية".
وحسم السيسي رؤية مصر تجاة حل القضية الفلسطينية بالقول :
"وجدير بنا في هذا السياق التأكيد أن عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فتلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثاً ثقيلاً على ضمائرنا منذ بدايات القرن العشرين، ولابد من تضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي، لوضع حدٍ طال انتظاره لهذا الصراع، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالاً لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية، والتخفيف من معاناتهم اليومية، لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلى حلول ناجحة للصراعات الأخرى".
الامر الذي يتطابق تمام مع رؤية منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ، وتحدث السيسي كممثل لقضايا القارة الافريقية من جهة وكطرف اساسي وحاسم في القضية الليبية بالقول :
"إن من أهم القضايا المُلحة كذلك على الساحة الإفريقية هي قضية الأمن في ليبيا، وهي قضية تتطلب منا جميعاً تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي، والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية. وقد حرصت مصر على تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم على استعادة عافيتهم، وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة، بما ينعكس إيجاباً على الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الإفريقي".
كل ذلك جعل تركيا وقطر واسرائيل وامريكا تشعر بقوة الدور المصري في الشرق الاوسط ، الامر الذي دعا تركيا وقطر وباقي الرعاة للارهاب يحاولون الرد في مصر ، ولكن ارادة مصر شعبا وحكومة ورئيسا ستستمر في محاربة الارهاب خارجيا وداخليا والمجد للشهداء
الكلمات المتعلقة