CET 00:00:00 - 25/06/2009

حوارات وتحقيقات

د. رفعت سيد أحمد: ضرورى أن يتحرك المثقفون لوقف الفكر التكفيري.
د. عبد المعطي بيومي: هذا الفكر أوجدته الجماعات الإسلامية المتشددة.
د. سالم عبد الجليل: لا بد من مراجعة كتب التراث وتنقيتها من هذا الفكر المدمر ورميه في سلة المهملات.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

انتشرت صيحات التكفير في كل زاوية من أرجاء الوطن، فتجد من يطلقها صوب اليمين عن العلماء والمبتكرين الذين يوفرون للبشرية العلم والاختراع بدعوى أن ما جاءوا به يناقض صحيح الدين، وتجد آخر يكفر أصحاب الفكر والمختلفون عنه في العقيدة، ويرمون المجتهدون بالزندقة والإلحاد وهذا كافر.. وهذا فاجر.. خارج من الملة.. وهذا صاحب اعتقاد أشبه بالكفر.. كافر كاتب هذا المقال.. وفاسق ناظم تلك القصيدة.. وفجر من رسم هذا التمثال، إنها دعاوى الإظلام والرجوع إلى العصور الحجرية، انتشرت هذه الصيحات مع ظهور جماعات منذ سبعينيات القرن الماضي كادت أن تدمر المجتمع، والآن عادت من جديد تطل علينا دعاوى التكفير منقولة من كتب الباليين من الفقهاء وتحريف وتأويل تحمل في ذيلها الخراب.. تُرى ما هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به المثقفون تجاه هؤلاء المكفراتية؟، وماذا عن الكتب التي يستمدون منها هذه الأفكار؟

فقهاء اليوم
الدكتور رفعت سيد أحمد يقول الدكتور رفعت سيد أحمد أن الخطر الحقيقي القادم على الدولة لا يتمثل في عدو خارجى يتربص بها على الحدود ولكنه يكمن في فقهاء اليوم الذين يكفرون الآخرين المخالفين في الفكر والرأي ويضعون كل الناس في مرتبة دنيا وأنفسهم في مرتبة الإيمان العليا ويتصورون أنهم مفوضون من عند الله في محاسبة البشر.
ويرى أن خطورة الفكر التكفيري تتمثل في إحداث حالة من الإنفصام والإنقسام والتمييز داخل المجتمع الواحد بين أبنائه ويرون الباقين كفارًا، وهم بالتالي العدو الأول للتنمية والمفروض على الدولة أن تتخذ خطوات فعلية في اتجاه القضاء على هذا الفكر والذين يروجون له.
ويذهب رفعت سيد أحمد إلى أن الدين الصحيح لا يفرق بين الناس إلا بالتقوى والعمل الصالح، وهؤلاء يفرقون اليوم بين الناس بأصناف شتى من التقسيمات وأشكال التمييز والتي من بينها ظهور مصطلحات الصدام بين السنة والشيعة والمسلمين والأقباط وغيرها من دعاوى الفرز والتقسيم الطائفية التي تهدد سلامة المجتمع.
ويشير الدكتور رفعت سيد أحمد إلى أن هناك ضرورة عاجلة لكى يتولى المثقفون في مصر والمستنيرون زمام المبادرة للقضاء على هذا الفكر الذي وُلد في الظلام والذي لو تمكن من المجتمع فإنه يحوله إلى مقتلة وبؤرة كبيرة للطائفية.

الدكتور عبد المعطي بيوميجماعات
أما الدكتور عبد المعطي بيومي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فيشير إلى ضرورة توافر حسن الخلق في التعامل مع الناس وعدم التشدد في مقتضيات الحياة اليومية، ذاهبًا إلى أن انتشار الفكر التكفيري في المجتمع المصري جاء مع جماعات التكفيرية التي تعتمد على الفقه المتشدد والآراء الضيقة المنظور التي وُلدت في عصور قديمة وجب الآن تجديدها وتنقيتها حتى لا تفقد المجتمع مناعته، وبالتالي فإن انتشار هذه الجماعات حال دون التنمية والتقدم الحقيقى –على حد قول بيومي-، في حين أن دول أوروبا تقدمت وهي لا تعرف في التكفير على الإطلاق وهو الأمر الذي يتحتم معه ضرورة وجود منهج مناسب في الخطاب يقاوم الفكر التكفيري الذي انتشر في المجتمع.
وحول خطورة الفكر التكفيري على المجتمع المصري، يذهب بيومى إلى أن الفرقة والتمزق هي أول أهداف الذين يروجون لهذا النوع من الفكر، وبالتالي فهم لديهم برنامج وطريقة للتفكير تعتمد على الفرز وإثارة الخلل في المجتمعات المستقرة، بالإضافة إلى محاولة قلب الثقافة السائدة في المجتمع من التسامح وقبول المختلفين إلى التشدد ونبذ الآخرين المختلفين في الفكر والاعتقاد، وبالتالي تحويل المجتمع إلى مجموعات مختلفة تمهيدًا للتناحر فيما بينها والاقتتال الطائفي.
ويطالب بيومي العلماء والمثقفين المستنيرين ضرورة التصدي لهذا النوع من الفكر الهدّام الذي يخرب العقول والمجتمعات، مشيرًا إلى أن التصدي للمكفراتية -على حد قوله– مسئولية جميع العقلاء وأصحاب الفكر.

فوضى
الدكتور سالم عبد الجليلأما الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف فيفرق بين الحرية والفوضى، فالحرية التي عرفتها جميع الحضارات هي أن تعبر عن رأيك ولكن دون أن تقدح في عقائد وأديان الآخرين وتصفها بالكفر والضلال، وهنا يكون المصطلح الحقيقي الذي ينطبق على هذه الحالة هي الفوضى في التعبير عن الرأي، إذ لا يعني رمي الآخرين بالكفر والضلال التقدم وقول الحق في الوقت الذي يكون فيه هذا الاتجاه محاولة لاشلعة التفرقة والانقسام بين أبناء الأرض الواحدة .
ويرى الدكتور سالم عبد الجليل أن المصادر التاريخية والفقهية التي يستمد منها هؤلاء التكفيريين أفكارهم مصادر مضللة ولا تحمل أي نوع من المعرفة يخدم البشرية، لكن ما يُقال ويردده هؤلاء المكفرين الجدد إنما هو الضلال والكفر البيّن الذي يحتاج إلى معالجة من الدولة تتمثل في الضرب بيد من حديد على يد كل من يخرج على الناس بهذه الأفكار وتوقيع أشد العقاب عليه.
ويطالب الدكتور سالم عبد الجليل بضرورة مراجعة كتب التراث التي تغذى الفكر التكفيري وتنقيتها من هذا الضلال –على حد وصفه– الذى يصل بالمجتمعات الآمنة المطمئنة إلى حد الدمار، وأن تكون هناك هيئة من العلماء مهمتها مراجعة هذه الكتب وإحالة الرديء من الفكر فيها إلى سلة المهملات.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق