قصة أمير رفض ترك مصر بعد ثورة يوليو: عاش في عزلة تامة مع الأنتيكات حتى عام 2000
منوعات | الشرقية توداي
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩
سوء الحظ كان السمة الأساسية لحياته، بتعرضه للكثير من القرارات السلبية التي غيرت مجرى حياته بما أنه فرد بالعائلة المالكة، لكن رغم ذلك كان من المحظوظين عقب خلع فاروق الأول وتولي الضباط الأحرار زمام الأمور في البلاد فيما بعد.
بهذا الشكل عاش الأمير حسن عزيز حسن، وهو المولود في 22 فبراير 1924 بـ«سان ريمو» في إيطاليا، ووالده هو الأمير عزيز حسن، شقيق الملك فؤاد الأول، إلا أن ظروفه تسببت في شقاء عانى منه طيلة حياته.
البداية كانت من والده الأمير عزيز حسن، حفيد الخديو إسماعيل، وهو أحد قادة الجيش العثماني، نفته السلطات الإنجليزية إلى إسبانيا وهناك تعرف على فتاة من الطبقة المتوسطة وتزوجها، وتعتبر هي الثانية بعد أخرى ارتبط بها في إيران.
الفتاة الإسبانية كانت لاعبة في السيرك، وفور علم الملك فؤاد الأول بهذا الأمر أصدر مرسومًا ملكيًا بتجريد «عزيز» وأبنائه من الألقاب الملكية والأميرية، حسب المنشور بـ«الصفحة الرسمية للملك فاروق» على «فيسبوك»، بذلك حُرم نجله «حسن» من «الأميرية» بموجب ذلك القرار.
وتبدل الحال بوفاة والد «حسن» وهو في الثامنة من عمره، حينها اشترط الملك فاروق أن يعود هو وإخوته إلى مصر والعيش في قصر الأميرة نعمة الله دون والدتهم، بسبب صفتها كلاعبة سيرك.
بعدها توجه «حسن» إلى بيروت وإنجلترا لإتمام تعليمه، ثم عاد إلى مصر من جديد في عام 1939، والتحق بمعهد الموسيقى وتعلم العزف على البيانو، بجانب ذلك كان فنانًا يعشق الرسم.
وللتغلب على ظروفه الصعبة التي واجهها اضطر استغلال موهبته برسم اللوحات وبيعها حتى يكون له مصدر رزق، وحسب المنشور في صحيفة «تليجراف» البريطانية كان «حسن» محبوبًا في المنطقة التي يسكنها ويتبادل التحية مع المارة، إضافةً إلى وجهه المألوف للأهالي.
وفي أربعينيات القرن الماضي، استعان بمصور روسي وكلفه بأن يرصد له كل المباني التي تعلق بها، وكأنه كان يشعر بقرب وداعه لهذه الأماكن، حسب رواية «تليجراف»، لقيام ثورة 23 يوليو بعدها بسنوات قليلة.
ومع إزاحة الملك فاروق عن العرش وتولي الضباط الأحرار زمام الأمور، توجه جميع أفراد العائلة المالكة إلى فرنسا وسويسرا إلا أن «حسن» كان الوحيد منهم الذي بقي في مصر، رغم بعض المضايقات التي تعرّض لها.
وعاش «حسن» في حي جاردن سيتي فيما بعد في عُزلة تامة، إلا أن قرار مصادرة ممتلكات الأسرة المالكة كان لها أثر عليه، بسبب امتلاكه مجموعة غير متطابقة من الأنتيكات والكنوز الفنية، حينها سمحت لجنة «جرد القصور الملكية» بأن يحتفظ بهذه الأشياء.
ورغم سماح اللجنة لـ«حسن» بالاحتفاظ بهذه الأنتيكات إلا أنه كان يتعرض للتفتيش مرة واحدة في العام، ويحاسبونه على كل خدش وكسر يصيب هذه الممتلكات، خشية أن يبيعها بنفسه لتحسين أحواله المادية، نظرًا لقلة المعاش الذي يتقاضاه، وهو ما كان محظورًا عليه.
واستمر «حسن» في العيش على هذه الشاكلة إلى أن توفي في 17 إبريل من عام 2000، عن عمر ناهز 76 عامًا.