الأقباط متحدون - يتنفسون كذبًا.. ثروت الخرباوي يكتب الإخوان وحرفة تزوير التاريخ
  • ١٣:٣٥
  • الأحد , ٢٤ فبراير ٢٠١٩
English version

يتنفسون كذبًا.. ثروت الخرباوي يكتب "الإخوان وحرفة تزوير التاريخ"

أماني موسى

تويتات فيسبوكية

٤٦: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩

 ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي

 كتبت – أماني موسي

تحت عنوان "الإخوان وحرفة تزوير التاريخ"، كتب الباحث ثروت الخرباوي، مقالاً يسرد فيه اعتماد الإخوان على نهج الكذب والتزوير، قائلاً: العديد من الأكاذيب والشائعات التى روجها الإخوان عبر عقود يتم تناقلها بين الإخوان وعبيدهم دون أن يُعملوا عقولهم بشأنها ليعرفوا ما إذا كانت صحيحة أم كاذبة، خذ مثلا الشائعات التى أطلقوها على عبدالناصر، وتشنيعات وقوعهم تحت وطأة تعذيب فى عهده يشيب لها الولدان، مع أن معظم ما أدعوه هو محض تلفيق وقع فى فخ تصديقه معظم المجتمع المصرى والعربى.
 
وأضاف الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، خذ عندك الشائعات التى كتبها لهم الإخوانى محمد عمارة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، والتى زعم فيها أن طه حسين هو الذى كتب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" وأنه بعد أن كتب هذا الكتاب إذا به يضع اسم الشيخ على عبدالرازق عليه، فكان أن أصابت الشيخ حالة خجل من طه حسين فلم ينف تأليفه الكتاب!
 
واستمر عضو هيئة كبار العلماء السالف يزور التاريخ ويدعي أن الشيخ محمد عبده هو الذى كتب كتاب "تحرير المرأة" ووضع اسم قاسم أمين عليه، ومن كثرة الأكاذيب التى أطلقها الأخ عمارة ظننت أن الذى كتب كتبه هو القيادى الإخوانى يوسف ندا، الذى احترف الكذب وتأليف الكتب ونسبتها إلى آخرين مثل كتاب زينب الغزالى "أيام من حياتى" الذى قال فيه على لسان السيدة زينب إنها تعرضت لتعذيب لا مثيل له، وإذا فكرنا لأدركنا أن ما زعموه لو تعرض له بطل العالم فى رفع الأثقال لوقع صريعًا.
 
وأضف إلى ما سبق تلك الأكاذيب التى أشاعوها على خصومهم، والغريب أن لديهم أكذوبة واحدة رددوها بشكل مستمر دون وعى، أو حتى دون إمكانية فى تغيير الكذبة، فمصطفى كمال أتاتورك أمه يهودية، وكذلك جمال عبدالناصر، وفى العصر الحديث أطلقوا نفس الكذبة الوقحة على الرئيس السيسى تضمن لهم بث كراهيته فى نفوس أتباعهم، فأشاعوا أن والدته -رحمها الله- يهودية، وعندما أرادوا أن يشوهوا طه حسين لم يستطيعوا الزعم بأن أمه يهودية، لأنه ينتمى إلى إحدى قرى الصعيد وحفظ القرآن صغيرا، فأشاعوا أنه ارتد عن الإسلام واتبع المسيحية!!
 
وفى ذات الوقت أشاعوا أمورًا خارقة عن حسن البنا اختلقوها اختلاقًا وأرادوا بها التأثير على الذين تم تجنيدهم إخوانيًا كى يظلوا تحت تأثيرهم، ثم أشاعوا كمًا من الأكاذيب عن سيد قطب فجعلوه قديسًا مقدسًا، وقصص سيد قطب بالذات يصح أن نستعرضها لنعرف كيف تتحول قصة مختلقة لا أساس لها إلى حقيقة ثابتة فى عقول الناس لا شك فيها؟ ومن هذا القصص ما رواه الإخوان عن علاقة سيد قطب بتنظيم 1965 الذى أنشأوه لاغتيال عبد الناصر وقلب نظام الحكم.
 
وقد روى الإخوان عن هذه القضية الأساطير التى لا أصل لها، فيقولون مثلا: إن هذه القضية ملفقة وإنه لم يحدث قط أن أنشأ قطب تنظيمًا بهذا المعنى! ويجمح الخيال بهم فيقولون إن الشيخ الأزهرى الذى حضر الإعدام قال لسيد قطب قبل أن يصعد للمشنقة: قل لا إله إلا الله، فنظر إليه قطب وهو يقول: وهل أتى بى إلى هنا إلا لا إله إلا الله، ثم يختتم الإخوان أساطيرهم بقصتين، الأولى أن حمزة البسيوني طلب من سيد قطب أن يكتب اعتذارا لعبد الناصر فرفض قطب وقال والقلم يكاد يخشع من فرط تقوى الرجل:يا حمزة إن الإصبع الذي يوحد الله في التشهد لايمكن أن يعتذر للطاغوت، وكنا ونحن صغار عندما نسمع تلك القصة من الشيخ كشك في خطبه نبكي على الظلم الذي حاق بهذا الرجل، وحينما كان كبار الإخوان يلقونها علينا في دروس الكتائب والمعسكرات كنّا تسمع نهنهة الباكين من بعض الحاضرين معنا من عظيم تأثرهم، ولكن أحدا منا لم يفكر ولَم يسأل: كيف وصلت لنا تلك القصة؟! فهم يقولون ان حمزة البسيوني عندما يأس من قطب أدخله غرفة الإعدام وأعدمه شنقا، فهل رواها سيد قطب بعد موته، أم رواها حمزة البسيوني؟! أما عن رواية قطب لهذه القصة بعد موته فقد تحتمل في كهوف الإخوان ومعابدهم، ولكن أن يكون حمزة البسيوني هو الذي رواها فلم يقل الاخوان ذلك لأن البسيوني كان عدوهم الأكبر ويعرفون أنهم إذا نسبوا له رواية تلك القصة الخزعبلية فلن يصدقهم أحد، لذلك جعلوها قصة مقطوعة النسب، فهم يعرفون أنهم إذا قالوا أي شيء فسيصدقهم الاخوان ويصدقهم المتعاطفون مع أي شخص يدعي المظلومية.
 
أما القصة الثانية فتدور حول أن حمزة البسيونى استدعى حميدة أخت سيد قطب عشية تنفيذ حكم الإعدام وقال لها: إننا نحب الأستاذ سيد ونرى أنكم الجماعة الوحيدة فى العالم التى تطبق صحيح الإسلام وأننا نريد أن ننقذه من الإعدام، وكل مانريده هو أن يكتب اعترافا بأنه أنشأ تنظيما لاغتيال عبد الناصر وقلب نظام الحكم، وسأرسلك له الآن فى زنزانته لتقنعيه بالاعتراف، فإذا اعترف سأضمن لك عفوا صحيا من الرئيس عنه، فذهبت حميدة -كما يقولون- إلى أخيها فى زنزانته وهي تسعى لإنقاذه من الإعدام، وأخبرته بما قيل لها فرفض وقال لها: لو كنتُ قد ارتكبت هذا الفعل لاعترفت وما منعتنى أى قوة على وجه الأرض من الاعتراف، ورفض قطب الاعتراف وعادت حميدة تجرجر أذيال الخيبة ، وفي اليوم التالي تم إعدام قطب.
 
ولكنهم يروون رواية أخرى مفادها أن قطب اعترف فعلا وعندما سأله رئيس المحكمة الذي يحاكمه عن اعترافه هذا فإذا بقطب يكشف ظهره للقاضي لتظهر آثار التعذيب على ظهره ثم يقول قطب: لقد اعترفت تحت سياط الجلاد.!
 
فإذا كنت تريد معرفة الحقيقة يا صديقي فلا تعوِّل على كل ما سلف، فلم يحدث شىء من هذا على الإطلاق، فسيد قطب لم يقع عليه أى تعذيب، فقد قضى فترات العقاب قبل إعدامه فى مستشفى السجن، ولَم يقل امام المحكمة أن تعذيبا وقع عليه، والإخوان هم الذين قالوا بأن قطب كان في مستشفى السجن ، ويتحدثون عن الفترة الأولى التى حُبس فيها قطب فقالوا فى كتبهم: "قضاها فى مستشفى السجن وأرسل له فى هذا المستشفى حسن الهضيبى يسأله عن تكفيره للناس فأنكر أنه كفَّر أحدا" ثم إن أحدا لم يقل لنا: من أين عرف الإخوان أن وقت الإعدام قال قطب للشيخ الأزهري الذي حضر الإعدام انه لم يقف في موقف الإعدام إلا لأنه قال لا إله إلا الله، هل أخبرهم بهذا الشيخ الأزهري مثلا؟! أم أن سيد قطب قام من موته وأخبر الإخوان بما حدث؟! ولأن هذه المعضلة وقفت كغيرها أمام الإخوان فقد حاولوا إخفاء تلفيقها، فقالوا: كان واحد من الجند يحرس زنزانة قطب الذى هو فى مستشفى السجن من الأصل وكان يظن وفق ما قيل له أن قطب هذا من اليهود، فرآه يقوم الليل ويقرأ القرآن، ويتعرض من أجل ذلك لتعذيب بشع فى - مستشفى السجن-وتصادف أن كان هذا الجندى هو الذى اقتاد قطب لغرفة الإعدام، فرأى وقال وقص علينا ما حدث من مسألة السبابة التى توحد والاعتذار المرفوض والشيخ الذى قال له قطب: وهل أتى بى إلى هنا إلا لا إله إلا الله، هذا والله شىء عظيم، ولكن من هو هذا الجندى؟ ما اسمه وأين كتب شهادته هذه، فلن تجد جوابا لهذا.
 
تلفيق في تلفيق ومع ذلك فعقلية المنسحقين من عبيد الإخوان ستصدق أي شيء يقال لها من سادتهم، المهم صنع المظلومية، الإخوان قوم بهت .