الأقباط متحدون - القمة العربية – الأوروبية
  • ٢٠:٤٤
  • الاثنين , ٢٥ فبراير ٢٠١٩
English version

القمة العربية – الأوروبية

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

١٥: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٩

صورة - مؤتمر القمة العربية الآوروبية
صورة - مؤتمر القمة العربية الآوروبية
بقلم : د . مجدى شحاته
اضافة جديدة تحققها مصر فى سجل النجاحات الضخمة التى تنجزها يوما بعد الآخر فى مجال السياسة العالمية ، وذلك من خلال استضافة القمة العربية – الاوربية فى مدينة شرم الشيخ يومى الاحد والاثنين الماضيين .
 
يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي فعاليات القمة العربية – الاوروبية التاريخية الاولى بمشاركة واسعة من قادة وزعماء الدول العربية والاوروبية وذلك بحضور رؤساء وحكومات ووزراء خارجية خمسون دولة عربية واوروبية . ويترأس السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والسيد دونالد توسك رئيس المجاس الاوروبى أعمال القمة التاريخية والتى تدور حول شعار ( الاستثمار فى الاستقرار ) . القمة العربية - الاوروبية تضم أضخم وأرفع تمثيل دبلوماسى على المستوى الرئاسى ، والذى يتم تحت مظلة واحدة بغرض بحث ودراسة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك . 
 
لاشك ان دعوة مصر واستضافتها للقمة العربية – الاوروبية يؤكد بكل قوة ، استعادة مصر لثقلها السياسي ومركزها المحورى الفعال على كل من المستويين الاقليمى والدولى ، يأتى ذلك مباشرا فى أعقاب ترأس مصر منذ أيام قليلة مضت لمنظمة دول الاتحاد الافريقى . 
 
ان انعقاد القمة العربية – الاوروبية فى شرم الشيخ يأتى بمثابة خطوة هامة وفعالة بل وضرورية لفتح سبل الحوار البناء ومناقشة العديد من القضايا المصيرية الهامة والتحديات التى تواجه دول العالم العربى ودول اوروبا بل والعالم بأسره . وكذلك فتح مجال الحوار بغرض تعزيز العلاقات بين الجانبين بغرض حل المشاكل التى تواجة المنطقة العربية والاوروبية بل والعالم كله والارتقاء نحو الافضل . واذا كان من بين أهداف القمة التاريخية ، غير المسبوقة ، تأسيس وترسيخ أساس قوى لكثير من القضايا التى يفرضها الجوار ... فمن المنطقى ان يحكمها مزيد من الحوار .
 
أكتب هذه السطور قبل انعقاد القمة مباشرة ، ومن المقرر ان تتضمن فعاليات القمة بحث سبل تعزيز التعاون لمواجهه التحديات المشتركة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والامنية .
 
تأتى القمة ، فى ظل كثير من التحديات الهامة بل والخطيرة التى تواجهه الدول المشاركة فيها بل والعالم كله . فى مقدمه الملفات والقضايا والتحديات المطروحة على الساحة بالدرجة الاولى ... قضية مكافحة الارهاب ، تلك القضية التى تؤرق وتؤلم العالم كله ، والتى قطعت فيها مصر شوطا ناجحا وواضحا لتحمى وتصون البلاد من حروب طائفية كانت تهدد بأكل الاخضر واليابس . بجانب دور القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة فى تأمين حدود مصر الممتدة شرقا وغربا لمنع آلاف المتسللين من العناصر 
 
الارهابية . كذلك تناقش القمة كافة المشكلات المتعلقة بالهجرة الغير شرعية التى تضرب عواصم وموانئ الدول الاوروبية دون توقف . فضلا عن تفعيل الحوار السياسى لتحقيق الاستقرار الدائم على مستوى الملفات الاقليمية والتى يأتى فى مقدمتها ، القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى واحترام قرارات الشرعية الدولية فى هذا الشأن .
 
كذلك تفعيل الحوار السياسى لتحقيق الاستقرار على مستوى القضايا الاقليمية كالملف السوري والعراقى والليبى واليمنى . كل ذلك بجانب ملفات التبادل التجارى والاقتصادى والثقافى وغيرها من الاهتمامات المشتركة بين كافة الدول المشاركة فى القمة . 
 
جاءت القمة العربية - الاوروبية لتجسد مكانة مصر السياسيى بعد ثورة 30 يونيو، على الساحة الدولية ، لتؤكد دورمصر المحورى فى المنطقة ، كحلقة وصل ونقطة ارتكاز ما بين الحضارة العربية و الاوروبية .
 
لم تأتى هذه الانطلاقة المصرية من فراغ ، وانما جاءت وليدة سلسلة من النجاحات المبهرة التى حققتها مصر على صعيد الامن والاستقرار الداخلى بجانب المصداقية التى شهد بها العالم تجاه جهود التنمية المتمثلة فى اقامة المشروعات القومية العملاقة غير المسبوقة ، التى لم تشهدها مصر من قبل ، بجانب القرارات الاقتصادية الهادفة نحو تصحيح المسار الاقتصادى ، التى استقبلها وتحملها الشعب المصرى العظيم بكل الصبر والمثابرة والفهم والتقدير ، ومن أجل مستقبل مزهر ومشرق للأجيال القادمة .