الأقباط متحدون - مهرجان 180 درجة والفرنسسكان واكتشاف المواهب
  • ١٥:٠٢
  • الاثنين , ٢٥ فبراير ٢٠١٩
English version

مهرجان "180 درجة" والفرنسسكان واكتشاف المواهب

٥٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٩

مدارس الفرنسسكان بأسيوط
مدارس الفرنسسكان بأسيوط
سليمان شفيق 
بعيدا عن ضوضاء العاصمة، وعنتريات الفضاء الافتراضى، هنا فى عمق الوادى بمحافظة أسيوط ، بدعوة كريمة من الاب لوكاس حلمي الفرنسسكاني دعيت لمهرجان 180 درجة ، وهي مبادرة تقدمها مدارس الفرنسسكان بأسيوط ، في عامها الثاني علي التوالي لاكتشاف المواهب وتحدي القراءة ، التي يستطيع بها الطالب اكتشاف نفسة ومهاراتة ومواهبة ، وما لها من اثر ايجابي علي جوانب الشخصية الانسانية ونموها ، ومساعدة الفرد علي اكتشاف ذاته وكيفية حدوث تغيير في شخصيتة وطريقة تفكيره وانعكاس ذلك التغيير علي المجتمع المحيط به ، لذا سمي المهرجان ب 180 درجة .
 
وفى كلمته قال الأب لوكاس مدير المدرسة: جاءت فكرة مهرجان 180 للقراءة من رغبتى وإيمانى من أن القراءة قادرة على إحداث تغيير جذرى للعقول والقلوب أيضا، وعلى غرار مسابقة التحدى العربى للقراءة للإمارات العربية، حاولنا أن نقدم الفكرة فى قالب يتناسب مع الطلبة والتزاماتهم الدراسية، كما شعرت أننا جميعا وبشكل عام والأجيال الناشئة بوجة خاص على مقربة من خطر التصرفات المتسرعة نتيجة للسماع والشائعات دون تقصى الحقائق وفق المنطق السليم، أخذت مدرستنا مبادرة القراءة للطلبة متحدية كل من يروج ويدعى أن الشباب لا يقرأ، ونجحت الفكرة وشارك الطلبة فى حماس وظهر بكل روعة التفكير والفهم فى التصفيات الأخيرة
 
وتقول فيفيان ثابت منسقة المهرجان : يهدف المهرجان الي توعية الشباب بأهمية القراءة واثرها علي نموة واكتشاف ذاتة ، تفعيل مهارات التواصل بين المتسابقين في اطار تبادل الخبرات ، تفعيل المواهب المغمورة ، اكتشاف الشباب لمهارات التعلم الذاتي والتحليل النقدي ، ويتم العمل بالاهداف من خلال لقاءات تفاعلية بين المتسابقين من المدارس المشاركة ومن خلال التصفيات ولجان التحكيم وطريقة عرض المتسابق للكتابة والمناقشة . وتضيف : تتم المسابقة علي ثلاثة مراحل متدرجة، ولكل مرحلة مواعيدها ومعاييرها المعلن عنها ، يأخذ التحدي شكل المنافسة لقراءة الكتب المتنوعة والمواهب المختلفة ، ويشارك فيها طلاب المرحلة الابتدائية من الصف الرابع وحتي السادس الابتدائي ، والمرحلة الاعدادية والثانوية ، وتبدأ المسابقة في النصف الثاني من فبراير كل عام ، وفي المرحلة الابتدائية يختار المتسابق ثلاثة كتب من (30 الي 40 صفحة) في اسبوعين ، او كتابين من (40 ل 60 صفحة) في عشرة ايام ، او كتاب واحد (80 صفحة) في اسبوع واحد .
 
واضافت فيفيان ثابت : وشارك في المهرجان هذا العام كما تقول فيفيان ثابت منسق المهرجان هي مدارس : بدر للغات، فرنسسكانيات اسيوط ، راهبات ابو تيج ، النصر بالقوصية ، النوترودام ديزابوتر ، السلام بمنفلوط ، السلام المتطورة ، الفرنسسكان الخاصة .
 
وتشارك لجان تحكيم متخصصة من قصر ثقافة اسيوط الكاتب ضياء مكاوى مدير قصر ثقافة أسيوط ورئيس اللجنة ، واساتذة متخصصين من جامعة اسيوط .
وفى كلمته أكد محمود مهران ممثل قصر ثقافة اسيوط :أن الجميع يدعمون المبادرة التى تؤكد أن طلابنا دائما قادرين على التفوق والقراءة من أجل غد أفضل لمصر، واشارعلى أن القصر احتضن هذه المبادرة منذ انطلاقتها الأولى، ودعمها بكل السبل.
 
يرجع تاريخ الرهبنة الفرنسيسكانية فى مصر إلى 1219 حيث قدم القديس فرنسيس الإيسيزى إلى مصر مع الحملات الصليبية، ولكنه لم يقبل ضميرياً استعادة بيت المقدس بالحرب.. فذهب إلى معسكر الملك الكامل أيوب، وبعد حوار استمر أياما، استطاع فرنسيس بالسلام مع الملك الكامل أن يمنحه الملك مفاتيح بيت المقدس فى 26 سبتمبر منذ ما يقارب الثمنمائة عام.. ومنذ ذاك التاريخ والأباء الفرنسيسكان يخدمون فى بيت المقدس ومصر، على درب الحوار والسلام الفرنسيسكانى ، وللفرنسيسكان سبعة عشرة مدرسة من الأقصر جنوباً وحتى الإسكندرية جنوباً، مروراً بأسيوط ومغاغة والفيوم، وصولاً للسويس وبورسعيد، مدارس وطنية تخدم جميع أبناء الوطن بغض النظر عن الدين أو النوع أو المستوى الاجتماعى (نصف الطلاب والمعلمين والعاملين بالمدارس من المواطنين المسلمين)، وتنشد المدارس نشر التفوق العلمى والانتماء للوطن، واحترام الآخر، والحوار، والسلام، وتؤكد المدارس الفرنسيسكانية على المواطنة، والمهنية والمنهج العلمى فى حل المشكلات، والخروج بالمدرسة للوطن وتعميم القراءة، تبادل الخبرات، زيارات بين المدارس وللأماكن الأثرية والثقافية، مسابقات، التنمية الثقافية الذاتية المستمرة للمعلم، المكتبة الإلكترونية، تغيير أسلوب الحياة وتجديد الموروثات البالية، و المنهج العلمى .
 
بعد تلك الأيام التى قضيتها فى رحاب تلك المدارس، التى تحمل عبق الروحانية الفرنسيسكانية التى ترتكز على الحوار والسلام والخدمة والتواضع والمساواة والمصالحة، أدركت أن الوطن يسير نحو التقدم والحرية