البابا يدعو أوروبا من البرلمان الألماني إلى التمسك بقيم المسيحية
ألقى البابا بنديكت السادس عشر كلمة أمام البرلمان الألماني بحضور النواب وكبار المسؤولين ركز فيها على قيم الدين المسيحي والحق والعدالة ودولة القانون والسلام. هذا وقاطع عشرات النواب الجلسة ولم يستمعوا إلى كلمة البابا.
خاطب البابا بنديكت السادس عشر، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المانيا، الساسة والمسؤولين والنواب الألمان من خلال كلمة ألقاها مساء اليوم (الخميس 22 سبتمبر/ 2011) أمام البرلمان الألماني، إذ دعاهم إلى تكريس الجهود من أجل تحقيق العدالة والسلام. وقال إن مقياس عمل السياسي يجب ألا يكون النجاح أو المكاسب المادية التي يحققها، وإنما المقايس هو مدى النجاح في تحقيق العدالة وإرادة العمل من أجل الحق. وحذر الحبر الأعظم في كلمته من أن "النجاح يمكن أن يكون مغرياً ويؤدي إلى تزوير الحق وإفساد العدالة".
وذكر البابا بالحقبة النازية وكيف جعل النازيون الدولة أداة لانتهاك الحقوق، لذا يبقى الواجب الأساسي للسياسي خدمة الحق ومناهضة الظلم. وأن اساس العدل هو الحفاظ على كرامة الانسان. وفاجأ البابا النواب في كلمته بكيله المديح لحزب الخضر ولو بشكل غير مباشر، من خلال تأكيده على أهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها والثناء على جهود المدافعين عن البيئة. كما دعا البابا في كلمته أوربا إلى التمسك بالقيم المسيحية، التي تتمثل بالعدل والحق والسلام. هذا واستمع إلى كلمة البابا في البرلمان بالاضافة إلى النواب وكبار الساسة، الرئيس الألماني كريستيان فولف والمستشارة انغيلا ميركل. في حين قاطعه عشرات النواب.
التمسك بالفصل بين الدولة والكنيسة
اما رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت، العضو في الحزب المسيحي الديمقراطي، فقد أكد على ضرورة الفصل بين الدولة والكنيسة. وفي معرض اشارته لهذا الفصل، قال لامرت إن هذا الإنجاز الذي يعود لعصر التنوير "هو أحد أهم خطوات التقدم في حضارتنا و التي لا يمكن التخلي عنها" وذلك حسب نص الكلمة التي رحب فيها لامرت بالبابا في البرلمان.
هذا وقد وصل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر إلى برلين اليوم الخميس في زيارة إلى وطنه ألمانيا تستمر أربعة أيام. ولم يبد الحبر الأعظم انزعاجا من الاحتجاجات والمعارضة الموجهة ضد زيارته وقال مشيرا إليها: "هذا شيء عادي في المجتمع الحر" وأكد أنه لا يعارض هذه الاحتجاجات طالما أنها تتم بشكل متحضر، وأضاف:"يسعدني المجيء لألمانيا. لقد ولدت في ألمانيا، لا يمكن قطع هذه الجذور، ولا يجب قطعها".
وهذه الرحلة هي الثالثة للبابا إلى ألمانيا بعد نجاح الأيام العالمية للشبيبة في كولونيا في 2005 والرحلة إلى بافاريا مسقط رأسه في 2006. وستكون العاصمة الألمانية، التي لا تعبر كثيرا عن مسيحيتها والرافضة تقليديا للتعاليم المسيحية، أدق مراحل الزيارة الجديدة التي ستبدأ اليوم.
وتأمل مجموعة غير متجانسة من هيئات مثليي الجنس والملحدين وضحايا سوء المعاملة التي تأخذ على البابا مواقفه المحافظة على صعيد التقاليد، وأجوبته التي تعتبر غير كافية حيال التجاوزات الجنسية على الأطفال. ودفعت فضائح التعدي على الأطفال في إطار الكنيسة العام الماضي عددا كبيرا من الكاثوليك الألمان إلى القيام بالخطوات الضرورية حتى يتوقفوا عن دفع الضريبة الدينية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :