الأقباط متحدون - دى قلة أسَف
  • ١٣:٢٧
  • الاربعاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٩
English version

دى قلة أسَف

مرقس كمال زاخر

مساحة رأي

٥٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩

تعبيرية
تعبيرية
كتب: مرقس كمال 
كان كلامها جارح أوى وقاسى ومليان إهانات وهو كان بيتقبل كل ده فى صمت
 
ورغم شدة الآلم والوجع إلا إنه تحمل ده لأنه كان مغلوب بالحب
 
خلصت ومشيت وفى الوقت اللى كانت بتراجع فيه نفسها وبتفكر فى صمته اللى أخجلها كان هو كمان بيوجد لها أعذار وبيقول لنفسه معلش أكيد مضغوطة وتعبانة ومش قصدها تجرحنى وفي عز ما هو غرقان في دموعه قرر يروح يعاتبها برضو بحب
 
ومع أول كلمات عتابه الغرقانة دموع ومع أول ينفع كده تجرحينى رغم حبى ليك جريت عليه واترمت فى حضنه ودموعها غالباها وكررت أنا أسفة أووووى حقك علىّ مرات ومرات مكملش عتابه ورجعوا أحسن من الاول مغلوبين من الحب وغالبين بيه.
 
مشهد ممكن نكون عشناه وممكن نكون محرومين منه وبنتمناه مع أقرب الناس لينا ولكن فى الواقع هو مشهد قليل الحدوث ويمكن كل بيوتنا وعائلاتنا بتعانى من ده.
 
يعنى لو بصينا حوالينا كده هتلاقى كتير من قرايبنا وأحبابنا عاشوا سنين كتير من حياتهم فى خصام وفرقة وكانت البداية عدم إحتمال وقلة حب وحاجات كتير اللى منها لسبب مادى أو نفسى أو جهل او.... اللى فى النهاية نتج عنها كرامة وذات وكبرياء وحاجات تانية وصلت الموضوع لقلة أسَف.
 
والحقيقة بعد عُمر عشته مليان تساؤلات كنت بسألها لنفسى باستغراب لقيت إن الموضوع ده كانت بدايته مع بداية الخليفة وده لما لقيت أدم كان متمتع بكل شئ ومع ذلك سقط وكنت بستغرب ليه ربنا بيسأله أدم أدم أين أنت؟؟ مع انه شايف وعارف هو فين إنما أدركت بعد كده إنه نوع من العتاب المليان حب وكأن ربنا كان منتظر كلمة أنا أسف لكن عتاب ربنا كان رده من أدم تبرير للذات ولوم شخص تانى وقلة أسَف.
 
عشان كده منستغربش لما نلاقى نفسنا بنتوجع ونحتمل بحُب أقرب الناس لينا وإن ف عز وجعنا وجروحنا لما نجرب نعاتب بنتقابل بقلة أسَف وإصرار على الغلط وكأن صمتنا مكانش احتمال إنما كان لانهم صح فيتمادوا أكتر. 
 
ومع ذلك نرجع نكرر محاولات العتاب بحب تانى وتالت لحد ما في يوم طاقتنا تقل وبنقتنع إننا مش هنغير طباع سنين فبنتأقلم على الواقع وبيبقى كلنا رجاء ايوه لكن بنبقى أكثر واقعية 
 
والخلاصة بقى يابنى لو انت من اللى بيتجرحوا دول في صمت متزعلش لأن جواك قلب بيحب وانسان لسه بخيره إوعى تسمح أبداً لحاجه او لحد يموته جواك
 
أما لو انت من اللى بيجرحوا وكل تصرفاتك لها تبرير بتراضى بيه نفسك فأنت فعلاً محتاج وقفة مع نفسك تراجعها وتصحح لها المسار وتشيل الغشاوة اللى على عنيها وقلبها
 
بس أقولك أنا برضو عارف ان كرامتك وذاتك هيكونوا أكبر عقبة لكن القوة الحقيقية هى انك تتغلب عليهم وترجع انسان 
 
حقيقى وبجد لو فكرنا ايه اللى بنعانى منه انهارده هنقول دى قلة محبة وده قلة اهتمام وده قلة احتمال لكن عاوز الحق .. دى قلة أسَف
 
الكلمات المتعلقة