الأقباط متحدون - تجارب الآخرين ليست دروس لنا ولكنها لغيرنا2-2
  • ١٩:٢٩
  • الاربعاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٩
English version

تجارب الآخرين ليست دروس لنا ولكنها لغيرنا2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب :د . مينا ملاك عازر

توقفنا في المقال السابق عند إجابة السؤال الأهم، كيف وفر دي سيلفا إعانة اجتماعية للأسر المحتاجة قدرها سبعمائة دولار والإجابة هي لأنه رفع الضرائب على الكل ما عدا المدعومين ببرنامج الإعانات، يعني رفع الضرائب على رجال الأعمال والفئات الغنية من الشعب، والسؤال هل وافق رجال الأعمال على ذلك؟ ببساطة تخيل أنهم كانوا سعداء لأنه منحهم تسهيلات كبيرة في الاستثمار، وآلية تشغيل وتسيير أعمالهم، ومنح الأراضي مجاناً وسهل التراخيص واعطاء القروض بفوائد صغيرة فساعدتهم في فتح أسواق جديدة بالإضافة إلى أن الفقراء دخلهم سوف يرتفع وتزيد عملية شراء منتجات رجال الأعمال، فتضاعف حجم مبيعاتهم، بذلك لم يشعروا أنها جباية، بل يدفعون ضرائب مقابل تسهيلات أصبحوا يكسبوا أكثر منها. 
 
بعد 3 سنوات فقط عاد 2 مليون مهاجر برازيلي، وجاء معهم 1.5 مليون أجنبي للاستثمار والحياة في البرازيل، في 4 سنوات سدد كل مديونية صندوق النقد بل أن الصندوق اقترض من البرازيل 14 مليار دولار أثناء الأزمة العالمية في 2008، بعد 5 سنوات فقط من حكم لولا دي سيلفا هو نفس الصندوق الذي كان يريد أن يشهر إفلاس البرازيل في 2002 ورفض اقراضها الابعد أن تسدد فوائد القروض.
 
بفضل تركيز دي سيلفا على 4 أمور الصناعة التعدين والزراعة وطبعاً التعليم، البرازيل وصلت لسادس أغنى دولة في العالم في آخر عام لحكمه، وأصبحت تصنع الطائرات، أسطول طائرات الامبريار؟؟؟ برازيلية الصنع. 
 
بعد انتهاء ولايتي حكم لولا في 2011، وبعد كل هذه الإنجازات الحقيقية طلب منه الشعب أن يستمر ويعدلوا الدستور، رفض بشده وقال كلمته الشهيرة البرازيل ستنجب مليون لولا، ولكنها تملك دستور واحد وترك الحكم. 
 
أردت أن اعلمكم أن البرازيل دشنت أول غواصة نووية، فقط 5 دول في العالم بتصنع غواصات نووية أمريكا - روسيا - الصين - بريطانيا – فرنسا، أول غواصة كانت بالتعاون مع فرنسا، ولكنها ستدشن الغواصة الثانية في 2020، والثالثة في 2022، بصناعة برازيلية خالصة.
 
النهوض من التخلف ليس مستحيلاً، أنها أرادة، ويحدث في سنوات معدودة فقط، والطريقة معروفة ومحددة الصناعة والزراعة والاهتمام بالفئات الفقيرة والتعليم لا شيء آخر، وهذا ما عملته ألمانيا واليابان في الستينات، هذا ما عملته دول شرق آسيا في الثمانينات، وهذا ما عملته الهند في التسعينات، هذا ما عملته تركيا والبرازيل في 2003، وهذا ما تعمله الآن إثيوبيا ورواندا في 2015.
 
وما لا تعمل به بعض الدول التي تعشق التخلف والفشل إذ تقترض وتعدل دستورها لتكريس حكم فرد مثله مثل كل الأفراد لن يبقى، بينما لن يبقى سوى الأوطان.
 
المختصر المفيد تنجب الأوطان الملايين، لكنها لا تأتي بدستور محترم إلا قليلاً.