الأب رفيق جريش يكتب: أوسكار.. لرامي مالك
مقالات مختارة | الأب رفيق جريش
الجمعة ١ مارس ٢٠١٩
جميعنا نريد الفوز ولكن من منا يستطيع بالفعل؟. إن الأشخاص الذين لديهم هدف يميلون أكثر للفوز مقارنة بغيرهم، فالهدف يعطى دفعة من الطاقة وقدرة على الاستمرار. وهنا لابد أن نقول إن تحديد الهدف هو درس كبير لكل صاحب فكرة أو موهبة حقيقية، عليه أن يكد ويكدح للوصول للقمة.
برز فى هذا الأسبوع اسم الممثل المصرى الأصل رامى مالك المولود فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981 ومُقيم فى لوس أنجلوس ورامى هو مثل للجيل الأول لمهاجرين مصريين أقباط من سمالوط ـ المنيا.
وجائزة الأوسكار لم تسقط على رامى هكذا ببساطة ولكنه عمل واجتهد منذ مسيرة الدراسة حتى اليوم. استحق جائزة الأوسكار عن فيلم «الملحمة البوهيمية» وقبلها نال جائزة إيمى للأعمال التليفزيونية عن مسلسل «Mr. Robot» وذلك بعد أن عرفه الجمهور فى فيلم من ثلاثة أجزاء هو «ليلة فى المتحف» وأعمال فنية أخرى.
ورامى وعائلته متمسكون بأصولهم المصرية رغم لغته المصرية بلكنة أمريكية إلا أنه زار مصر عدة مرات، ولرامى أخ توأم يعمل مدرساً اسمه سامى ولهما أخت أكبر سناً تعمل طبيبة تسمى ياسمين، فهم فعلاً صورة من المصريين المهاجرين الذين نحتوا فى الصخر من أجل إثبات وجودهم فى مجتمع يعطى لكل مجتهد نصيبه.
كلمات رامى تنم عن مصريته الأصيلة وجذوره العميقة «فأنا مصرى. لقد نشأت وترعرعت على حب الاستماع إلى الموسيقى المصرية. أحببت أم كلثوم. وأحببت عمر الشريف. هؤلاء هم شعبى. أشعر أننى مرتبط بشكل رائع بالثقافة والبشر الموجودين هناك. أقر بأن لدى تجربة مختلفة، لكننى مغرم ومتشابك مع الثقافة المصرية. إنه نسيج مرتبط بكيانى وشخصيتى».
رامى مالك ومحمد صلاح وغيرهما من الشباب المكافح والذى وصل إلى المجد وجلب المجد أيضاً لوطنه «مصر»، ويذكرنا أن مصر أنتجت عظماء اعترف بهم العالم مثل د. فاروق البار ود. مجدى يعقوب ود. أحمد زويل ونجيب محفوظ وغيرهم وغيرهم، وهؤلاء هم القوى الناعمة لمصر التى تستطيع مصر أن تغزو بهم العالم، وما تفعله الدولة الآن من الاهتمام بالشباب فيه شىء كبير من ذلك ويحتاج مزيدا من الرعاية والاهتمام من الجميع.
الشعب المصرى يفرح لفرح النجاح ويعضد ويقوى لأنه دليل قاطع على قدرة المصرى على التحدى وهدم كل العوائق الدينية والاجتماعية والثقافية وغيرها لكى يواصل النجاح، فمبروك لرامى مالك ومبروك لمصر.
نقلا عن المصري اليوم