الأقباط متحدون - مملكة الفطريات
  • ٠٧:١٩
  • السبت , ٢ مارس ٢٠١٩
English version

مملكة الفطريات

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٠٤: ٠١ م +02:00 EET

السبت ٢ مارس ٢٠١٩

وسيم السيسي
وسيم السيسي

وسيم السيسي
بدعوة كريمة من جامعة بورسعيد أ.د. أحمد عبدالعظيم أستاذ الفطريات وكابتن طيار أحمد العيسوى: المجلس الأعلى للثقاقة ببورسعيد، لإلقاء محاضرة عن الفطريات والعلوم فى مصر القديمة.

حدثتهم أن الفطريات لها نواة، فليست بدائية، وليس بها كلوروفيل، فليست نباتات، ولا تأكل فليست حيوانات! هى مملكة قائمة بذاتها، قد تكون مفيدة كفطر البنسلين الذى عالجت به مصر الجروح بعد مرور 6 ساعات، «لباب خبز الشعير المتعفن»، وقد تكون مغذية كعيش الغراب، وقد تكون ضرورية للخبز «الخميرة» وهى اسم الوزير الذى كان مسؤولاً عن صناعة الخبز بأنواعه، وكان اسمه: خمى رع فأصبح خمى را.. ثم خميرة.

وقد تكون الفطريات ضارة كصدأ القمح أو قدم الرياضى، أو قرح الفم من الداخل! أما أنواع الفطريات فهى رمية تعيش على الخلايا الميتة، تحللها إلى عناصرها الأولى وتعيدها للأرض التى تكونت منها! قال أبوالعلاء المعرى:

خفف الوطء ما استطعت.. ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد!

وقد تكون فطريات متطفلة على الكائنات الحية مسببة الأمراض التى سبق ذكرها! وقد تكون تكافلية أى تبادل المنفعة! تلتصق بالطحالب حتى تعطيها الأكسجين بالتمثيل الضوئى بالكلوروفيل الذى فيها، كما تعطيها مواد نشوية وسكرية، وفى المقابل، تعطيها الفطريات المعادن والأمالح اللازمة لها.

حدثتهم عن هولاندا التى أخذت من مصر القديمة سر اختراع البيرة من الفطريات، بل أخذت الاسم المصرى القديم للبيرة ألا وهو حنكت، فنطقوها هسنكت، ومنها الاسم التجارى هنكن! وعلينا أن نطالب هولاندا بالتعويض عما أخذوه منا.. اختراعاً واسماً!!

أخذنا كابتن طيار أحمد العيسوى إلى متحف النصر فى بورسعيد، وكان تحفة فنية مدعمة بالمؤثرات الصوتية، وهو الذى أقامه فى وقت قياسى.

قصت علينا حرم كابتن أحمد العيسوى كيف أن والدها يشاهد كائناً فضائياً، سقط من مركبة فضائية، ميتاً، وكان أخضر اللون، طافوا به فى كل بورسعيد فى عربة حنطور!

ثم كان العشاء الفاخر مع الأحاديث الممتعة للأستاذ الدكتور أحمد عبدالعظيم أستاذ الفطريات، وكان منها: حذار من الفول السودانى، خصوصاً فى الفولية أو السودانية خوفاً من الألفا توكسين المسبب لسرطان الكبد!

كما حذرنا من وضع المكسرات فى الثلاجات لأن الفطريات تنمو فى الرطوبة.

وكانت نهاية يومنا الحافل الجميل زيارة كنيسة السيدة العذراء فى بورسعيد، والتى بنيت سنة 1880م، خرج الآباء الكهنة لاستقبالنا، شاهدنا صورة السيدة العذراء التى تعطى زيتا خفيفاً جداً وله رائحة عطرة، أخذنا جميعاً مسلمين ومسيحيين صورا حول صورة السيدة العذراء، هذه هى مصر الجميلة التى قلبت السحر على الساحر فى 30/6 بوحدتها ومخزونها الحضارى ومساندة جيشها وشرطتها.

سعدت كثيراً بتطبيق التأمين الصحى الشامل فى بورسعيد، هذه هى البداية الصحيحة لإصلاح مهنة الطب فى مصر: حاجز أو حائل بين يد الطبيب وجيب المريض، وفى المقابل مرتب للطبيب يكفل له حياة كريمة، لأن الطبيب الجائع أو فاقد الضمير أشد خطراً على المجتمع من أى مجرم! قد يعانى بعض الأطباء من التأمين الصحى الشامل، ولكن القسوة على بعض الأطباء رحمة بالمجموع أى الشعب! انتهت رحلتنا على وعد من الدكتور عبدالعظيم بزيارتنا فى القاهرة وفى آخر مايو القادم وإلقاء محاضرة عن الفطريات فى صالون المعادى الثقافى.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع