الأقباط متحدون - تعديل الدستور لتوسيع الأوطان
  • ١٣:٢١
  • الاثنين , ٤ مارس ٢٠١٩
English version

تعديل الدستور لتوسيع الأوطان

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٤ مارس ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب: د.. مينا ملاك عازر
لا شك أن مصر ضاقت بأهلها وبنفسها، ولهذا الضيق كان علينا أن نعدل الدستور ليكن أكثر رحابة بمؤيدي الدولة، وبصانعي البهجة، وبالساكتين عن الحقوق والمتقاعسين عن الواجبات، لذا لا تكفي أن تكون مصر صالة وغرفة واحدة، لذا يعدلون الدستور، لتكون صالة وغرفتين تشريعيتين، والصالة بها السلطة التنفيذية والغرفتين للمرضي عنهم، واستغلالاً للتوسع في العاصمة الإدارية والمبنى الكبير الجديد للبرلمان الذي يستحق أن يرتاده المحظيين والمحظوظين، ولذا مصر تتوسع أفقياً ورأسياً وسياسياً.
 
أفقياً بمدن جديدة وأنفاق وكباري وعواصم وليس مهم المدارس، فالتابليت يغني حين يأتي الحديث عن التعليم، ورأسياً فها هم يضعون اللبنة الأولى ويشكلون الهيكل الخرساني لأعلى برج بأفريقيا -والحمد لله- وكأنه مكتوب على مصر أن تكون سباقة في الأبراج من برج القاهرة الذي بنيناه لنكيد الأمريكان الذين دعمونا بثلاث ملايين دولار، فاستثمرنها ببرج القاهرة، ليقف شامخ أمام سفارتهم، ولا أن نكيد به فقراء هذا الشعب، ليمخر هذا البرج عباب الهواء، وشق الجو ليصل لأعلى ما يمكن الوصول له في السماء، ولا أعرف لماذا لم نبنيه أعلى برج في العالم؟ هل لأننا لا نريد إغضاب إخواننا في الإمارات.
 
أما التوسع السياسي فهذا موضوعنا بأن نوسع مظلة الحصانة للمرضي عنهم، بإنشاء غرفة تشريعية جديدة يكون دورها كدور القديمة لا بتهش ولا بتنش، ولا بتستجوب ولا بتقدم طلبات إحاطة، وفي النهاية تسن قوانين غير دستورية، ولأن عدد المقيمين بالغرفة القديمة سيتقلص بانتهاء الفترة الاستثنائية لمدة البرلمان بحسب أحكام الدستور فطارت الجهات اللي هي أن تنشئ غرفة تشريعية أخرى تأوي فيها من وقفا بجوارها ومن سيقفوا بجوارها، ومن صمتوا ليستظلوا من لهيب الأسعار ويتمتعوا بالحصانة ونعيم السيارات. 
 
ولأننا بلد فقير لم يستفيد كبار الغرفة القديمة من السيارات المدرعة، وتم وقف شراء ثلاث سيارات والاكتفاء بواحدة بحسب ميزانية البرلمان الحالي، اضطرت مصر دولة وشعباً أن تنشئ الغرفة الثانية لتستطيع أن تقدم السيارات المدرعة الأخرى لمن لم يستطيعوا أن يمدوا مظلة السيارات المدرعة عليهم في الوضع الحالي ليستمتعوا بها مستقبلاً -بإذن الله-
 
فلنعدل الدستور، فنحن بحاجة لاكتشاف المزيد من الساكتين والراضين والمرضي عنهم، فلنعدل الدستور لنرى بأنفسنا من يستحقون أن يكونوا مستشارين بالاسم تحت اسم مجلس الشورى والمستفيدين بالمليارات الجديدة التي ستخصص لهذا المجلس والغرفة الجديدة.
 
آخر القول في هذا المقال دستوركم عندكم وسعوه وضيقوه ليكون على مقاسكم، وأضيفوا له ما شئتم من غرف، ويكفي الشعب البقاء في دورة المياه للأسف.
المختصر المفيد قولوا لنا بصدق إحنا دولة فقيرة تحتاج أن تتقشف الدولة أم أننا دولة غنية تحتاج أن يتقشف شعبها.