- المخرج الفرنسي جون لويس مارتينيللي: تمنيت بالفعل أن أكون مصريا
- حطام قمر ناسا الاصطناعي يسقط في المحيط الهادئ
- محافظ "بني سويف" يتفقد المدارس بعد اقتحام مدرسة "علية رشدي الإعدادية" ويعد بالتحقيق في الواقعة
- سعوديات يرفضن الألقاب والصراعات ويتحدثن بشعور الوطن
- "عبد المنعم الشحات" قبل الثورة: الشباب أهوج يحركه الإنترنت ليشعل البلد
جمهور الساقية يؤكد على أهمية المسرح في نزع فتيل الفتنة الطائفية قبل انفجارها
تراجع دور المسرح التنويري حتى وصلنا إلى حالة متردية من العشوائية
مازال هناك أمل في مشاهدة مسرحية ذات معنى فيها شئ من المتعة وبعض من الفكر
يتطور المسرح مع حركة المجتمع السياسية أو الاقتصادية أوالاجتماعية أو الثقافية
انتشار الفن الهابط في مصر ساهم في فساد الأخلاق والذوق العام
بدأ عصر الحرية فلا إرهاب في الفن ولا قهر مؤسسي
كتبت: ميرفت عياد
قامت ساقية عبد المنعم الصاوي بتقديم العديد من العروض المسرحية خلال شهر سبتمبر الجاري، لفرق مسرحية مختلفة، تعبر عن هموم المجتمع ومشكلاته، حيث قدمت فرقة "الهواة المتحدين" مسرحية "إنذار فرعوني" تأليف "مجدي سعد"، وإخراج "أحمد عوف"، وتدور احداثها حول أحد حراس الأهرامات، الذي يغفو من شدة التعب ويحلم بسرقة الأهرامات، وأنه تم إلصاق التهمة به وأصبح هو محط أنظار المنظمات الخارجية التي تريد أن تعرف كيف قام بنقل الأهرامات وأبي الهول، على الرغم من ثقل وزنهم ولكن يأتي الشاويش الأعلى رتبة منه ويقوم بإيقاظه ليعرف بركات أنه كان مجرد حلم، وتهدف المسرحية إلى ابراز المطامع الخارجية في الآثار المصرية، والتي لا تحظى بالتقدير الكافي من المصريين، على الرغم من أنها تمثل إرثًا تاريخيًا وحضاريًا.
أوسكار.. وأخلاقيات ومبادئ الثورة
كما قدمت فرقة "بلاك آند وايت" مسرحية "أوسكار" تأليف "علاء حسن" وإخراج "عماد جلال"، وقدمت المسرحية فقرات كوميدية وتراجيدية لفيلم يحاكي الواقع، وذلك بابراز مشكلات البطالة والفساد والتحرش الجنسي والرشوة في المصالح الحكومية، إلا أن ثورة 25 يناير جاءت ليقوم مؤلف ومنتج العمل بالتغيير في نص الفيلم ليتناسب مع أخلاقيات ومبادئ الثورة، في ظل التغيير الذي لم يتحقق بعد في نفوس الكثيرين، وبهذا استطاع الفيلم الذي ركب موجة الثورة وقام بتزييف الواقع الفوز بجائزة الأوسكار، وتهدف هذه المسرحية إلى مناقشة مشكلة تزييف صانعو الأفلام للواقع في سبيل إرضاء الجمهور والرأي العام.
هانيبال.. وثنائية القسوة والعطف
بينما قدمت فرقة "حياة" مسرحية "هانيبال"، التي تدور أحداثها حول شخصية "هانيبال" الولد الذي تربى بكل أنواع القسوة ونزع الجوانب العاطفية من شخصيته، بسبب والده، ونتيجة لما تربى عليه هانيبال من قسوة ورؤيته للحرب مع روما لمدة 15 عامًا قرر أن يربى ابنه على غير ما تربى هو، عليه فأعطاه وجهة نظره في الحياة كما رآها بعد هذا العمر، وتكونت فرقة حياة عام 2007 ومن أهم عروضها "تقرير للقمر" و"أصحاب السعادة الزوجية" و"مجلس العدل" و"أريد أن أقتل" وجميعها لتوفيق الحكيم، كما دخلت الفرقة مهرجان الساقية السابع بعرض "العراف الأعمى"، وحصل على المركز الأول كما ستشارك الفرقة فى المهرجان التاسع للساقية بعرض "هنيبال".
كوميديا راقية بدون إسفاف أو ابتذال
وعن المسرح المصري ورؤية محبيه له كان لـ"الأقباط متحدون" هذه الجولة بين مشاهدي المسرحيات التي قدمتها ساقية "عبد المنعم الصاوي" حيث أكد "أحمد" -طالب جامعي- على أن المسرح كان متميزًا جدًا، في زمن العملاق العبقري، "نجيب الريحاني" و"علي الكسار"، و"إسماعيل يس" حيث كانت تقدم كوميديا راقية بدون إسفاف أو ابتذال أو أي إيحاءات تجرح شعور أي أسرة مصرية محترمة، أما فنان الشعب "يوسف وهبي" صاحب المقولة الشهيرة "ما الدنيا إلا مسرح كبير" فاستطاع أن يقدم على المسرح العديد من الأعمال الدرامية التي أثرت المسرح واستمرت نهضة المسرح المصري حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وبعد هذا خرج جيل من نجوم الكوميديا الذي لم يكن هدف لهم سوى إضحاك الجماهير، وبهذا تراجع دور المسرح التنويري حتى وصلنا إلى حالة متردية من الثقافة والعشوائية.
الحد الأدنى من المتعة وبعض الفكر
ويوافقه الرأي "موريس" -موظف على المعاش- الذي أكد على أهمية إحياء المسرح، لأنه يعد أبو الفنون، وذلك من خلال عرض الأعمال الجيدة سواء كانت قديمة وجديدة على القنوات الفضائية، إلا أن حال المسرح المصري اليوم لا يسر أحدًا، سواء كان المسرح التجاري أو مسرح الدولة، ولكن مازال هناك أمل في مشاهدة مسرحية ذات معنى فيها الحد الأدنى من المتعة، وبعض من الفكر، مؤكدًا على أن تطور المسرح هو نتاج لحركة المجتمع البشري، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي.
نبذ التعصب والطائفية
وعن دور المسرح في نبذ الفتنة الطائفية؛ أكد "محمود" -موظف بنك- على أهمية المسرح في ترسيخ القيم الإيجابية في المجتمع المصري، والتي منها نبذ التعصب والطائفية، والتأكيد على احترام وقبول الآخر، مشيدًا بمسرحية شاهدها على مسرح السلام رمضان الماضي، تحت عنوان "سلام على مصر"، حيث قامت بالتركيز على وحدة المصريين وعلى عمق العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، وعلى أهمية التعايش المشترك ونبذ الافكار المتطرفة والمتشددة التي ترفض الآخر وتحاول إقصاءه وتهميشه، وذلك من خلال دراما جميلة، واستعراضات غنائية راقية.
هدم الإنسان المصري
ويوافقه الرأي "كيرلس" –مهندس- أن نظام الحكم القديم أراد هدم الإنسان المصري، لهذا قام بهدم ممنهج لكل أشكال الثقافة، ومن بينها المسرح الذي يستطيع أن يخاطب الجمهور ويؤثر فيهم، ويظهر مشاكل المجتمع، ويعري الفساد ويبين علاقة الحاكم بالمحكوم، والمسرح يعد أداة اجتماعية، وأهم فن يساعد الإنسان على إدراكه لمشكلاته ويساعده على حلها، ويشكل في وعي الناس بالخيال والقيم، وهذا ما جعل الحكومة السابقة تعزل المسرح عن الجمهور، لهذا مطالب من نظام الحكم الجديد أن يبني الإنسان المصري الجديد، وأن يعيد تشكيل عقله ووجدانه، وذلك من خلال الاهتمام بجميع صور الثقافة من فنون وآداب.
طليمات.. والمحافظون والرجعيون
وعن تطور المسرح المصري عبرت "أماني" -طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية- عن أن المبدع الراحل "زكي طليمات" كان واحدًا من الرواد الذين درسوا المسرح بشكل متطور في فرنسا عام 1925، وعند عودته إلى مصر نجح في إنشاء معهد التمثيل، إلا أن طبيعة المجتمع المصري المحافظ، الذي يسوده بعض التزمت، أدت إلى إغلاق المعهد بعد حوالي عام من إنشاءه، حيث قام وزير المعارف حينذاك بهذا التصرف تجنبًا للمشكلات التي أقامها المحافظون والرجعيون، بدافع من الحفاظ على الفضيلة والأخلاق والتقاليد، إلا أن اليأس لم يدب في قلب "زكي طليمات" وقام بتأسيس المسرح المدرسي الذي ساعد على تهيئة المناخ المسرحي في مصر، وخلق قاعدة جماهيرية عريضة وهذا ساعده على إنشاء معهد متخصص في المسرح، كان سببا في حدوث تطور كبير في مسيرة المسرح المصري.
انتشار الفن الهابط
بينما أكد الفنان "محمد صبحي" خلال إحدى الندوات التي ألقاها عن "المسرح المدرسي ودوره التربوي في تنشئة الطلاب" على أن تحضر البلاد يقاس بمستوى رقى فنها وخاصة مسرحها، كما أن رقي المجتمع ونهضته يستلزم تقديم فن حقيقي، بحيث يؤثر بصورة إيجابية في الناس، متأسفًا على انتشار الفن الهابط في مصر، الذي ساهم في فساد الأخلاق والذوق العام، ومن هذا المنطلق يجب مقاطعة الفن الردئ، والكليبات الفاضحة، والأعمال المبتذلة التي تروج للقيم السلبية والإثارة والعنف، مؤكدًا على أنه بدأ عصر الحرية فلا إرهاب في الفن، ولا قهر مؤسسي يمنعنا من اجتياز مرحلة فنية واعية، خاصة وأن الفن الجيد يقوم بتشكيل وعي المجتمع، وتربية النشء وتكوين جمهور واعٍ ومتذوق يجيد الانتقاء، وهذا ما يساهم في تغيير وعي الشعب وتحضر ورقي الوطن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :