الأقباط متحدون - السيسي وتصويب الخطاب الديني
  • ١٥:٥١
  • الثلاثاء , ٥ مارس ٢٠١٩
English version

السيسي وتصويب الخطاب الديني

مقالات مختارة | القس رفعت فكري سعيد

١٥: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٥ مارس ٢٠١٩

السيسي
السيسي

جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته بميونخ دعوته لتصويب الخطاب الدينى محذراً الأوروبيين مما يُنشر فى دور العبادة ببلدانهم، ومن معاناة كافة دول العالم، من عدم تصويب هذا الخطاب من الغلو والتطرف.

وقال: «طالبنا فى مصر بإصلاح وتصويب الخطاب الدينى، وقلنا بشكل علنى واضح إننا نعترف بوجود مشكلة لدينا، وحين التقى مع الشركاء الأوروبيين أقول لهم انتبهوا جيداً لما ينشر فى دور العبادة، وألا تسمحوا للمتطرفين والمتشددين بأن يقودوا مسيرة هدم الشعوب، لأن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى التكاتف من الجميع لمعالجة أسبابها».

وأضاف السيسى أن ظاهرة الإرهاب وعدم الاستقرار يمسان أمن العالم، إذا لم يتم التعامل معهما بشكل متكامل بتعاون دولى حاسم، مستطرداً: «تحدثت منذ أكثر من 4 سنوات عن أهمية إصلاح الخطاب الدينى، وللمرة الأولى يتحدث رئيس دولة بوضوح أمام أكبر مؤسسة دينية ويطلب هذا الطلب، لأن عدم تصويب هذا الخطاب سيعانى منه العالم كله»، وتابع: «رأينا تأثير الفكر المتطرف على الأمن والاستقرار فى العالم بأسره خلال السنوات الماضية، وكان تأثيره واضحاً فى المنطقة العربية، وبعض الدول الأوروبية؛ والقاهرة تقود الآن مسيرة تصويب الخطاب الدينى، وإبراز ذلك للجميع».

وكلمة «تصويب» التى استخدمها الرئيس تختلف عن الكلمة الشائعة «تجديد»، فالتجديد يعنى التحديث، وقد يفهم البعض أن هذا يتطلب حذفا من بعض عناصر الدين واستبداله بعناصر جديدة، بينما تصويب الخطاب الدينى يعنى تصحيح التفسير والفهم الخاطئ للنصوص، وضرورة عمل تأويل للنصوص الدينية لتتفق مع المستجدات العلمية ومع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

والدعوة المتكررة لتصويب الخطاب الدينى من السيسى ذكرتنى بمقولة توفيق الحكيم: «لا خير فى فكرة لا يجعل منها الإنسان رداءه وكفنه فيها يعيش وفيها يدفن» وهذه المقولة المهمة تنطبق على كل أصحاب الرؤى والمبدعين، ويمكننا أن نقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال إصراره على تصويب الخطاب الدينى هو رجل صاحب قضية.

ومن قبل أن تقوم السعودية وتونس بعمل تصويب للخطاب الدينى والرئيس السيسى بح صوته وهو ينادى بضرورة التصويب، فالمتابع لحوارات الرئيس يجد أن السيسى فى حواراته التليفزيونية حتى قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية وبعد فوزه فى انتخابات الرئاسة، لا يكل ولا يمل من الدعوة لتصويب الخطاب الدينى، إيماناً منه بأهمية وخطورة الخطاب الدينى فى تشكيل عقول الجماهير وتحريكها، وبات من الواضح أن سيادة الرئيس يكرر هذه الدعوة مطالباً بالتصويب بين الحين والآخر دون كلل أو ملل، لأنه أحس أنه ليس من منصت ولا مجيب، بل إن هناك من يظن أن تصويب الخطاب الدينى هو بدعة بل هو عين الكفر!! مع أن التصويب لا يعنى أبداً تغيير النصوص والأصول العقائدية كما يروج البعض، وإنما يعنى تصويب التفسير بما يوائم المستجدات العلمية فى عصرنا الحاضر إذ إنه لابد من إعمال العقل فى فهم النص والتأويل والتصويب فى التفسير ليتناسب مع مستجدات العصر وحضارة القرن الحادى والعشرين، فمتى يلبى المعنيون بالأمر نداء الرئيس؟!
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع