الأقباط متحدون - المسيحيون العرب والاسلام الناشئ؟
  • ١٩:١٠
  • الثلاثاء , ٥ مارس ٢٠١٩
English version

المسيحيون العرب والاسلام الناشئ؟

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٥٤: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٥ مارس ٢٠١٩

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الاب اثناسيوس حنين
فى مقال لنا سابق ’ اشرنا من بعيد الى المسيحيين العرب فى صدر الاسلام ’وهنا طلب أحد الأصدقاء المزيد ’ والحقيقة أنه ليس بين كل البلاد التى تضاهى جزيرة العرب مساحة أو بين كل الشعوب التى تناهز العرب فى الاهمية التاريخية والمكانة العالمية بلد أو شعب ناله من اهمال الباحثين فى العصور الحديثة ما نال الجزيرة العربية والشعب العربى "فيليب حتئ ’ تاريخ العرب ’ الطبعة التاسعة 1994-بيروت - ص 29 "ونحن نضيف مع المؤرخ الدكتور بأن هذا الاهمال قد أصاب فى مقتل المسيحية العربية فى صدر الاسلام . وشكلت القبائل النصرانية كبنى تغلب حضورا مميزا بين قبائل العرب وكان بينهم شعراء مثل الشاعر القطامى (728 ).

ولقد قامت ديانة العرب على أساس تأليه السيارات الفلكية وعبادة القمر ومن ثم بدأت تتسرب الى الجنوب مبادى النصرانية على المذهب المونوفيىزى من عهد قديم والذى حسب اصوله يقوم المذهب المنوفيزى برفع الغطاء اللاهوتى الميتافيزيقى عن يسوع وتقديمه كنبى يضارع انبياء العرب ولا يجب الخلط بين هذه المنوفيزية الفجة وبين تلك النى تناولتها المجامع المسكونية وقومتها (المرجع السابق ص 96)ولقد قصد المبشرون السوريون اليمن وضواحيها هروبا من الاضطهاد البيزنطى وأمن أهل نجران بالنصرانية المونوفيزية وقد بشرها رجل تقى ورع جائها من سورية اسمه فيميون فأعتنقت البلاد الدين الجديد فى نحو 500 ميلادية ولقد نقل ابن هشام والطبرى حكاية هذا الزاهدولقد بقيت للنصرانية بنجران بيعة واحدة معروفة الى ألأزمنة المتأخرةوالى هؤلاء النصارى المقيمين بنجران ارسل يعقوب السروجى ((المتوفى عام 521)كتابا بالسريانية يحثهم على الجهاد الروحى ثم جاء الاسلام فأجلى الخليفة عمر من لم يعتنق منهم الاسلام الى العراق .

وكان للنصرانية اسقف لصنعاء واليمن وكان هناك اسقفا لهم سنة 800 يدعى مار بترس (بطرس) ص 96.ونعرف من المصادر السريانية أن نصارى الجاهلية " الجاهلية ليست هى عصر الجهل والهمجية بل هى ذلك العصر الذى لم يكن لبلاد العرب فيه ناموس وازع ’ ولا نبى ملهم ’ ولا كتاب منزل )كانت لهم بيع ليس فى نجران فقط بل فى ظفاروحضرموت ومأرب أيضا.ولم تتوقف جهود بيزنطة لكى تبسط سلطانها على العرب وتتوسل بهم فى منأرة الفرس وما كان ان دخل الاحباش فى الصراعات ورفضوا التحالف مع بيزنطة وعقدوا النية على تنثير البلاد ومزاحمة مكة الوثنية مركز الحج وموارد الحج غنية عن البيان . وكان نصارى العرب لا يزالون يوالون البينطيين ويتطلعون الى الرعاية والحمياة من القنسككينينية كما كان اليهود والوثنيون والعرب يلوذون بالفرس ويكلبون عطف المدائن. وقد قام النصارى من سكان جنوب الفرات بدور المعلمين للعرب الوثنيين يعلمونهم القرأة والكتابة والدين الجديد (النسطورية)ومن الحيرة سارت الى الجزيرة نفسها مؤثرات الحضارة النصرانية.وهنا يكمل الباحث الفرنسى السوربونى ريمون ليجوز ويعرض لحوارات الدمشقى مع بعض المسلمين المنفتحين على معرفة المسيحية والتى تشكل تاريخيا أحد مصادر دينهم الجديد والذى قام بنشر أراء يوحنا الدمشقى حول الاسلام فى سلسلة المصادر المسيحية رقم 383 بباريس عام 1992 . والحقيقة هى ’ زهذا رأينا وليس رأى الباحث الفرنسى ’ أن يوحنا الدمشقى الهيللينى الثقافة والعربى اللسان لم يهتم كثيرا او قليلا بنقاط اللقاء بين الاسلام والمسيحية ولم يلفت نظره وجود مسيحون عرب كما سبق واشرنا بل تناول الاسلام بشكل علمى وجاد وحاد واعتبر الاسلام هو الشيعة او البدعة المسيحية المائة .

وهنا يمكن القول ان البدعة دوما تحمل شيئا من الاصول التى خرجت منها ولكن الدمشقى لم يتوسع فى هذه النقطة ولم يبحث عن مواطن اللقاء ! فى غضم الانقسامات المسيحية حول شخص المسيح ’ جاء من الجنوب عربا أخرون يبشرون بديانة جديدة والجديد ان هذه الديانة الجديدة تتكلم عن يسوع وبشكل جديد وهنا كان المسيحيون العرب(النصارى) قد أصابهم الملل والضجر من المعارك الخرستولوجية والملاحقات الأمنية والتكفيرية ’ ويشتاقون الى طبعة جديدة ومنقحة من المسيحية السهلة والبسيطة والتى تتكلم لغتهم ومتفصلة عليهم( ص 28) مسيحية البادية وليس مسيحية صالونات بيزنطية !.

الدين الجديد قدم للمسيحيين العرب مسيحية بسيطة تتكلم لغتهم العربية بعيدا عن الجدالات المسيحية اللاهوتية الصعبة ’ يريدون مسيحا عربيا بعيدا عن التعقيدات اللاهوت والمعارك الكلامية ! يجب ان نفكر فى هذه الامور فى وضعها التاريخى أى منذ الف واربعمائة عام بس !ولقد قدم لهم القرأن هذا المسيح عيسى بن مريم ! ويحتاج مسيح القرأن الى دراسة علمية جادة ’ من كتاب المسلمين أنفسهم بلا اسقاطات نفسية ولا تحويرات لاهوتية ولا احقاد تفسيرية !للتعرف على شخصه كما أراده المسيحيون العرب والذين منهم أستقى القرأن معلوماته عن يسوع -عيسى بن مريم وهنا كسب الاسلام الناشئ ’ بهذه البشارة اليسوعية الجديدة ’ المسيحيين العرب الى صفه وأسسوا كنيسة العربية والتى أهملها الباحثون ’ بالرغم من أهميتها التاريخية واللاهوتية القصوة ’ ما خلا قلة منهم لم تتسيس !.ولقد كتب الكاثوليكوس النسطورى رسالة الى اسقف فارس (650م )يعدد فيها مناقب العرب ويفسر سبب ارتداد المسيحيين الى الاسلام " لم يعد العرب يقاومون ايماننا المسيحى ’ بل هم يظهرون لباقة وحسن نية وترحاب بنا وبديانتنا ! اذا لماذا يترك مسيحيو فارس ايمانهم ؟ لقد قرر العرب احترام ديانتنا ومقدساتنا اذا نحن دفعنا لهم قسما من ثروتنا أ للاسف ان قسم من شعبكم قد ارتد حبا فى مال الدنيا الفانية وليس حبا للحياة الابدية الباقية التى رواها اباؤنا بدمهم "ص 32

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد