الأقباط متحدون - د. محمد طه يكشف بعض حيل الدماغ لمواجهة الصدمات.. التعرض لصدمة مشابهة يجعل الألم مضاعف
  • ٢٢:٣٢
  • الاربعاء , ٦ مارس ٢٠١٩
English version

د. محمد طه يكشف بعض حيل الدماغ لمواجهة الصدمات.. التعرض لصدمة مشابهة يجعل الألم مضاعف

٤٢: ٠٤ م +02:00 EET

الاربعاء ٦ مارس ٢٠١٩

لقطة من الفديو
لقطة من الفديو
كتبت – أماني موسى
قال د. محمد طه، استشاري الطب النفسي، أن الحوادث والصدمات النفسية هي جزء من حياتنا، لدرجة أن هناك نظرية كاملة في الطب النفسي تسمى "صدمة الولادة"، وهي أول صدمة يتعرض لها الجنين منذ الساعات الأولى لولادته.
 
الصدمات جزء أصيل من حياتنا وتبدأ بصدمة الولادة
وأضاف في لقاءه ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN، لذلك فالصدمات هي جزء أصيل من حياتنا ووجودنا، ومشاعرنا وعالمنا الداخلي هو بمثابة نهر بمياه جارية، وتعرضنا لصدمة نفسية شديدة يوقف سريان هذا النهر، ويحدث ما يشبه بالدوامة، وسميت بالدوامة لكونها دائرة تأخذنا معها في دائرة أفكار غير منتهية بتلف وتدور جوة عقلنا وتزيد من آثار هذه الصدمة.
 
وقسّم طه، آثار الصدمات النفسية لأربعة مجموعات، المجموعة الأولى تسمى مرحلة الصدمة المفاجئة، وهي رد الفعل الأول لسماع خبر وحش، أو التعرض لموقف أو صدمة أو حادث معين.
 
الحيل الدفاعية كالإنكار أو الإسقاط أحد طرق الدماغ لمواجهة اللحظات الأولى للصدمة
وعندها تحدث مفاجأة وتعمل بنظام أوتوماتيكي ما يسمى بالدفاعات النفسية، ومنها الإنكار أو الإسقاط. 
 
بعدها تبدأ المرحلة الثانية، وهي ردود الأفعال الجسدية والنفسية، وهنا يظهر الحزن ووجود ألم نفسي، وغضب وأحيانًا يأس، ومن الممكن أن يصاب الشخص باكتئاب، والإصابة بالأرق، أو أعراض جسدية كالشعور بالغثيان أو الصداع، والبعض تزيد أمراضهم الجسدية، والبعض يصاب بجلطات في المخ أو ما شابه.
 
الناس الأكثر حساسية هم الأكثر تأثرًا بالصدمات
وأشار طه إلى اختلاف ردود أفعال البشر تجاه الصدمات، حسب الحساسية النفسية، فهناك بعض الناس حساسيتهم النفسية أعلى من غيرهم، ومن ثم هم الأكثر تأثرًا بحدوث الصدمات، وما يتبعها من أعراض وأمراض.
 
كما يؤثر السن في استقبال الصدمات، فالرجال في أوائل الأربعينيات يتأثروا نفسيًا بالصدمات، بينما السيدات في أوائل الخمسينات.
 
التعرض لصدمة مشابهة لأخرى قديمة يجعل الألم مضاعف
وكذلك تعرض الشخص لحادث مشابه، ومن ثم يكون أكثر عرضة للتأثر بشدة بحادث جديد مماثل، وأن التعرض لحدث جديد مماثل لموقف سلبي سابق، يجعل إحساسنا بالألم في هذا الموقف، أكبر من الطبيعي، وذلك لأنه يتم استحضار مشاهد سابقة من الحادث السابق، وهنا الحزن الجديد "يكر" معاه كل أحداث الحزن القديم.
 
مشيرًا إلى أن هناك منطقة بالمخ تستثار بشكل كبير جدًا عند التعرض لصدمات أو الخوف، وهي متواجدة أيضًا بالحيوانات، وهي ما تجعل الشخص مستعد لمواجهة الموقف، والبعض يحدث له هرب أو التجمد في مكانه.
 
حيلة التجنب
وأوضح أن هناك حيلة دفاعية يستخدمها العقل لمواجهة الصدمات وهي التجنب، والبعد عن التفاصيل التي يمكن أن تذكره بهذا الحادث أو الصدمة، فمثلاً من تعرضوا لحادث قطار محطة مصر، كثيرًا منهم لن يفكر مجددًا في استقلال القطار، وكذا من تعرض لتجربة صعبة في موقف ما، سيتجنب حدوث تكرار هذا الأمر مجددًا.
 
الذكريات الاقتحامية
وهي أن تعتري الشخص ذات الذكريات المؤلمة في نفس توقيت الحادث، حتى مع مرور الوقت، فمثلا من تعرض لزلزال عام 1992 تجد أن البعض منهم يصابون بذات الأعراض الجسمانية في هذا التوقيت من كل عام، وهذا الأمر ينطبق على حوادث أخرى فردية يتعرض لها المرء.