الأقباط متحدون - «تسليع» المرأة المصرية!
  • ١٩:٤٧
  • الجمعة , ٨ مارس ٢٠١٩
English version

«تسليع» المرأة المصرية!

مقالات مختارة | هاني لبيب

٣٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٨ مارس ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

والعالم يحتفل بيوم المرأة العالمى، أذكر أنه حتى سنوات قليلة.. كان يتم التعامل مع المرأة المصرية بنوع من التهاون.. فهى المغلوبة على أمرها، والمنتمية إلى فئة المستضعفين فى الأرض. وكان العديد ممن يتناولون قضاياها ومشكلاتها حتى ولو دفاعاً عنها.. يعملون فى نهاية الأمر على تكريس مسألة التمييز ضدها.

لم تؤثر الجهود الضخمة التى قامت بها الجمعيات الأهلية المصرية فى التوعية بحال المرأة المصرية، وبالتالى لم تخرج- رغم كل تلك الجهود المساندة لقضاياها- من خندق التمييز بسبب العديد من الموروثات الدينية والثقافية والاجتماعية.

واتخذ العنف ضد المرأة المصرية العديد من الأشكال، وفى مقدمتها العنف الجسدى الذى تتعرض له لمجرد أنها أنثى، سواء من خلال الانتهاكات الجسدية والجنسية، أو من خلال التجاوزات التى تتم ضدها من أفراد أسرتها، والدها وإخوتها، ومن عائلتها، زوجها، وفى عملها، وللأسف فهى تلتزم الصمت تجاه التجاوزات التى تتم ضدها.

وهناك العنف السياسى، من خلال التهوين من قدرتها على مباشرة العمل السياسى، وبالتالى إقصاؤها من مباشرة حقوقها السياسية حسبما نص عليها الدستور.

وكذلك العنف الاجتماعى، الذى يتم من خلاله التعامل معها بنظرة دونية.. باعتبار أنها كائن منقوص الأهلية ليس على مستوى التعامل الاجتماعى فقط، بل أيضاً على مستوى التمييز ضدها واستبعادها من العديد من المجالات، أو بتحميلها أعباء إضافية فى منزلها.

ولا يمكن تجاهل العنف الاقتصادى، حيث يتم إقصاؤها من العديد من الأعمال، واختزالها فى أعمال معينة، أو حرمانها من الحصول على حقها وأجرها بالكامل، أو تحميلها عبء إعالة أسرتها مادياً.

وهناك العنف الثقافى، وهو الحالة التى نتج عنها رسم صورة سلبية وتقليدية للمرأة فى الأدب والروايات والدراما.

وكذلك العنف التربوى، من خلال التمييز فى التربية بين الأولاد والبنات منذ سنوات الطفولة، وهو ما يترك أثره حتى مع التقدم فى العمر.

تغيَّر ما سبق، بعد إسهام المرأة القوى فى ثورة 30 يونيو، ومشاركتها فى الانتخابات حتى وصلت إلى وجود فعال فى مجلس النواب، وهو الأمر الذى ارتكز لتوجه الدولة المصرية منذ أن تم الاعتذار، للمرة الأولى، من أعلى سلطة فى مصر، لفتاة تم التحرش بها، والتضامن مع العديد من السيدات المعيلات، والاعتذار لسيدة الكرم التى تمت تعريتها، وإعلان عام 2017 عام المرأة المصرية.. فضلاً عن إقرار استراتيجية المرأة منذ عام 2017، والتى تضمنت خلق بيئة تتسم بالمساواة، والتأكيد على الحقوق المتساوية فى التعليم بين الجنسين، وتشجيع المرأة.

نقطة ومن أول السطر..

تحولت حقوق المرأة من ثورة 30 يونيو إلى واقع ملموس بعد أن كانت مجرد حبر على ورق.. فى تطبيق حقيقى لمفهوم منظومة المواطنة المصرية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع