الأقباط متحدون | إلىَ دُعَاةِ الكَرَاهِيَةِ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٢ | الاربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١١ | ١٧ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

إلىَ دُعَاةِ الكَرَاهِيَةِ

الاربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٢٤: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص. أثناسيوس فهمى جورج
 
تصاعدت موجة الهيستيريا التكفيرية الموجهة ضد المسيحية والمسيحيين. تلك الكراهية المتحجرة في عقول دعاة الكراهية، هي المفخِّخات التي فجرت كنيسة القديسين، وهي الرصاصات التي ذبحت شباب نجع حمادي، وهي التي قتلت المئات من الأقباط الأبرياء في "الكشح" و"أبوقرقاص" و"ديروط" و"الأسكندرية" و"العياط" و"المقطم" و... كذلك هي الآفة الاجتماعية المانعة لوحدة ونهضة مصر، وهي المحرِّضة على شيوع الأحقاد ورفض التنوع والتعايش. ڤيروس الكراهية هو الذي حرق كنائس "إمبابة" وهو الذي هدم كنيسة "صول" وهو الذي حال دون تعيين مجرد محافظ قبطي... هذا الڤيروس هو الذي يشق وحدة الشعب عاموديًا، وهو الذي يفرق ويشرذم المصريين، ويصنِّفهم على غير أساس المواطنة المصرية، ڤيروس الكراهية هو الذي يقطع الآذان والأيادي ويفقأ العيون ويغتال كرامة البشر.
 
 الكراهية في الرؤوس قبل أن تُستخدم الفؤوس في "صول" و"العمرانية" و"عين شمس" و"أسوان"، كذلك اتِّباع نظرية الرِّيبة والمؤامرة والتحريض تجاه الأقباط هي التي أسست للإجرام والبلطجة ضدهم، وتسببت في التحامل العصابي القهري التخريبي تجاههم... بينما هؤلاء الأقباط الذين اتَّبعوا المسيح هم لا يستكبرون وهم أكثر مودَّة ورحمة، وهم فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، إنهم ليسوا كافرين ولا نصارَى لكنهم مسيحيون، ومسيحهم آية ورحمة للناس... مسيحهم هو كلمة الله وروحه... مسيحهم هو الوحيد المعصوم من الخطية، وهو لم يعرف خطية – كما قال عنه رسول الإسلام – وحده مسيحنا هو القادر على الخلق وعلى صنع المعجزات وعلى إقامة الموتى... وهو الديان والحَكَم المقسط. إنه هو الله الخالق القدوس الصانع العجائب وحده، ليس إله الغزوات والسفك والسلب والنحر والدموية، إنه إله الرحمة والحق والعدل والبر والمسامحة، ليس عنده قهر ولا فرض عين... دعانا لمحبة الأعداء وأوصانا بالصلاة لأجل المسيئين، وأمرنا بمباركة اللاعنين، وقد جعلنا فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة... أرسلنا لنكون نورًا وملحًا وسفراءً، مجاوبين عن سبب الرجاء الذي فينا، بوداعة وحب... بسطاء لكن حكماء... شهود وشهداء إلى المنتهى.
 
دعانا للتفكير لا للتكفير... دعانا للحياة ولحرية مجد أبناء الله، نرفض العبودية والاستعباد والتأخر والجزية وجناح الحريم، نرفضها بناسخها ومنسوخها، نرفض السبي والغزو والنهب والبلطجة والظلم والحرائق... نرفض الإرغام والقهر والسيف والرجم والخراب وجزّ الرؤوس وغرسها على الرماح... والقتل بالظن والشبه، وكسر الإنسانية وإراقة الدماء. 
 
لقد امتلأ الهواء وأشرطة الكاسيت والفضائيات وكل الأجواء بدعوات الازدراء والتكفير والتحقير، والتطوع لتفسير عقائدنا مما تسبب في شيوع الفُرقة والجهل الجماعي وانفراط العقد الاجتماعي بيننا كمواطنين، لكن هذه الدعاوَى لن تُخيفنا ولن تُثني عزمنا عن التمسك بالشهادة لإيماننا، متمسكين بمصر بلدنا وبأوَّلية مواطنتنا السبَّاقة والسابقة فيها.
 
فالأقباط يقدسون كل شبر من أرض مصر، ولاؤهم لها ليس محل مناقشة أو مساومة، وهو خارج السجال، وما يروَّج من تحريض ضدنا إنما هو يصبّ في الصراخ والعويل والتهييج ودق طبول الانقسام الوطني، فالنار إذا لم تجد ما تأكله تأكل بعضها بعضًا. أما نحن كأقباط لا نحلم إلا بعالم عادل وآمِن متخلص من موجات الكراهية: كُتبها ومرجعياتها وديماموجيتها الرخيصة. ونقول للتلفيين والظلاميين ودعاة الكراهية إننا هنا قدماء في مصر منذ فجر التاريخ، نحن قاعدون فيها... خالدون فيها... باقون أبد الدهور وسنبقى، هدفنا أن نعيش بكرامة وعدل ومساواة إلى المنتهى كما كنا منذ بداية التاريخ. ازرعوا وردة... ازرعوا ثمرة... ازرعوا بسمة... نظفوا عقولكم وقلوبكم، إنكم لا تعلمون ماذا تفعلون.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :