الأقباط متحدون - بالفيديو.. يوسف زيدان: عبارة لا اجتهاد مع النص صارت أداة قمع.. وعبارة المعلوم من الدين بالضرورة مصيبة
  • ٠٦:٥٠
  • السبت , ٩ مارس ٢٠١٩
English version

بالفيديو.. يوسف زيدان: "عبارة لا اجتهاد مع النص صارت أداة قمع.. وعبارة المعلوم من الدين بالضرورة مصيبة"

٣٩: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٩ مارس ٢٠١٩

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

يوسف زيدان: تشكيل البنية المعرفية لا يأتي بقرار جمهوري.. ويتم ببطء

كتب - نعيم يوسف

ناقش الدكتور يوسف زيدان، الكاتب والمفكر، في ندوة له بالمركز الثقافي الألماني، منهج "البنيوية"، وذلك تحت عنوان "أغلوطة التابوهات الثلاثة".
ما هي "البنيوية"

الجدير بالذكر أن "البنيوية"، هي: "منهج بحث مستخدم في عدة تخصصات علمية تقوم على دراسة العلاقات المتبادلة بين العناصر الأساسية المكونة لبنى يمكن أن تكون: عقلية مجردة، لغوية، اجتماعية، ثقافية. بالتالي فإن البنيوية تصف مجموعة نظريات مطبقة في علوم ومجالات مختلفة مثل الإنسانيات والعلوم الاجتماعية والاقتصاد لكن ما يجمع جميع هذه النظريات هو تاكيدها على أن العلاقات البنيوية بين المصطلحات تختلف حسب اللغة/الثقافة وأن هذه العلاقات البنيوية بين المكونات والاصطلاحات يمكن كشفها ودراستها. بالتالي تصبح البنيوية مقاربة أو طريقة (منهج) ضمن التخصصات الأكاديمية بشكل عام يستكشف العلاقات الداخلية للعناصر الأساسية في اللغة، أو الأدب، أوالحقول المختلفة للثقافة بشكل خاص مما يجعلها على صلة وثيقة بالنقد الأدبي وعلم الإنسان الذي يعنى بدراسة الثقافات المختلفة. تتضمن دراسات البنيوية محاولات مستمرة لتركيب "شبكات بنيوية" أو بنى اجتماعية أو لغوية أو عقلية عليا. من خلال هذه الشبكات البنيوية يتم إنتاج ما يسمى "المعنى" meaning من خلال شخص معين أو نظام معين أو ثقافة معينة. يمكن اعتبار البنيوية كاختصاص أكاديمي أو مدرسة فلسفية بدات حوالي 1958 وبلغت ذروتها في الستينات والسبعينات" -وفقا لتعريف موسوعة ويكيبيديا-.

تيار فكري
وأوضح "زيدان"، أن تيار "البنيوية"، يعتبر أهم تيار فكري يسود العالم، وظهرت في العديد من المجالات، مثل النقد الأدبي، حيث رأوا أن العمل الأدبي هو بنية قائمة بذاتها، وظهرت في الفلسفة أيضا، موضحا أنه لديه ملاحظة على "البنيوية"، أنهم يقولون بالقطع بين البنيات، وهذا ما حدث في المغرب في سنوات سابقة، ودعوتهم لوجود قطيعة مع التراث، لأن البنية المعرفية بين الأزمان اختلفت، ولكن هذه الدعوة لم تنجح في المغرب لأنها بلد تعتمد على التراث، ولا يوجد لديهم بنية معرفية جديدة، موضحا أن هذه الدعوة ربما تكون سببًا في ظهور جماعات الإسلام السياسي.

تشكيل البنية المعرفية
وأشار الكاتب والمفكر إلى أنه بالرغم من وجود عناصر معينة لتشكيل كل بنية معرفية، إلا أن البنية السابقة تتحول بمجملها إلى عنصر فاعل مع بقية العناصر الجديدة في تشكيل شكل مختلف، موضحا أنه على سبيل المثال إذا خرج اليوم شخصا ما على شاشة التلفزيون يقول "قال الله، وقال الرسول، الناس سوف تتقبله، ولكن من 50 سنة كان المصريين يسخرون من هذا النوع، ومن 100 سنة كان الوضع مختلفًا"، موضحا أن دلالات الاستشهاد بالنصوص الدينية اختلفت في ثلاثة أزمنة معرفية مختلفة، وأصبحت الآن "قال الله وقال الرسول حجة داعش، والأزهر، وهي أصلا مجلوبة من الماضي".

عبارة "الاختلاف رحمة".. ولا "اجتهاد مع النص"
ولفت إلى أن "الاختلاف رحمة" تقال حاليا ولكن في القرن الثامن الهجري لم يكن الاختلاف رحمة، وكان في الشام تقوم البلدان بحروب كبيرة بسبب الاختلاف بين المذهب الشافعي والحنفي، ولم يعرف في هذا الوقت أن مسلمًا شافعيًا، تزوج من مسلمة "حنفية"، مشددًا على أن تشكيل البنية المعرفية لا تأتي بقرار جمهوري، ولكنها تتمك ببطء شديد ومع متغيرات كثيرة من داخل وخارج المجتمع، ومن ضمن طرق تشكيلها الصيغ الجاهزة التي تم جلبها من بنية معرفية قديمة، ولكن بدلالة مختلفة، مثل "لا اجتهاد مع النص.. أنا معرفش مين اخترع العبارة دي.. بس اعرف كويس أوي إنها استقرت وتم تداولها بشكل واسع بحيث صارت أداة قمع.. ولا يخفى على أحد إننا نعيش بنية معؤرفية تغلب عليها النزعة القمعية.. ليس بمعنى القمع من الحاكم ولكنها بنية قمعية في ذاتها.. يعني الجارة إذا شافت جارتها خلعت الحجاب تقعد تمصمص في شفايفها.. وده نوع من القمع.. والاستهجان نوع من القمع الغرض منه العودة للتنميط"، موضحا أن المجتمع يستخدم الشتم والرفض والنقد، كنوع من التنكيس النفسي والمرضي لحالة هو يعاني منها.

علوم القرآن
وشدد على أن علوم القرآن هي أكثر العلوم إهمالا وتهميشا، ولا يوجد فيه إلا خمس كتب على الأكثر، مشيرا إلى أن هناك عبارات تدخل إلى لاعقل وتتحول إلى بناء إدراكي معين، مثل لا اجتهاد مع النص، وأيضا "المعلوم من الدين بالضرورة.. طبعا دي مصيبة.. العبارة دي في حد ذاتها مصيبة.. لأن الضرورة مفهوم فيزيائي طبيعي ومش مفهوم نفسي أو اجتماعي" مثل القول بأن الحديد يتمدد بالحرارة، فهو قانون ضروري، وهذا مفهوم لا يمكن سحبه على المعتقدات الدينية، وإلا كانت جميع الناس آمنت به.