بقلم / فادى يوسف
منذ فترة قريبة جداً كانت هناك مناقشات بينى وبين نشطاء أقباط وحقوقين ومنسقين لحركات قبطية وليدة العام فى رؤية لوضع الاقباط فى مصر منذ بداية الثورة المصرية التى شاركنا فيها بهدف مستقبل أفضل لمصر دون أن نعلم أننا مطالبون بدفع فاتورة الفوضى والانفتاح للتيارات الدينية المتشددة بكل تصريحاتها وأفعالها والتى عادت علينا بكامل الضرر
كانت تلك الجلسات هدفها أيقاف نزيف الدم القبطى المهدر فى الشارع المصرى بل وأرجاع للروح المصرية الحقيقية قبل الثورة والثورة هنا ليست ثورة 25 يناير لكن ثورة 23 يوليو والتى كانت أنطلاقه لبدء أحداث طائفيه يكون دايما طرف المعتدى عليه فيها هم من أسموهم بالاقلية
فكرنا فى وقف الاعتداءات شبه اليوميه على الاقباط وفى داخلنا أصرار قوى على امرين :-
أولا: عدم السماح أو التفكير باى طلب لتدخل أجنبى فى تلك المعاناة فنحن كاقباط وطنين قولا وفعلا
ثانيا: أن تكون جميع البدائل المتخذه كرد فعل على مبداء السلم و الا عنف فتلك صفاتنا وأيمان عقيدتنا الا نجازى شر بشر
ولكننا أستعرضنا تاريخ النضال القبطى الحديث والذى بداء بهتاف الكنائس وتطور منذ أحداث جريدة النبا عام 2001 الى أعتصام بالكاتدرائية لاكثر من خمسة أيام ومرورا باحداث أسكندرية والعياط وديروط وفرشوط وتغير التعامل من الاقباط كرد فعل على حوادث الاعتداء على أرواحهم وممتلكاتهم بعد ذلك الى الخروج فى الشارع وكانت أول تظاهره لنا أمام مكتب النائب العام بعد أحداث نجع حمادى وبهجورة ولم تاتى بنتائج منها حفظ حقوق الاقباط أو أنهاء حالة الاحتقان فى الشارع المصرى وذاد الامر سوء بعد أن دخلت وزارة الدخلية خصم فى القضية القبطية بشكل مباشر وأقصد هنا أحداث العمرانية المؤسفة والتى كانت على قطاعات الامن بالبلد مسؤلية الحفاظ على الاقباط بعد تهديدات مركز القاعدة وجماعات اسلامية مختلفة بالهجوم على الاقباط بعد حادثة سيدة النجاة بالعراق
ورغم سلبيات تلك الحادثة فيما فعلته الشرطة فى أبنائنا من القاء الحجارة والقنابل المسيلة للدموع عليهم والاستعانة ببلطجية ضدهم وحتى المصابون قاموه بالقبض عليهم وسجنهم لكن كانت هناك خطوة جديدة للاقباط وهى حفظ كرامتهم وحقهم فى بناء كنيسة لهم لم تخالف البناء وانما خالفت رغبت الدولة فى البناء
واتى علينا هذا العام الملئ بكاس الدم القبطى المسفوك فى الارض المصرية وكانت أحداث تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية فاعلة قوية لسمع أقوى صرخة قبطية مدوية عندما نزل اقباط مصر بالشوارع معلنين رفضهم بشاعة الحادث فربما الاقباط يعانون من حالهم ووضعهم والاضطهاد الواقع عليهم ولكن تلك الحادثة بالاخص جلعتهم ينفرون من عقول تفكر وتنفذ كيفية التخلص من الاقباط بتلك البشاعة
كل تلك الاحداث كانت ردود أفعالها الميدانية للاقباط هو التظاهر والوقفات الاحتجاجية بالشارع و حيثما يكون بيت الله فقلوب الاقباط هناك أيضا وكما قيل فى الكتاب المقدس غيره بيتك اكلتنى فحادث الاعتداء على كنيسة أطفيح وحرقها وهدمها والسطو على ممتلكاتها وعلى ممتلكات الاقباط بالمدينة كان حادث مختلف ورد الفعل عند الاقباط كان أيضا مختلف فأول مرة تبداء الانتفاضة القبطية كما أسميتها وأعتصم الاقباط أمام مبنى ماسبيرو لتسعة أيام متتالية وكان فى مقدرتنا أن نعتصم أكثر ولكن الاقباط كما لديهم أيمان بعقيدتهم ورغبة فى الحفاظ على مقدساتهم لديهم أيضا وطنية عالية لا توصف جلعتهم يقبلون بوعود وهمية تاركين الاعتصام وباحثين على تلك الوعود وتكررت الماساة بشكل أبشع بعد أحداث أمبابة وحرق الكنيسة وقتل الاقباط وما تبعه كالعادة من السطو والنهب على ممتلكات الاخرين منهم ورجعنا مرة أخرى للاعتصام أمام مبنى ماسبيرو لثلاثة عشر يوم جاءت بها وعود أكثر فصدقنا أكثر أن هناك فعلا ملاحقة للجناة وهناك قانون يمنع التمييز وهناك قانون مؤحد لدور العبادة وهناك وهناك ...... ولم يتحقق شئ
لقد سردت لكم تاريخ نضال الاقباط من أجل فقط أن يصلوه الى درجة المواطن المصرى له حقوق كما عليه واجبات ينفذها بلا أدنى شك
مر الاقباط بكل البدائل التى أفتراضناها وحدثت بالفعل عدا بديل أخير أيضا على مبداء أنه سلمى ولا عنفى هو الاضراب العام لكل الاقباط داخل القطر المصرى فبرغم التهميش الذى نعانيه الا أن الاقباط لهم دور كبير جدا ويصل الى ثلث موارد ومصادر الدولة من أعمال السياحة والاستراد والسيارات والذهب و المهن الطبية والهندسية والتجارية بالاضافة للاعمال الحرفية
نعم إضراب عام لكل من يعانى من قمع وأذلال وأضطهاد واضح وفاضح
أنا شخصيا أكتب تلك الكلمات وأفكر وتفكرون معى فى تلك الخطوة بكل حسرة وحزن على ما وصلنا اليه فى بلدنا الام مصر فكانت أخر كتاباتى ذكرت بها أننا لن نهاجر ونترك وطننا لاننا مصريون قبل أن نكون أقباط قبل أن يتم التعميد بالكنيسة كانت هناك شهادة ميلاد رسمية تثبت جنيستى ولكن أستخدم الاقباط كافة السبل السلمية والا عنف ولم يصدر منهم ولو لمرة كلمة أسترداد الحقوق بالقوة فرجاء على الدولة بكافة مسؤليها أن لا يدعوه الاقباط أن يقوموه بتصعيد رفضهم لما يحدث لهم فى أطار بالكامل سلمى الى إضراب عام ولكن بكل صدق وأمانة ستكون تلك الخطوة المرغمين نحن عليها هى الحل والسبيل الاخر لنا من أجل فقط أن نصل لدرجة المواطن المصرى بما تكفلة تلك الكلمة من حقوق فى أصدار قانون دور عبادة مؤحد وقانون ضد التمييز وأعطائهم الحق فى الصلاة وحرية الاعتقاد وحماية كنائسهم وبناتهم وأبنائهم والقبض على كل من حرض وأفتعل على أحداث طائفية قبل القبض على الجناة المنفذون لتلك الافكار الارهابية وبناء تعليم وأعلام يدعوه للتقرب لا للتفرق بين شركاء الوطن الواحد
وأخيرا لا تحزنى يا مصر يا أمنا الغالية فابنائك الاقباط لم ولن يتخذوه خطوة لارجاعك للخلف بعد أن قدموه لكى من علماء ومفكرين ومهندسين وشهداء أبهروه العالم أجمع وشرفوه هامتك العالية بتاج الكرامة ولكنهم حقا موجوعين بداخلهم لما بدر من أخوتهم فى الوطن ويريدون فقط أن ينالوه عن حق شرف مواطنين مصريين
وقد نكون فعلا الان وبعد أحداث كنيسة المريناب بأدفو نحاول أستخدام الطرق التقليدية السلمية لارجاع حقوقنا من خلال تنظيمنا لمسيرة تتحرك من دوران شبرا لنعلن من خلالها رفضنا للاعتداء المتكرر على مقدساتنا وكنائسنا والتخاذل التام من المسؤلين والامن وتضللهم للحقائق
فكونى يا بلدى الحبيبة شاهده علينا وعلى وطنيتنا