إسلام الشاطر
«وصلت إلى مكانة لم يصل إليها لاعب مصرى أو عربى أو أفريقى ولا أهتم بالسوشيال ميديا».. بهذا التصريح أصبح محمد صلاح المتكبر المغرور، بعد أن كان الشخص المتواضع الذي يحبه الجميع!!. ولكن هل وصل «صلاح» إلى مكانة لم يصل إليها أي لاعب مصرى؟، بالفعل هذا التصريح منه هو تصريح حقيقى وواقعى، فلم يصل أي لاعب مصرى إلى ما وصل إليه، وهل وصل «صلاح» إلى مكانة لم يصل إليها أي لاعب أفريقى أو عربى؟، أعتقد أن «محمد» جانبه التوفيق في اختياره لهذه الكلمات لأن هناك جورج وايا، نجم ليبيريا، أفضل لاعب في العالم في منتصف التسعينيات، وكذلك أفضل لاعب في أوروبا وأفريقيا في ذلك الوقت، وهناك أيضاً صامويل إيتو، الفائز بدورى أبطال أوروبا، وكذلك «دروجبا»، وهى مكانة لم يصل إليها «صلاح»، ورياض محرز، لاعب مانشستر سيتى الحالى، لاعب ليستر سيتى السابق، الفائز معه بالدورى الإنجليزى، وهو لاعب عربى فاز بالدورى الأقوى في العالم، وهذه مكانة لم يصل إليها أيضاً «صلاح»..
ولكن هل معنى ذلك أن «صلاح» أصبح متكبراً ومغروراً لمجرد أنه أخطأ في اختياره لبعض الكلمات باعترافه؟، العكس هو الصحيح، فمَن يعترف بخطئه هو إنسان يفكر جيداً ويعرف حدوده، وهنا يجب أن أوضح أن هناك فارقاً كبيراً بين التصريحات التي نسمعها في مصر وتصريحات اللاعبين أو المدربين في أوروبا، والتى اكتسبها «صلاح» من احترافه في أندية كثيرة، فمثلاً عندما سُئل «جوارديولا» عن دورى الأبطال هذا الموسم، قال إنه سوف يعمل على أن يفوز به، ولكن إن لم يستطع فسوف يحاول في العام القادم، وهو تصريح واقعى ومنطقى، ولكن هنا في مصر يضع أي مدير فنى عند سؤاله حسابات كثيرة في رده على السؤال، والواقع أن اللاعب أو المدرب المصرى اعتاد التصريحات البراقة التي تجعله قريباً من الجمهور دون النظر إلى الواقعية التي نراها في تصريحات المدربين واللاعبين في أوروبا، وبالتالى اكتسب «صلاح» هذه الواقعية حتى في تصريحاته، وإذا كان هناك لوم لـ«صلاح» فهو لوم المحب الصادق دون كراهية أو غرور، و«صلاح» يجب عليه تقبل ذلك لأنه يمتلك نسبة كبيرة من قلوب وفرحة المصريين هذه الأيام..
محمد صلاح بالنسبة للكثيرين ليس مغروراً وليس متكبراً، ولكنه دائماً يظل محبوب الشعب والملهم له في كل المجالات وسيظل كذلك، فرفقاً به حتى إذا أخطأ.. والاعتراف بالخطأ من شيم الكبار.
نقلا عن المصري اليوم