الأقباط متحدون - كيف عرف جمال عبد الناصر.. بزواج المشير عامر من برلنتى عبد الحميد
  • ٠٣:٤٣
  • السبت , ١٦ مارس ٢٠١٩
English version

كيف عرف جمال عبد الناصر.. بزواج المشير عامر من برلنتى عبد الحميد

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٤١: ٠٨ ص +03:00 EEST

السبت ١٦ مارس ٢٠١٩

المشير عامر وبرلنتى عبد الحميد
المشير عامر وبرلنتى عبد الحميد

عبد المنعم بدوى
كان جمال عبد الناصر أخر من سمع قصة زواج المشير الراحل عبد الحكيم عامر من ممثلة السينما برلنتى عبد الحميد ... وقد يبدو هذا عجيبا ! لأن الشائع بين الناس فى تلك الأيام أن عبد الناصر يستطيع وهو فى مكتبه بالقاهره أن يسمع دبيب النمله فى أسوان .

والواقع أن جمال عبد الناصر أنشأ بالفعل جهازا دقيقا للمخابرات وأستطلاع الرأى ، لايفوته دبيب النمله ، ولكن قناة الأتصال بينه وبين هذا الجهاز كان فيها من يملك أن يحجب عنه بعض المعلومات ... وكان هذا ماحدث فى قصة زواج المشير الراحل ، حيث تحالف أثنين من أخلص رجال عبد الناصر ( أحدهما سكرتيره الوفى محمد أحمد ) على كتمان القصه عنه .. والسبب الطريقه الدراميه المزعجه التى وصل بها النبأ اليهم ...

ذات يوم جاء كاتب معروف الى منزل جمال عبد الناصر فى منشية البكرى ، يطلب مقابلته لأمر هام .. قابله محمد أحمد ( السكرتير الخاص ) ورجل أخر لمعرفة هذا الأمر ، فروى الرجل قصة غريبه ...

قال : أنه متزوج من نجمه سينمائيه شابه ، وأنه دعى هو وزوجته الى نزهه خلويه فى أحدى أستراحات الفيوم ، التى كانت خاصه بالملك فاروق ، ووجد هناك عدد من الضباط والفنانات وفى مقدمتهم المشير عامر والفنانه برلنتى عبد الحميد ، وأضاف بأن أحد الضباط الحضور بدأ فى مغازلة زوجته ، وأخذ يمازحها بطريقه غير لائقه ــ فلما أعترض ، زجره المشير ونهره وقال له " أنه شرف لك أن يغازل زوجتك ضابط " . وضربوه علقه سخنه وطردوه بمفرده خارج الأستراحه ، وأبقوا على زوجته بالداخل ..!!

كان محالا طبعا أن تروى هذه الحكايه لجمال عبد الناصر ، طيب الرجلان خاطر الكاتب المعروف ، ووعداه بأبلاغ عبد الناصر بتفاصيل شكواه الفادحه ... لكنهم أتفقا فيما بينهما على عدم التبليغ .

ذهب محمد أحمد لمقابلة المشير ... وأذا بالمشير يقلب المائده ويفاجأه بما لايخطر على بال ... قال بعنفه وكبريائه وغطرسته المعروفه ..

ـ عيب الكلام ده يامحمد ... أنا راجل صعيدى ، لاأقبل الحرام ، وبرلنتى زوجتى على سنة الله ورسوله .

ذهل محمد أحمد لأن المعروف أنه عشيقا لها وليس زوجها ، وحقيقة ماحدث فى الأستراحه .. أن الكاتب المعروف كان على خلاف شديد مع زوجته الفنانه ، واللقاء كان للتفاهم على الطلاق ، لكنه طلب ثمنا باهظا للطلاق ، فثار عليه المشير .. وكان ماكان أن ضربوه وطردوه .

عندئذ فقط وبعد سماع الحكايه من المشير ، قرر محمد أحمد أبلاغ جمال عبد الناصر ، وتبين هذه الروايه بأن بعض مايجرى فى مصر كان يسمع به رجل الشارع قبل أن يسمع به جمال عبد الناصر ، وأن كثير من الحقائق كانت تحجب عنه .

لكن عزيزى القارىء ، ماهى ألا شهور قليله على هذه الواقعه وتحدث كارثه حرب يونيو 1967 ، والتى هزمتنا فيها أسرائيل شر هزيمه ، حيث بلغت خسائرنا البشريه فى خلال السته أيام الأولى من الحرب : خمسه آلاف شهيد ، وعشرة آلاف جريح ، وثمانية آلاف أسير ، والخسائر الماديه : أحتلال سيناء بالكامل ، وغلق قناة السويس ، وتهجير وترحيل وأخلاء ثلاث مدن القتال من سكانهم وهم بورسعيد والأسماعيليه والسويس ، وتدمير 95 % من معدات الجيش من دبابات ومدفعيه وطيران .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع