الأقباط متحدون - هلال وصليب وبلح زغلول.. مشاهد لا تُنسى في ثورة 1919
  • ٠٩:٢٤
  • السبت , ١٦ مارس ٢٠١٩
English version

هلال وصليب و"بلح زغلول".. مشاهد لا تُنسى في ثورة 1919

٣٥: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ١٦ مارس ٢٠١٩

ثورة 1919
ثورة 1919

الشعب المصري انتفض في السياسة والفن والحياة الاجتماعية

كتب - نعيم يوسف

تمر على مصر هذا العام مئوية ثورة 1919، والتي اندلعت في 9 مارس، عقب القبض على سعد باشا زغلول، في مظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية، واستمرت فعالياتها  إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر.

شكلت الثورة نقطة فاصلة في التاريخ المصري الحديث، ليس فقط من الناحية السياسية، بل امتد مفعولها إلى النواحي الاجتماعية والثقافية في البلاد، ونعرض لكم في السطور التالية أبرز المشاهد التي لا تُنسى وعاشت في وجدان الشعب المصري.


الوحدة الوطنية
تعتبر ثورة 1919 نموذجًا فريدًا، وأيقونة لامعة للوحدة الوطنية المصرية، وقد تجلى ذلك في عدة مظاهر، أولها شعار الثورة والثوار وهتافهم الصارخ "عاش الهلال مع الصليب"، بالإضافة إلى تبادل رجال الدين الخطاب في المساجد والكنائس، ولعل المشهد الأشهر هو القمص سرجيوس سرجيوس هو خطيب ثورة 1919 والذي كان أول رجل دين مسيحي يقف فوق منبر الأزهر الشريف ، وكان يعظ الناس ومعه الشيخ محمود ابو العبر، كان ينادى بالوحده الوطنيه ومقاومة الانجليز.


مشاهد الوحدة الوطنية لم تقف فقط عند المسلمين والمسيحيين، فكانت في ذلك الوقت هناك ديانة أخرى تعيش داخل المجتمع المصري أفرادها بعشرات الآلاف، وهي الديانة اليهودية، وقد ظهرت الوحدة الوطنية في أغنية شهيرة للشيخ سيد درويش اسمها "اوعى يمينك"، حيث تقول: "إن كنت صحيح بدك تخدم مصر أم الدنيا وتتقدم.. لا تقول نصراني ولا مسلم ولا يهودي ياشيخ اتعلم.. اللى أوطانهم تجمعهم عمر الأديان ماتفرقهم".

المرأة في الحياة السياسية
لأول مرة.. خرجت النساء في مظاهرات وانتشرن في كل ربوع مصر بملابسهن المصرية المميزة في ذلك الوقت، الأمر الذي أعطى زخمًا كبيرًا ليس فقط للحركة السياسية في هذا الوقت، بل التطورات الاجتماعية التي لحقتها حيث انتشر التعليم وارتقت أساليب الحياة عما كان قبل 1919 وحدثت نهضة أدبية وعلمية وصحفية، وخلال عامي 1918 و1919 اتسع نطاق الحراك الوطني ليشمل طبقات كانت بمعزل عنه كالموظفين والفلاحين وكذلك طبقة الأعيان والنساء.


الفن في وجدان المصريين
سخر الفن والفنانون المصريون ابداعاتهم في تحفيز الشعب المصري على الثورة على المحتل، وأروع نموذج في ذلك هي الأغنية الخالدة للفنان سيد درويش، والتي تقول: "قوم يا مصري مصر دايمًا بتناديك.. خد بنصري نصري دين واجب عليك"، بالإضافة إلى نشيد "بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي"، والذي أصبح فيما بعد نشيدًا رسميًا للدولة المصرية حتى الآن.


"بلح زغلول"
قرر المحتل الإنجليزي الانتقام من سعد زغلول ورفاقه، ليس فقط باعتقالهم ونفيهم إلى جزيرة سيشل، ولكن أمر بعدم ذكر أسمائهم، ولكنه لم يستطع المحتل مقاومة إبداع المصريين ليس فقط في الفن، بل الانتصار على قيود الاحتلال، وظهرت الأغنية الشهيرة: "بلح زغلول يا حليوة يا بلح" والتي ألفها بديع خيري، ولحنها سيد درويش، وغنتها الفنانة نعيمة المصرية.


التوثيق
رغم أن الثورة اندلعت عام 1919 ولم تكن وسائل التوثيق مثل التصوير والفيديو متاحة في جميع البلدان، إلا أن هذه الثورة حظيت بتوثيق يعتبر جيدًا بالنسبة لهذا العصر من خلال الصور ومقاطع الفيديو النادرة.