أبو السعود الإبياري .. جوكر الأفلام وموليير الشرق .. أراد الارتقاء بالفن فركضت وراءه بديعة مصابني بـ (المقشة)

كتب – روماني صبري

موليير الشرق
تحل اليوم الذكرى ال50 على رحيل أبو السعود الإبيارى ، من أهم من كتبوا للسينما والمسرح المصري ، أعماله تعكس خفه دمه ، كان كاتبا سينمائيا ، وصاحب فرقة مسرحية ، لقب بموليير الشرق ، الأستاذ مكتشف المواهب والنجوم ، عبقري الكوميديا ، الجبل الضاحك ، جوكر الأفلام ، الجبل المتدفق .

500 فيلم
قام الابياري بكتابة 500 فيلم للسينما المصرية ، أي ما يقارب 17 % من أفلام السينما المصرية ، النسبة كبيرة ، وذلك لان موهبته كانت كبيرة أيضا ، قال عنه النقاد أن الأعمال الكوميدية لم تكن تمثل له (لقمة عيش) ، بل كانت حالة طبيعية يعيشها ، حيث عرف عنه دائما خفه ظله وعشقه للضحكة وابتعاده عن الأجواء الكئيبة .


ابن باب الشعرية
ولد الابياري عام 1910 في حي باب الشعرية في محافظة القاهرة ، وكتب الزجل عندما صغيرا في مجلة (الأولاد) ، تأثر بالكاتب الكبير بديع خيري ، وقرر أن يسير على خطاه ، ما جعل خيري يشجعه ، وكتب الابياري مونولوجه الأول بعنوان (بوريه من الستات) للمونولوجست سيد سليمان ، وحقق نجاحا كبيرا وقتها ، ليذيع صيته في الوسط ، ما جعله يكتب اسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابني .

أول رواياته
وكتب الابياري أول رواية له في عام 1933 بعنوان (أوعى تتكلم) ، مستمدا قوته ومفرداته اللغوية من كلام المواطن المصري الذي يردده في الشوارع ، حيث كان يقضي أوقات طويلة من يومه في كازينو بديعة وهو يدخن التبغ .

العمل مع إسماعيل ياسين
قال الكاتب أحمد الإبيارى ، نجل أبو السعود الإبيارى في حوار له مع مجلة ألوان:  اللقاء الأول بين إسماعيل ياسين ووالدي غير معروف ، لكن الحقيقة أن والدي أعجب بالشاب السويسي الذي كان تجاوز العشرون عاما وقتها ، عندما نجح في إخراج الضحكات من الجمهور خلال تأدية المونولوجات الكوميدية في المسارح والأفراح الشعبية .

وأضاف ، بعد أعجاب والدي بموهبة إسماعيل ياسين الفنية، عرض عليه العمل في كازينو بديعة مصابنى، حيث لم يكن ملهى ليليا بالشكل المتعارف عليه  في يومنا الحالي ، بل كان شبيها بمسرح اسكتشات فنية وفقرات غنائية راقصة، وأوضح أن كازينو بديعة وقف على خشبته كبار النجوم مثل تحية كاريوكا، أنور وجدي وفريد الأطرش، متابعا ، وفي النهاية قبل ياسين العمل ، وحقق شهرة ونجاحا كبيرا .

المسرح مع ياسين
اقترح الابياري على بديعة مصابني ، أن يقدم مع إسماعيل ياسين أنواع كثيرة من الفنون ، مثل الاستعراضات والغناء والاسكتشات التمثيلية ، من خلال مسرحية وليس مونولوج كوميدي ، وافقت مصابني حيث كانت تحب كل أنواع الفنون وترحب بالأفكار الجديدة .

سعادة مصابني
بعد موافقة مصابني على اقتراح الابياري ، تعرضت لوعكة صحية دخلت على أثرها المستشفى ، وعندما تماثلت للشفاء وعادت وجدت أن الكازينو كامل العدد بسبب مسرحيات الابياري وياسين ، ما جعلها تشعر بالسعادة

الطرد من كازينو بديعة
ولان الفرحة لا تكتمل دائما ، اخبرها ابن أخيها الذي كان يدير الكازينو وقتها ، أن الجمهور لم يعد يقترب من البار ، لان جمهور المسرح يختلف عن جمهور المونولوجات ، موضحا لها أن جمهور المونولوجات لم يعد يأتي إلى الكازينو ، وحل محله جمهور المسرح الذي لا يفضل شرب الخمور خلال العروض الفنية ، ما جعلها تركض وراءهما بـ (مقشة) في شارع عماد الدين ، ليستقلا الترام هربا منها ، بحسب احمد الابياري .

الأغاني
وكتب الابياري عدد كبير من الأغاني ، ومنها إحنا التلاتة سكر نباتة غناء شكوكو وإسماعيل ياسين والفنانة شادية ، يا نجف بنور يا سيد العرسان لعبد العزيز محمود ، البوسطجية اشتكوا لرجاء عبده ، يا وله يا وله لعبد الغني السيد ، تاكسي الغرام لعبد العزيز محمود، استعراض العقلاء لإسماعيل يس ، يا حسن يا خولي الجنينة، واحد إتنين لشادية، عاوز أروَح لسعاد مكاوي ، معانا ريال غناء فيروز ، قالوا البياض أحلى ولا السمار ، ياعوازل فلفلوا غناء فريد الأطرش .
 
أفلامه
ومن الأفلام المصرية التي كتب لها الابياري السيناريو ، الفيلم الشهير سكر هانم بطولة الفنان عبد المنعم إبراهيم ، والزوجة 13، الزوجة السابعة، أنت حبيبي، نشالة هانم، حواء والقرد ، البحث عن فضيحة ، عفريتة هانم، صغيرة على الحب، شباب مجنون جدا، سر طاقية الإخفاء، المليونير، إسماعيل ياسين في الطيران ، مملكة النساء، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة ، ليالي الحب، صاحبة العصمة ، إسماعيل ياسين في جنينة  الحيوانات ، حلاق السيدات ، إسماعيل ياسين في حديقة الحيوانات ، إسماعيل ياسين طرزان ، هارب من الزواج, حب وعذاب .

الوفاة
وبعد وفاة الابياري في 17 مارس عام 1969 ، عرض له عدد كبير من الأفلام ، مثل البحث عن فضيحة بطولة عادل أمام وسمير صبري وميرفت أمين ، وزوجه وخمس رجال من بطولة الفنانة ماجدة .