الأقباط متحدون - الأنقلاب على الوحده بين ... مصر وسوريا
  • ١٥:٣٠
  • الثلاثاء , ١٩ مارس ٢٠١٩
English version

الأنقلاب على الوحده بين ... مصر وسوريا

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٣٠: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩

الأنقلاب على الوحده بين ... مصر وسوريا
الأنقلاب على الوحده بين ... مصر وسوريا

عبد المنعم بدوى
أعلنت الوحده بين مصر وسوريا فى 22 فبراير 1958 تحت أسم " الجمهوريه العربيه المتحده " ، كانت الوحده أحدى أحلام جمال عبد الناصر ، الذى أختير رئيسا للدولتين بالأجماع ، وأصبحت القاهره عاصمتها ، وتم توحيد البرلمان ، ومجلس الوزراء .

تم الأنفصال فى 28 سبتمبر 1961 ، بأنقلاب عسكرى سورى ممول ومدعوم من الأنظمه العربيه الرجعيه وعلى رأسهم المملكه العربيه السعوديه ، التى أزعجها قيام هذه الوحده بين البلدين ، وهو بمثابة تهديد لعروشهم وكراسيهم .

التاريخ : الجمعه 28 سبتمبر 1961
لأول مره يفاجأ الشعب المصرى بخطاب لجمال عبد الناصر يبث على الهواء مباشرة من الراديو الساعه السابعه صباحا ، يعلن فيه للشعب المصرى وقوع أنقلاب على الوحده فى سوريا .

ترجع الحكايه الى ماقبل ذلك بشهرين حيث تكاثرت التقارير التى تنبىء بوجود تدبير ما ضد الوحده ... لكن لم يعر أحد فى القاهره أى أهتمام لهذه التقارير . وعندما أعلنت أذاعة دمشق فى البيان رقم 9 " أنه بعد قليل سيذيع المشير عبد الحكيم عامر بيانا يعلن فيه عودة الهدوء والأستقرار ... أتصل به عبد الناصر من القاهره فى دمشق وبادره قائلا :

ــ أيه ده أللى سمعته ياحكيم ؟ .. هوه صحيح أنك حتذيع بيان بعودة الهدوء ؟

رانت فتره صمت ، وهو يستمع الى رد عبد الحكيم ، ثم قال :
ــ أوعى تعمل كده ! ماتخليهمش يضحكوا عليك .. ماتخليهمش يكرروا معك ما فعلناه أحنا مع الملك فاروق ... وأضاف ماتخفش أحنا بنحرك قواتنا لنجدتك ... !!!!

فى هذا الوقت كانت الأوامر بتجهيز قوات لتحريكها الى سوريا ، لحماية دولة الوحده من التمرد الأنفصالى الذى بدأ فيها ، وكانت تتضمن قوات من الصاعقه محموله جوا وقطع حربيه من الأسطول بقيادة " عبد المحسن أبو النور " ، حيث تسبقه قوات من المظلات يتم أسقاطها فى مطار اللازقيه ، ثم يهبط هو بطائرته فى المطار مصحوبا بكتيبه من قوات الصاعقه .

وكان الوقت الساعه 11 صباحا ، والمفروض أن يصل الى مطار اللازقيه قبل غروب الشمس ، لأن المطار لايصلح لأى هبوط بعد غروب الشمس .

وأليك عزيزى القارىء العديد من المفاجآت :
المفاجآه الأولى : هى عودة عبد المحسن أبو النور من سوريا دون أن يهبط فى مطار اللازقيه ... وبرر الأمر ببساطه ، أنه وصل بعد غروب الشمس ولم يعد ممكنا أن يهبط ، أما بخصوص الطائرات الأخرى المرافقه له والمحمله بالقوات ، ذكر أن واحده منها نزل جنودها بالبراشوت ، ولا يعرف شيئا عن الباقيات ...!!!

المفاجأه الثانيه : وصول المشير عامر الى مطار القاهره الساعه 7 مساء وهو فى حاله من الأعياء والعصبيه والذهول .

المفاجأه الثالثه : عند وصول عامر الى منزل عبد الناصر ، بدأت أذاعة دمشق تهاجم عبد الناصر وتسبه بأقذع الشتائم والسباب والألفاظ الجارحه .

وقف عبد الناصر صامتا ، يفكر بحزن ، ويبدو أنه كبر فى السن عدة أعوام ، وهو يسمع سبابه بأذنه من الشعب السورى الذى خرج يستقبله بجنون أسطورى قبل الوحده وأختاره رئيسا بالأجماع .

أمر عبد الناصر صدقى محمود قائد القوات الجويه بأبلاغها بأن يسلموا أنفسهم فورا لقيادة اللازقيه دون أطلاق رصاصة واحده وأن تعود باقى الطائرات برجالها .

لقد كان حادث ألأنفصال شهادة فشل واضح للنظام ، وللمشير بصفة خاصه ، حيث كانت محاولة الأنقلاب متوقعه ، وكان المفروض وهو فى دمشق أن يمسك بخيوط المؤامره ويبطلها لكنه لم يفعل ذلك ، وعندما حدث الأنقلاب بالفعل وبدلا من الأتصال بالضباط الوحدويين وتشكيل جبهه منهم للقضاء علىه ... ذهب بنفسه الى قيادة الأنقلاب فى مقرهم ليقبضوا عليه ويصبح رهينه بين أيديهم ، ظنا منه أنهم عندما يرونه سوف يتراجعون عن الأنقلاب .

كان على جمال عبد الناصر أقالة المشير من قيادة الجيش بعد هذا الفشل الزريع ، لكنه لم يحدث ، وتلك قصة أخرى وسر آخر من أغرب الأسرار الشخصيه لجمال عبد الناصر ورفاقه .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع