الحنين المضلل للماضى..

سامح جميل
مرت امس اربعة وخمسين عاما على رحيل فاروق اﻻول اخر ابناء اﻻسرة العلوية وقد حكم مصر لمدة 18عاما قبل ان يطيح به الضباط اﻻحرار..

وامتدت هذه السنوات من 1936 اثر وفاة والده فؤاد حتى يوليو 1952..فكيف يمكن تقييم هذه الحقبة من تاريخ مصر؟؟

ﻻيمكن فهم الملك دون العودة الى الدراسة التى كتبتها السيدة لطيفة محمد سالم ونالت عنها شهادة الدكتوراة ..وصدرت فى كتاب تحت عنوان "فاروق من الميلاد حتى الرحيل"..وهذه الدراسة تكشف الكثير والكثير من حياة الملك وصراعات القصر ودور اﻻحتلال اﻻنجليزى فى فرض رؤياه تعبيرا عن مصالحه..وعلينا ان ننتبه ان فاروق تولى العرش وهو فى السادسة عشرة من عمره اى انه كان فتى مراهقا حين آل اليه حكم مصر وان اباه لم يكن يتحدث العربية اﻻ بصعوبة مثل جده اﻻكبرىمحمد على..

ونلاحظ حجم الحنين للعصر الملكى خاصة فى موقع الفيس بوك والذى يكشف حجم الرفض الشديد للحاضر والخصام المستمر مع المستقبل وهى مشكلة عويصة يجب ان يبحث علماء اﻻجتماع لها عن حل..فعصر فاروق لم يكن عصرا ذهبيا وﻻيحزنون ..

نعم كانت هناك قلة تمكنت من اﻻستحواذ على ثروة البلد وعاشوا فى قصور منيفة..

وعدد المصريين عام 1950 كان يقترب من ال19 مليون نسمة منهم 16 مليون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻻيعرفون القراءة وﻻ الكتابة ..وهؤﻻء ﻻيملكون ثمن حذاء واحد يحشرون فيه اقدامهم .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
ولعلكم تعلمون انه فى عام 1950 اعلن عددا من الموسرين عن انشاء مشروع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمكافحة الحفاء ..اﻻمر الذى يكشف البؤس الذى ساد المصريين فى عهد فاروق ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومع ذلك ﻻيمكن اغفال ان فاروق ولد بعد ثورة 1919 بعام واحد فقط ..وهى الثورة التى بدلت احوالنا تبديلا ..

ليتنا نتخلص من الحنين المضلل الى الماضى لنجيد قراءة الحاضر ونستشرف المستقيل..!!