الكاتب
جديد الموقع
العطاء عند القديس أنبا أبرآم
بقلم :د. فكرى نجيب أسعد
يوافق يوم 10 يونية عام 2014 م بمشيئة الله العيد المئوى الأول على نياحة القديس العظيم أنبا أبرآم رجل العطاء وصديق الفقراء، وهو ما يتطلب منا بالإعداد لهذا الأحتفال من الآن، فكلما زادت فترة الأعداد له زادت قيمته. أقترح فى هذا الشأن أن تتضمن الخدمات الكنيسية لمختلف الأعمار موضوع كل عام عن القديس ثم يتم جمعها بواسطة الجان المركية وحذف ما هو مكرر منها ووضعها فى كتب تتناسب مع كل فئة عمرية لتتضمن سيرته العطرة ومواهبه الروحية وفضائله وأعماله ومعجزاته وأقواله. وتعتبر فضيلة العطاء أهم فضيلة أتسم بها القديس ومن سماتها التى تؤكدها الأحداث أذكر الآتى :
محبة بلا تمييز :
+ فى أحد ولائم المحبة التى كانت تقيمها المطرانية للشعب ، أقام الطباخ مائدتين : إحداهما من السمك المقلى الكبيرللأغنياء والأخرى من السمك الصغير للفقراء، وإذ دخل الأنبا أبرآم تطلع إلى المائدتين وفى حزم نادى الطباخ وأمره قائلاَ : " ضع من الأثنين فى الأطباق ... من يأكل فاليأكل من هذا ليس عند الله أغنياء وفقراء بل الكل واحد أمامه " .
+ فى مرة أستدعى إحدى الراهبات لتكرس حياتها لخدمة الفقراء ، وفى أحد الأيام نزل الأنبا أبرآم من حجرته ليفتقد أولاده المحتاجين وهم يأكلون ، وكانت دهشته أن يرى الطعام المقدم له أفخر مما يقدم له فساوره الحزن ، وللحال أقال الراهبة من خدمتها .
إلى آخر قرش وبلا تأجيل :
+ فى أحد الأيام دخلت إليه إحدى الفقيرات تشكو حالها ، وإذ مد يده تحت الوسادة كالعادة ليعطيها فلم يجد شيئاَ فلم يؤجل عطائه لها إلى الغد ، فقام وقدم لها شالاَ جديداَ كان قد أهداه إليه أحد أبنائه . وفى اليوم التالى دخل صاحب الشال إلى أبينا وسأله عن الشال فأجابه : " الشال فوق يا ولدى " وهنا أظهره صاحب الشال قائلاَ له : أنه اشتراه من السيدة الفقيرة ليعيده إليه . وهكذا فى حنان تطلع إليه قائلاَ له : " ربما تكون ظلمتها ياولدى ! " اجابه الشخص قائلاَ : " لا ياأبى ، بل أعطيتها ثمنه بالكامل ! " وإن ما حدث بالنسبة للشال تكرر أيضاَ بالنسبة للفراجية القديس.
+ فى حادثة أخرى جائته يوماَ أمرأة وأخبرته بأنها وأولادها فى حاجة إلى غطاء لأن البرد شديد ، وهى لا تمتلك ما تشترى به لحافاَ ، ولم يكن لدى الأنبا أبرآم فى هذا اليوم سوى لحاف واحد ، فنادى تلميذه وأمره بإعطاء هذا اللحاف إلى المرأه المسكينة ، فاحتج تلميذه بأنه اللحاف الوحيد، وأن الشتاء مازال فى أوله ولكن أحتجاجات التلميذ ضاعت هباء ، فأذعن التلميذ على الرغم منه وأعطاها اللحاف.
أن تكريم القديس لا يجب أن يقتصر على تدشين الكنائس والمذابح باسمه المبارك وإقامة التماجيد له ، والأحتفال بعيد نياحته كل عام والأعداد لعيد نياحته المئوى وأن نكرم جسده المبارك ، وتعليق صورته فى بيوتنا وأعداد نتيجة حائط فى عيده المئوى ، والأعتراف بأنه قديس وضمه إلى المجمع المقدس فى القداس الإلهى والسنكسار ، وكتابة سيرته فى مؤلفات وغير ذلك بل يجب أن تمتد إلى أكثر من ذلك بالتخفيف عن آلام أحبائه وأصدقائه الفقراء من خلال أقتناء فضيلة العطاء.
ومن أقوال أبائنا القديسين عن العطاء أذكر :
+ الرحمة بالآخرين فضيلة سامية يسر بها الله . وهى صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرأ ونبلاَ أنها من صفات الإله . فكونوا رحماء كما أن أباكم الذى فى السموات هو رحيم .
+ الرحمة تصعد الإنسان إلى علو شامخ وتعطيه دالة بليغة عند الإله .
+ من يفتح بابه للمعوزين يمسك فى يده مفتاح باب الإله. ومن يقرض الذين يسألونه كافئه سيد الكل .
+ الفقير يمد يده متسولاَ ، لكن الإله هو الذى يقبل صدقتك .
+ لا تظن أن أموالنا تنقص أو تتبدد عندما نعطى منها صدقة للمساكين . بل تتضاعف متكاثرة وتنمو متزايدة .
+ أن فقد العطاء عنصر " المحبة " ، فقد كيانه ووجوده ، وتحول إلى عمل بشرى ذاتى يعطل حياه الإنسان
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :