أقامت ساقية عبد المنعم الصاوي ندوة حول النظام الإعلامي في "مصر"، شارك فيها كل من: الخبير الإعلامي "ياسر عبد العزيز"، والكاتب الصحفي "سعيد شعيب"، الذي أكَّد أن نقابة الصحفيين في عهد "مبارك" كانت كباقي النقابات والأحزاب لا تقوم بدورها الرئيسي في خدمة وحماية الصحفيين، بل كانت مجمعًا للخلافات والنزاعات، ووصل الأمر إلى أن المرشحين في الانتخابات داخل النقابة كانت وعودهم للصحفيين عبارة عن إيجاد خطوط تليفون وشقق سكنية، معربًا عن استيائه من أن ملاك الصحف أصبحوا يحددون من يدخل النقابة، لان الحزب الوطني كان يشترط قبل الثورة وجود عقد للصحفي من أجل الانضمام للنقابة. 

 

ومن جانبه، أشار الخبير الإعلامي "ياسر عبد العزيز"، إلى أن نقابة الصحفيين هي جزء من النظام الإعلامي في "مصر"، ويجب عليهم من أجل تحرير الصحافة أن يحرروا الصحفيين أولًا، رافضًا الدعوات التي تنادي بتفكيك منظومة الإعلام التابعة للدولة في "مصر" أو خصخصتها في الوقت الراهن، لجملة من الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مؤكِّدًا أن منظومة الإعلام التابعة للدولة تعاني من افتقاد الرؤية، والتخبط المهني، والعجز عن منافسة وسائل الإعلام الخاصة، والعجز عن الوفاء بأدوارها، رغم أنها تنطوي على أسماء براقة وتاريخ مهني عريق، وتمتلك كوادر مميزة يمكن استغلالها استغلالًا جيدًا لتحقيق تقدُّم في الأداء، وأضاف: "يجب الانتظار لحين تشكيل نظام سياسي مستقر يحظى بدعم شعبي وبرلماني يمكِّنه من اتخاذ قرارات صائبة حيال وسائل الإعلام القومية".

 

وحول مبادرة "القضاء على إعلام التمييز الديني"، قال الكاتب الصحفي "سعيد شعيب" في تصريح خاص لـ"الأقباط متحدون": "إن هذه المبادرة تهدف إلى الحد من التمييز بكافة أشكاله، وفي الخطاب الإعلامي بوسائله المختلفة، وأهمها: التمييز على أساس الدين والعقيدة، ومعالجة القضايا الدينية في مصر، خاصةً تلك التي تحوَّلت إلى عمليات صراع عبر وسائل الإعلام، وإصدار تقارير دورية تُنشر على الرأي العام لضبط الأداء المهني والإعلامي، إلى جانب تحديد معنى واضح لإزدراء الأديان؛ حتى يتسنى محاسبة المخطئ في ظل انتشار هذا الكم الهائل من القنوات الدينية، والتي لا يمكن أن يعفى بعض منها من التسبب في حالة الاحتقان والفتنة الطائفية في الفترة الأخيرة، وسرعة إصدار قانون موحَّد ينظم البث الفضائي والأرضي في مصر، لمواجهة إعلام الفتنة الطائفية"، مطالبًا القنوات الدينية، الإسلامية والمسيحية، بالتخلي عن سياساتها السابقة، والاندماج في المجتمع بروح ايجابية بناءة؛ خوفًا من نشوب حرب بين هذه القنوات الدينية، معتبرًا أن معضلة هذه القنوات أنها "تسيِّس" الدين وتديِّن السياسة.

 

واستطلعت "الأقباط متحدون" آراء بعض المشاركين في الندوة حول دور الإعلام في تغلغل الاحساس الطائفي، حيث أجمع المشاركون على دور الإعلام في تغلغل الاحساس الطائفي، وذلك بتصدير الدين في عناوين أي خبر، حتى عندما تكون الديانة ليس لها أي دخل بالمشكلة، لزيادة مبيعاتها، مشيرين إلى أن الإعلام ساهم بشكل رئيسي في إشعال ما يسمَّى بالفتن الطائفية، وإلى ضرورة استئصال التطرف والتعصب من وسائل الإعلام التي لها أثر بالغ وعميق على المواطن المصري، فالإعلام يجب أن يتعامل مع الوحدة الوطنية على أنها "خزان وقود"، إما أن يشعل الوطن أو يحرِّك قاطرته للأمام، وأكّدوا على دور الإعلام في نشر روح التسامح والعدل الاجتماعي، والايمان التام والمطلق بأهمية الاختلاف والتنوع الذي يساعد على إثراء الحياة، وأهمية تحري الدقة والحقيقة في كل خبر صحفي قبل نشره في وسائل الإعلام، للقضاء على التمييز ضد أي فئة من فئات المجتمع المصري. فيما عبّر بعض المشاركين عن عدم خشيتهم من المد السلفي ولا الإخوان المسلمين، وأنهم على ثقة في أن الثورة المصرية التي قضت على الفساد والظلم قادرة على القضاء على أي مد سياسي على أساس ديني.