الأقباط متحدون - عيد الأمهات الشريرات
  • ٠٧:٢٨
  • الخميس , ٢١ مارس ٢٠١٩
English version

عيد الأمهات الشريرات

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٥٣: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٢١ مارس ٢٠١٩

 عيد الأمهات الشريرات
عيد الأمهات الشريرات
ماجده سيدهم
والمرزولات والموتى وهن على قيد الحياة 
.
على الرصيف المقابل من حفاوة الاحتفال بالمثاليات .. توجد لدينا أعدادا غفيرة من نساء يحملن أيضا لقب ماما ..أمي .. أمة .. فهن مابين أمهات أنانيات.. مصابات بعقم الأمومة إذ لم يحسن تربية أولادهن ولم يرعين بيوتهن.. وبين أمهات وجدن أنفسهن في مهب الضياع قسرا وتحت نير استغلال الشوارع ..
 
ولكل منهن حكاية .ولكل منهن علامة تشوه محفورة بملامحها المشردة و والتي تنطق بالموت المتكرر .. كلها منبعها القهر والجهل والاغتيال المعنوي فأصبحن عبارة عن كومة من الهزيمة المتحركة لإصابة أي أخر بذات الألم الذي يعشنه 
 
هناك من دمرت وخربت وانتهكت بل وقضت على حياة أولادها أو حياة أولاد زوجها من أخري ..من حولت أيام صغارها إلى كابوس متكرر انتقاما ربما أو زجت بهم للشوارع أو الملاجيء إرضاء لرجل ..
 
من استغلت أولادها وبناتها في التسول والنشل والممارسات الأباحية .. وقذفت برضيعها بين أكوام القمامة ..وأخفت موت أي من أطفالها لتستمر حصته في بطاقات التموين ..من فاض بقلبها الحقد ومرارة الكراهية فدفعت وافتخرت بأولادها في الجهاد ضد الحياة ليتحولوا إلى قتلة ومخربين ومثيري شعب ..
 
من فشلت أن تخرج من منظومة الضياع حين احتقرها المجتمع وسحقتها أفكارة العنصرية لصالح أصحاب المال والنفوذ ..واستغلها كل حقير عابر لتعاود سبيلها مجددا بأكثر شراسة وانتقاما وغلا ضد كل شيء حتى نفسها حتى أبنها إذ ماتت بداخلها كل الحواس
 
هكذا يصبحن شريرات وغليظات القلب غير مستحقات لشرف الأمومة . .
 
غير أن كلهن مجروحات ..ضائعات ..ضحايا متهدلات.. متشوهات ..مرعوبات ..مشوشات ذهنيا ..منقادات بشراهة للنزوات الرخيصة ..فلا يعرفن شيء غير لذة الأنصياع للشر والأنتقام والتهور فهن المختلات نفسيا 
 
كلهن نتيجة وسببا مباشرا لتكرار ذات النتيجة البائسة ..ليس مبررا للتبرئة من جرائم موجعة بقدر ماهو إشارة إلى حجم المأساة وعمق القهر والازدراء الذي مورس عليهن ..
 
هؤلاء كثيرات ويتزايدن في قاع القهر 
يقول جبران "ووجدت المرأة كالقيثارة من لم يحسن العزف عليها ستسمعخ انغاما لاترضيه ." 
 
لذا عوضا عن ازدرائهن آن أن نلتفت ونهتم بتلك المشكلة الخطيرة من أجل حياة أفضل لتلك النساء أو الأمهات المقهورات ..
 
آن الوقت أن يكون الفن والجمال والقيم الإنسانية هي الأسلوب القومي لتقويم السلوك كله وتربية الحس وتهذيب الوجدان والوازع الأخلاقي للمجتمع كله ولتلك النسوة بشكل خاص كي يدركن كم هن موتى وهن لازلن على قيد الحياة ولايعرفن ماذا يعني قيد الحياة ..
 
كل يوم والأمومة معافاة من غير الجديرات للغريزة الصالحة ..
 
الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد