كتبت:سامية عياد
الصلاة الحقيقية هى الصحو لذكر الله كما هو مكتوب "اسهروا وصلوا" ، فالذهن يصحو فلا يتشتت فى أفكار قريبة وبعيدة ويلتصق باسم الرب من خلال الصلاة وخاصة الصلوات القصيرة ..
هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "الصلاة .. قوتنا" ، موضحا أن الصلاة القصيرة هى صلاة يسوع الداخلية المتواصلة وفيها ذكر اسم يسوع بصورة مستمرة بلا توقف باللسان والقلب والفكر فى صيغتها الأساسية "أيها الرب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطىء" ويعبر الآباء عن قوة هذه الصلاة بقولهم "قوات الظلام لا تخشى شىء كما تخاف صلاة القلب الداخلية" ، والقديس غريغوريوس يقول عنها "يلزم أن نبدأ وننهى كل عمل بأن نقدم لله صلاة قصيرة ، نقدم القلب وكل ما نعمله، الله لا ينظر الى القليل الذى نصنعه ، ولكن الى المشاعر التى تحركنا.." .
ومن تداريب الآباء على الصلاة القصيرة ، اجعل الصلاة شغلك الشاغل وكل عطية صالحة من الله تأتى ، تدرج فى هذه الصلاة القصيرة حتى تصير على وزن التنفس ، حين تجلس للمائدة أعط جسدك قوته ، وروحك القراءة ، وقلبك الصلاة، وهناك ملاحظتان يجب وضعهم فى الاعتبار عند الصلاة سواء القصيرة أو الصلوات المتنوعة مثل المزامير أو الألحان أو الترانيم أو التسابيح ، الأولى : الدموع تنعش صلاتك وتشعرك بلذة روحانية فائقة لأنها دموع التوبة التى تحرق الخطية ، الملاحظة الثانية : القراءة الروحية مصدر الصلاة الطاهرة ، لذا اجتهد أن تقرأ أكثر مما تصلى واختار بمشورة أب الاعتراف ما يناسبك من كتب روحية .
الهدف الرئيسى للصلوات والطلبات هو الخلاص الأبدى ، وكل ما يقود إليه لأن احتياجات الإنسان الضرورية هى الخوف من دينونة الله ، كره الخطية ، حب الفضيلة ، التوسل لله باستمرار .
ليتنا نتعلم الصلاة بعمق قلبى ، الصلاة القصيرة التى فيها نذكر اسم الرب يسوع دائما فى داخلنا فى كل وقت ، فالصلاة فاعليتها بعمقها وليست بكمها...