الأقباط متحدون - اللوحة الوحيدة التي حبست صاحبها ..
  • ٠٣:٠٤
  • الأحد , ٢٤ مارس ٢٠١٩
English version

اللوحة الوحيدة التي حبست صاحبها ..

سامح جميل

مساحة رأي

٢٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩

 لوحة الكورس الشعبى
لوحة الكورس الشعبى
بقلم: سامح جميل
اللوحة رسمها الفنان المصري الكبير عبد الهادي الجزار ..نهاية الاربعينات .. و أسماها رعاياك يا مولاي ..
 
امر الملك فاروق بتقديمه للنيابة العامة بتهمة العيب في الذات الملكية .. حكمت عليه المحكمة بالحبس عدة شهور قضاهم في السجن..
 
وهى لوحة الكورس الشعبى ..او "الجوع"..التى رسمها عبد الهادى الجزار..
 
الذى عاش مهموما بالفقراء، وسخَّر ريشته للتعبير عن آلامهم. وكانت لوحته «الكورس الشعبي» أو «الجوع»التي شارك بها في أول معرض له صرخته النابعة من إحساسه بآلام الناس في حياتهم اليومية.
 
واللوحة تضم مجموعة رجال ونساء وأطفال يقفون حفاة صفا واحدا، ويرتدون ملابس بالية، وإحدي النساء مُنقَّبة، وأخري عارية، والثالثة شعرها أشعث، والرجال بملابس نسائية دلالة علي هوانهم، وأمامهم جميعا أطباق فارغة، ينتظرون طعاما لا يأتي، وعلي وجوههم بؤس وحيرة، في مشهد إجمالي يعكس واقع أغلبية المصريين آنذاك، في إسقاط سياسي واضح علي فساد الحكم، ويظهر شجاعة «عبد الهادي الجزار» في مواجهة الظلم، وكان لا يزال وقتها شابا صغيرا.
 
ولد الجزار 1925 بحي القباري الشعبي في الإسكندرية، بالقرب من الميناء، وتفتح وعيه علي العمال والشيالين في غدوهم ورواحهم علي هامش الحياة، وفي حي السيدة زينب بعد انتقاله إلي القاهرة، تأكد أن لا اختلاف بين معاناة هنا ومكابدات هناك، حتي امتلأ وجدانه بهم وتسابقوا إلي ألوانه، فازدحمت لوحاته بملامحهم، وتناثرت فيها رموزهم اللافتة، وأحزانهم لدرجة أقلقت النظام الملكي، حين قاسم أستاذه «حسين أحمد أمين» (1948) معرضا نظمته «جماعة الفن المعاصر» التي شارك بتأسيسها مع آخرين، وعرض لوحته « الجوع» أو « الكورس الشعبي»، وكتب جملته الشهيرة « هؤلاء هم رعاياك يا مولاي»، وانقلبت الدنيا، واعتقل شهرا هو وأستاذه، وصودرت اللوحة، وأُلغي المعرض، وكانا أول تشكيلين يُعتقلان بسبب لوحة، وتدخل الفنانان الكبيران «محمد ناجي»و«محمود سعيد» الذي تربطه مصاهرة بالملك فاروق، وكانا من أشهر فناني عصرهما، فأُفرج عنهما بعد أخذ تعهد علي الجزار بعدم تكرار فِعلته، والعجيب أن اللوحة الأصلية اختفت ولم يعرف مصيرها حتي الآن، وأعاد الجزار رسمها سنة 1951 واقتناها متحف الفن المصري الحديث بعد ثورة يوليو...!
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد