الأقباط متحدون | نهاية من يتحدى الكنيسة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٣ | الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٤ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نهاية من يتحدى الكنيسة

الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١١ - ٤٦: ٠١ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  مدحت ناجى نجيب

تستند تعاليم الكنيسة على الوعد الإلهى القائل " كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك فى القضاء تحكمين عليه " ( اش17:54) ، ومن هذا الوعد الصادق والآمين مرت الكنيسة القبطية بأعنف وأشد العصور قسوة وإضطهاداً وعبرتها بسلام وخرجت بشهداء كثيرين وبقيت هى إلى الآن تقف شامخة بين السماء والارض ، كل يوم على استعداد لتقديم مزيد من الشهداء ، لأنها تؤمن جيداً بأن الموت ما هو إلا قنطرة ذهبية يصل بين الخالق والمخلوق ، لذلك علمت كل أولادها المسيحيين عدم الخوف من الموت لأنه مجرد انتقال ، فلا تيأسوا وتحزنوا مما يحدث حولنا الآن من هدم للكنائس والتشهير بالكتاب المقدس كذباً وإفتراءاً ، لكنى أؤمن بالوعد القائل " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " (مراثى أرميا 37:3 ) ، ولذلك أنظر وتأمل فى هذه الأمثلة الهامة وفى هذه العصور التى مرت بها الكنيسة وتآمر بعض الرؤوساء والفلاسفة على إعلان الحرب على المسيحية وكتابها المقدس فكانت نهايتهم " وقد كان " :
قال " نيرون " هذا التعليم المسيحى لا يدخل بلادى ، إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : لابد وأن يكرز بالانجيل فى كل المسكونة . وقد كان .
قال " دينثيون " فلتمت المسيحية ..فليبطل التبشير بها ،إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول . وقد كان .
قال " ديغلا الطاغية " يجب أن تهدم جميع الكنائس ، إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : على هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها . وقد كان .
قال الفيلسوف الملحد "دافيد هيوم " إننى ألمح غروب شمس المسيحية ، لكن هذا الفيلسوف لم يستطع أن يفرق بين الغروب والشروق ، فالذى ظنه إنه غروب كان شروقاً ، فإلى الآن المسيحية تنتشر وسط كل انحاء العالم ، والغريب جداً أن بيت هذا الملحد تحول فيما بعد الى " مقر اجتماع لجنة الكتاب المقدس " .
إما " فولتير " تحدى المسيحية فقال : لقد بدأت المسيحية بإثنى عشر رجلاً ، وأنا وحدى سوف أفنيها ، لكن هذا الرجل المتعجرف والمتغطرس مات ولم يعلم إن بيته سوف يتحول إلى مخزناً للكتاب المقدس ، تملأ نسخاته حجرات بيته من الأرض إلى السقف .
" جوليان" هو امبراطور وثنى عمل على قتل المسيحيين ، رسم صورته على وجه العملة وعلى الوجه الاخر كتب " سأمحو المسيحية " ، لكن هذا الطاغية مات تحت التراب وبقيت المسيحية تنتعش يوماً بعد أخر . إن الموت هو نهاية كل من يتحدى الكنيسة.إما الحياة الابدية هى بداية حياة جديدة لمن يقدم نفسه هدية للاستشهاد .

" دقلديانوس " الذى حول كل ارض مصر والاسكندرية إلى بحور من الدم ، وخرجت الكنيسة من هذا الاضطهاد قوية متماسكة ظافرة سليمة تعيش إلى اليوم خالدة ، لانها لا تخاف من أى إنسان حتى وان كان ملك ، لأن ملكها واحد وهو المسيح الذى قال أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر أمين .
وبرغم كل الظروف التى مرت بها الكنيسة من اضطهاد وضيق ، إلا انها وقفت ثابتة شامخة رفعت زخيرة الصلاة الحية إلى السماء ولا يمكن على وجه الاطلاق ، ان تتحول الكنائس ذات يوم ، الى اية ثكنات او ترسانات او معسكرات تدريب او مراكز تجنيد لأى فعل سىء لاتخاذ موقف سلبى ضد الاخر الذى يتناحر معها ، فالكنيسة واحة للامن والامان والسلام والاطمئنان ، تصلى من اجل السلام لكل العالم ، لانها تسلمت الحب من المسيح . وسوف تظل على علاقة حب مع الآخر حتى النهاية .

لقد وقفت الكنيسة تدافع عن المسيحية وتصارع جميع القوات الشيطانية على مدى العصور مستاسرة كل فكر إلى طاعة المسيح فتضاءلت وصغرت أمامها جميع الصعاب والتهديدات.

هذه رسالتى إلى أقباط مصر : لا تضطرب قلوبكم مما يحدث حولكم ، فالله قادر أن يحول الشر كله إلى خير ، لا تظنوا إن الله عاجز عن أن يخلص ، لكنه ينتظر الوقت المناسب .. والوقت قريب جداً .. انظروا إلى تاريخ الكنيسة هو تاريخ إضطهاد وإنتصار ، فلا يوجد عصر مرت به الكنيسة دون إضطهاد ، هى تعودت كذلك على المر ، لكن مع المر يوجد إنتصار ، الاستشهاد هو سمة المسيحية ، وطالما إنك مسيحى فينبغى لك أن تحترق كاالبخور لتفوح رائحتك الذكية ، فالآلم هو محك الايمان . وكما تختبر المعادن بالنار. كذلك تختبر الفضائل بالآلام والضيقات. لقد كانت الأضطرابات العنيفة التى قاستها المسيحية برهاناً على أصالة فضائلها .فقد يتكلم الإنسان كثيرا عن الفضائل . لكن هذا لا يعنى أنه إنسان فاضل إلا إذا برهن على الفضيلة عملياً بحياته. وهكذا كان شهداء المسيحية عبر كل العصور.
أن عظمة المسيحية هى فى مسيحها، نعم فهى ليست كلام نظرى يسهل أن يكون متناقض. بل هى روح وحياه لآنها صادرة من مصدر الحياة ذاته.فهى خالدة وباقية لأن مؤسسها خالد ودائم إلى الأبد،أسس كنيسته بالدم وها هى الآن تسير على خطى سيدها .

لا تيأسوا فالمسيحية لا تهتز بهدم الكنائس وتدميرها ، إلا انها تزداد قوة ومعونة من هذه الضيقات ، فالله قادر على التغيير فى لحظة ، وثورة 25 يناير كانت أكبر رد قوى على حادث كنيسة القديسين . إلى هنا اعاننا الرب ..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :