الأقباط متحدون | جابر عصفور: الدولة الدينية تقوم على التعصب وتحتكر معرفة الفضيلة ولا تسمح بالاختلاف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١١ | الخميس ٦ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٥ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

جابر عصفور: الدولة الدينية تقوم على التعصب وتحتكر معرفة الفضيلة ولا تسمح بالاختلاف

الخميس ٦ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الأمية الثقافية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تزيد من خطر التطرف
الترجمة لم تعد ترفًا فكريًا بل حاجة إنسانية ملحة للتقريب بين الشعوب
أهمية تعاون الحضارات والانفتاح على ثقافة الآخر بعيدًا عن أشكال الصدام
نجاح التطرف في إقامة دولة دينية سينهي الحضارة العربية بازدهارها وتسامحها
الترجمة وسيلة لفهم الآخر في زمن السلام والحرب

كتبت: ميرفت عياد

عقد مجلس أمناء المركز القومي للترجمة، أول اجتماع له برئاسة د. "عماد أبو غازي" وزير الثقافة، بحضور الدكتور "معتز خورشيد" وزير التعليم العالي، والدكتور "جابر عصفور" وزير الثقافة الأسبق، ولفيف من المثقفين والنقاد والكتاب، وذلك بهدف مناقشة الموضوعات المتعلقة بسياسات الترجمة في المركز، حيث دعا دكتور "عماد أبو غازي" لتبني خطة تسعير جديدة للكتب من خلال زيادة الكميات المطبوعة لخفض التكلفة مع إتاحتها في مكتبات الوزارة بأقاليم مصر المختلفة.


إضافة حقيقية للقارئ العربي

في البداية أوضح دكتور "فيصل يونس" -مدير المركز- أن المركز ترجم أكثر من 900 عنوانًا خلال السنوات الأربعة الماضية، كما يبذل الكثير من الجهد لوضع خطط جديدة لتسويق إصداراته وإتاحتها للجمهور، وكيفية التعاون مع دور النشر الخاصة، وبيع وتسويق الكتب إلكترونيًا، وتطبيق معايير الجودة، إلى جانب أعداد جيل جديد من المترجمين الأكفاء في العديد من اللغات، معربًا عن أهمية الدور الذي يلعبه المركز القومي للترجمة، الذي تم إنشاءه عام 2007، حيث أن إصداراته تمثل إضافة حقيقية للقارئ العربي، وتغطي كل مجالات المعرفة والمواضيع الراهنة، والتناول العلمي الدقيق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعالم، فضلًا عن طرح السؤال حول إشكاليات العلاقة مع الغرب، في امتدادها الراهن وعمقها التاريخي.

بناء جسر ثقافي بين‌ اللغات
وحول دور الترجمة في حوار الحضارات؛ أشار دكتور "فيصل يونس" لأن الترجمة لها مدلولات ومعان إنسانية لتواصل البشرية عبر آلاف السنين، مؤكدًا على أهمية تعاون الحضارات فيما بينها، والتحاور بهدوء بعيدًا عن أشكال الصدام والأحكام المسبقة، والانفتاح على ثقافة الآخر من خلال بوابة الترجمة التي لا تعد ترفًا فكريًا، بل حاجة إنسانية ملحة للتقريب بين الشعوب، مؤكدًا أن الترجمة بمثابة سياحة‌ عبر المكان‌ لبناء جسر ثقافي بين‌ اللغات، حيث كانت‌ الشعوب‌ القديمة‌ تهدف من‌ الترجمة‌ التعرف‌ على‌ آداب‌ وحضارة‌ بعضها بعضًا والاطلاع‌ والاستفادة‌ مما وصل إليه الآخرون‌ في‌ مجالات‌ المعرفة المتنوعة.

 

 

دعم الدولة المدنية

وعن التخلف الثقافي والاجتماعي الذي يواجه الأمة العربية أوضح دكتور "جابر عصفور" في تصريح لـ"الأقباط متحدون" أن هذا يرجع إلى عدة عوامل؛ أهمها الحكومات الاستبدادية التي لا تسعى لخير شعوبها، وإنما تسعى لحماية مصالحها، أما العامل الآخر فهو التطرف الديني الذي يعمل على تدمير الدولة المدنية والمجتمع المدني، ولو نجحت هذه المجموعات المتطرفة في إقامة دولة دينية ستكون نهاية الحضارة العربية بازدهارها وتسامحها، مشيرًا إلى أن الدولة الدينية تقوم على التعصب، وتحتكر معرفة الفضيلة، ولا تسمح بالاختلاف.
مؤكدًا على أن خطر التطرف يزداد بسبب الأمية الثقافية بالدرجة الأولى، وبسبب الإحباط الاجتماعي والسياسي والأزمات الاقتصادية، ومن هنا تأتي أهمية دعم الدولة المدنية، وتقوية المجتمع المدني، وممارسة الديموقراطية وفتح مجال أوسع لحرية الرأي والتعبير، وتحقيق العدل الاجتماعي.

الانفتاح على الآخر واحترام ثقافته

ومن جانبها قامت جريدة "الأقباط متحدون" باستطلاع آراء بعض الذين يعملون فى مجال الترجمة الذين أجمعوا على أن واقع الترجمة في العالم العربي بوجه عام سئ للغاية، ويتسم بالفوضى والعشوائية، فالترجمة بمثابة السفينة التي تقع على عاتقها نقل حمولات الحركة الثقافية عبر العالم، كما أن الترجمة وسيلة لفهم الآخر في زمن السلام والحرب، فالترجمة هي الأداة التي يمكننا بها مواكبة الحركة الفكرية والثقافية في العالم، وتأتي أهمية الترجمة في تدعيم التواصل الأخلاقي والثقافي مع "الآخر"، مما يساهم في تجاوز التعصب والعصبية، وتكريس الانفتاح على الآخر واحترام ثقافته، وتنمية روح الثقة والتسامح بين الأفراد والجماعات، وتنمية روح الإخاء والتعاون الإنساني وتكريس فلسفة حقوق الإنسان، وتفعيل القواسم المشتركة، مما يؤدي إلى إزالة بؤر التوتر والعداوة التي غالبًا ما يغذيها التقوقع والانعزال، والجهل بالآخر، ومن هذا المنطلق يطالب العديد من المترجمين الدولة بإنشاء أكاديميات متخصصة للترجمة لا تقبل سوى المبدعين في هذا المجال، مثلما هو الحال في أوربا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :