كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والباحث مؤمن سلام، حول توقيع الرئيس الأمريكي ترامب مرسوم يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السورية، أولاً لابد لكل عاقل أن يسأل ما القيمة القانونية لاعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان؟
وأوضح سلام في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، وفقًا للقانون الدولي الجولان أراضي سورية محتلة والضفة الغربية وقطاع غزة أراضي فلسطينية محتلة، وبالتالي أى اعتراف بسيادة أو نقل لسفارة هو معدوم قانونًا، فهذا وضع لا يمكن تغييره إلا إذا اتفق أطراف الصراع على خلاف ذلك، بمعني مثلا حدوث تبادل أراضي بين إسرائيل وفلسطين، أو موافقة سوريا مثلاُ على ترك جزء من بحيرة طبريا لإسرائيل، هنا لا يملك القانون الدولي إلا الإقرار بالاتفاق واعتباره موقف قانوني جديد لهذه الأراضي.
وبهذا تكون وثيقة اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على الجولان مجرد إضافة إلى ورق التواليت في البيت الأبيض.
وتابع سلام، طيب إذا كان الأمر كذلك، فلماذا وقع ترامب هذه الوثيقة؟ إنها أسباب سياسية كما أشرت من قبل، وكما قلت لكم دائمًا المتطرفين يقوي بعضهم بعض.
فهو يحاول تقديم مكسب سياسي لنتنياهو الذي يصارع من أجل البقاء في منصبه وخاصة والانتخابات الإسرائيلية على بعد أسبوعين، وكذلك يحاول هو الحصول على بعض الدعم الشعبي من المتطرفيين الأمريكيين سواء كانوا مسيحيين أو يهود، في ظل المشاكل التي يواجهها.
أيضًا وهو الأهم فهذا يقوي قوى التطرف القومية والدينية في فلسطين وسوريا ولبنان، وقد انطلقت بالفعل في حنجوريتها وبيانتها النارية المزلزلة لقاعات الفنادق، ورغم معرفة اليمين الإسرائيلي الحاكم بنحجورية هذه التصريحات فهو يستغلها دعائيًا لتخويف الناخب الإسرائيلي لكى يبتعد عن اليسار الإسرائيلي والقوى الداعمة للسلام ويصوت لليمين القومي والديني.
وطبعًا سيكون يوم سعد نتنياهو لو قام حزب الله بضرب صاروخ أو اثنين على شمال إسرائيل رداً على قرار ترامب، هنا سيشعر المواطن الإسرائيلي أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يقدر على نصر الله إلا نتنياهو بل ربما ليبرمان. خاصة أن صواريخ حماس الكارتونية لم تستطع حتى الأن احداث مثل هذا الانقلاب في الرأى العام الإسرائيلي، نعم أدت الصواريخ الحمساوية إلى زيادة في شعبية نتنياهو لكنه يظل في مأزق.