
سحر الجعارة تكتب.. «شيرين» وجرائم القتل الخطأ!
مقالات مختارة | سحر الجعارة
الاربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٩
سحر الجعارة
لم أستطع أن أتعاطف مع المطربة شيرين عبدالوهاب، ولا أن أتقبَّل اعتذارها، ولم أعتبر مناشدتها للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال مداخلتها التليفزيونية مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامج «الحكاية»، وهى تقول: «ارتكبت خطأ.. أنا آسفة، أناشد السيد الرئيس والدنا كلنا، وأستنجد به ضد المؤامرة المدبرة ضدى، لا أصدق أنه يتم التشكيك فى وطنيتى، أصبحت أشعر بالاضطهاد، أنا مثل ابنته».. لم أعتبر كلامها إلا نوعاً من الابتزاز السياسى، الذى أعلم جيداً أنه غير مقبول، خاصة أن العاصفة التى فجّرتها منظورة أمام المحكمة الآن!
لم أصدق دموع «شيرين» ولا ادعاءها بوجود «مؤامرة»، فشيرين هى من تتآمر على «شيرين»!.. لأنها لا تعرف قيمة الجمهور الذى صنعها، ولا قدر البلد الذى منحها شهرتها، وأطلقها لسماء النجومية، لأنها ببساطة «جاهلة»، وليست -كما تدّعى- «ساذجة»، فأخطاء «شيرين» لا تُعد ولا تُحصى، ولن تتوقف، ليس لكونها «عفوية»، بل لأنها عديمة الثقافة وتصر على الفذلكة والمكابرة ومناطحة الكبار.. وهو سبب كافٍ للقضاء على أى موهبة.
لو تذكرت «شيرين» حى القلعة الذى خرجت منه، وصورتها الشهيرة وهى تقبّل يد المنتج نصر محروس كى لا يمنعها من الغناء لخرقها العقد المبرم بينهما، والذى كان يقضى باحتكارها فنياً لعدة سنوات، قبل أن تجرى عدة جراحات تجميل وتمتلك الملايين التى تسمح لها بارتداء الألماس والملابس «السينيه» لتصبح «نجمة»، وتقول لنا: «أنا خسارة فى مصر».. لعرفت أنها أصبحت «خسارة لمصر»!
فعندما تتحدث كل صحف العالم عن الأزمة التى أحدثتها فى حفلتها بالبحرين، حين قالت: «أيوه كده أقدر أتكلم براحتى عشان فى مصر اللى يتكلم بيتسجن».. والتى اعتبرتها صحيفة «Telegraph» البريطانية دليلاً على أن بلدها لا يحترم حرية التعبير، بعدما قام الفنان هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية، بوقفها عن الغناء لحين التحقيق معها الذى قد يتم خلال نشر المقال، وبدلاً من أن تقدم لنا «شيرين» مذكرة تفسيرية عما قالته، وتعلله على «إنستجرام» قائلة: «أنا كنت بتكلم عن موقف شخصى لما هزرت على المسرح من قبل ورُفعت عليّا دعاوى وصدر حكم بسجنى سنة وسددت الكفالة، واستأنفت واتلغى الحكم فى الاستئناف، وبعدين اترفع عليّا جنحة مباشرة عن نفس الواقعة، واتحكم فيها بعدم اختصاص القضاء المصرى بما وقع فى الشارقة، هذا ما كنت أقصده، والله أعلم بالنوايا».. كان لا بد أن ترسل هذا الرد لوكالة «Associated Press» الأمريكية، أو لصحيفة «The Washington Post»، ولما سمّته «القنوات المعادية».. وأن تذكّر جمهورها بأن هذه الدعوى كانت بسبب «الذنب» الذى ارتكبته حين وقفت على خشبة المسرح فى حفل بدولة الإمارات، وردت على إحدى المعجبات التى طالبتها بأغنية «ما شربتش من نيلها»، قائلة: «هيجيب لك بلهارسيا». وتابعت شيرين ساخرة بقولها: «اشربى إيفيان أحسن»، فى إشارة منها لنوع من المياه المعدنية!
هل يبدو كلامى بالغ القسوة؟.. الحقيقة أنها تردد دائماً أنها «سفيرة لمصر»، لكنها أصبحت «سفيرة ضد مصر»، فمرة لا تعرف أن مصر قضت على مرض البلهارسيا وتضرب نهر النيل (أهم معالمنا السياحية) فى مقتل.. ومرة أخرى تمنح «أعداء مصر» تصريحاً رسمياً من مطربة لها وزنها بأن مصر تعادى الحريات، وهى بالفعل قضية «أمن قومى» وتسىء لسمعة مصر وصورتها أمام العالم.
ولا أدرى لماذا تصر «شيرين» على الاستظراف وإلقاء الإفيهات وكأنها «مونولوجيست» وليست مطربة، لدرجة أنها كانت على وشك إحداث قطيعة بين مصر وتونس عندما وقفت على مسرح «قرطاج»، ومازحت حضور الحفل قائلة إن ابنتها تطلق اسم «بقدونس» على «تونس»، وقتها أعلنت أنها ستوقف انفلات لسانها على المسرح.. لكن الواضح أن حمى القفشات تنتابها عند مواجهة الجمهور!
أنا لا يعنينى كثيراً معاقبة «شيرين» فى نقابة الموسيقيين أو بحكم قضائى، أنا مهمومة بضياع موهبة حقيقية وحنجرة ذهبية، فكان يجب على «شيرين» أن تركز فقط فى الغناء والعمل على تطوير نفسها فنياً.. وأن تصمت حتى تتعلم «آداب الحوار».
يجب أن تكف «شيرين» عن افتعال أفلام «الاضطهاد» الهابطة، فعندما مرت بأزمة عائلية قررت وقتها نشر صورة وهى تبكى وبدون مكياج، وأعلنت فيها اعتزال الغناء، ثم تراجعت عن القرار بعد ارتباطها بتقديم برنامج تليفزيونى وكذلك مسلسلها «طريقى»!.
«شيرين» تصر على أن تكون «نجمة عشوائية»، بلا تثقيف أو تعليم، وعقب كل سقطة مزرية، تظهر على الجمهور باعتذار يبتز مشاعر الناس لأنها «غنت لمصر وشهدائها»!!
يجب أن تتوقف «شيرين» فوراً عن «الخروج عن النوتة الموسيقية»، وأن تغنى فقط، فرصيد الفنان لدى الجمهور قابل للنفاد، وإن كانت إهانة مصر التى صدرت عنها مثل جريمة «القتل الخطأ»، فالوجه الآخر للجريمة أنها تنتحر فنياً حين تقف مغيَّبة أمام الجمهور.. وهو الجمهور الذى أهانته وجرحت معه البلد الذى صنع مجدها!
نقلا عن الوطن