قصة «نصرة» بائعة المناديل.. جمعت بين زوجين وألقت طفلها في النيل (تفاصيل صادمة)
حوادث | المصرى اليوم
الاربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٩
وأثمرت تلك الزيجة العرفية عن إنجاب طفل اسمه سيف، وعاش الزوجان المخالفان للقانون في منطقة جزيرة محمد بالوراق.
هنا بشارع الإمام الشافعي، وقعت الجريمة البشعة، قتل الطفل أحمد إثر تعذيبه على يد زوج الأم «العرفي»، وشاركت الأم في حمل جثة ابنها وإلقائها نهر النيل من أعلى كوبري الساحل، ولم يتم العثور على الجثة إلى الآن.
قبل 4 أشهر بالتمام، حضر المتهمان إلى المنطقة، ارتاب الناس في المنطقة المتواضعة في سلوك الزوجين، لاحظا عدم خروج عبدالعزيز إلى عمل، وتكشّف لهم أن الزوجة تتسول وتبيع المناديل بإشارات المرور، وتنفق على العربجي.
كان محروس يحيى، الرجل الخمسيني، والذي يقطن بالعقار المواجه لمنزل المتهمين، ضمن الجيران الذين شهدوا تعذيب الطفل أحمد.
لم تمر أيام على تلك الواقعة، حتى رأى «يحيى» المتهم يكهرب الطفل أحمد في عينيه، ويشعل النيران بولعة السجائر في أنف وقدم الصغير: «مارس كل أنواع التعذيب البشع بحق الطفل ويستحق الإعدام شنقًا».
يوم الجمعة الماضي، أطل يحيى من شرفة شقته، ليزعق في المتهم: «حرام عليك يا بني آدم، الواد هيموت»، وما نزل الرجل من شقته حتى فوجئ بجلوس المتهم أمام عتبة منزله، واضعًا يده على وجهه، كأنه في مصيبة لم يعرف طريقًا لحلها.
يشير إلى أن عملية التعذيب يوم الجريمة استمرت لنحو 5 ساعات: «بعد خروج أم الطفل أحمد للتسول من الساعة 10 صباحًا حتى العصاري».
حضرت نصرة يوم الجمعة، على غير عادتها عقب صلاة العصر، قال المتهم لها: «بقولك إيه مش عاوزك تحزني ابنك قتلته من الضرب».
أحضر المتهم «عبدالعزيز» عربة «كارو» من شخص شهرته «روبي»، وحمل بمعاونة نصرة جثة الصغير وسط أكوام القمامة، وألقيا بالجثة بمياه نهر النيل من أعلى منطقة تسمى المغارة بكوبري الساحل.
فوجئ يحيى باختفاء الزوجين المتهمين عن منزلهما، فراح يسأل عن صاحب العربة الكارو، وقال له: «بقول لك إيه، عبدالعزيز مديون ليّ بـ500 جنيه، ولازم يحضر دلوقتي».
يقول الشاهد على الجريمة، إنه عمل بتلك الحيلة لحضور المتهم إليه، وبالفعل جاء إليه لاستطلاع الأمر، لتحضر الشرطة وتلقي القبض عليه، بعدما شرح «الشاهد» للمباحث ملابسات الجريمة: «أنا شوفته بيعذب الطفل. وجاب عربية كارو، وهرب وزوجته أم الطفل».
أجبر عبدالعزيز على الاتصال بزوجته أم المجني عليه، حيث كانت تتسول في منطقة المظلات بشبرا الخيمة، وبحضورها وما رأت الشرطة، قالت: «والله العظيم عبدالعزيز اللي قتل ابني».
وأضافت نصرة: «أنا خوفت أبلغ بالجريمة، لأني أصلاً ارتكبت جريمة الجمع بين زوجين»، وأقرت بما جاء بأقوال شاهد العيان يحيى.
جمع من الناس كانوا يشاهدون المتهمين يمثلان جريمتهما، ومن بينهم محمد السيد، والذي قال إن الأم المتهمة اعترفت بأنها تتسول كل يوم، وزوجها المتهم عبدالعزيز يتحصل منها على مبلغ 20 جنيها، وعلبة سجائر، وسيجارة حشيش، ذلك بالإضافة إلى الأكل والشرب.
يؤكد السيد أن الأم المتهمة كانت تترك طفلها أحمد، المجني عليه، مع المتهم والذى كان يقيد يديه وقدميه بـ«جنزيز» ويعذبه حال رغبته في الطعام أو الشراب، فيما كانت تصطحب معها الطفل سيف الرضيع، ابن المتهم، كى تتسول به.
بعيون يملؤها الخوف، تحدث أطفال جزيرة محمد عن الجريمة، وقالوا: «كنّا بنخاف من الراجل عبدالعزيز، لأنه كان بيضرب أحمد جامد، وهو كان بيفضل يصرخ جامد».
تمنت سيدات المنطقة لو كان المتهمان تركا لهما الطفل المجني عليه، كي يقمن بتربيته: «حرام هو حد يقتل الضنا. طب كنّا نربيه إحنا».
قالت وردة خلال حديثها إلينا: «الضباط قالوا ليّ ربي إنتي الواد ده بدل ما يتبهدل، وهو ما فعلته».
وردة أكدت أن لديها من الأبناء أربعة، وأن الطفل سيف يعتبر هو الخامس: «أنا مستعدة أربيه لكن أحتاج إلى مساعدة من أهل الخير»، لتشير إلى ضيق ذات اليد: «زي ما إنتوا شايفين بيوتنا متواضعة».
كشف لفيف من الأهالي عن أن المنطقة التي شهدت الجريمة تنتشر بها الأعمال الإجرامية من دعارة واتجار في المخدرات: «الشرطة تيجي لينا ونشاور لهم على المناطق الإجرامية».
ليشيروا إلى أن المنطقة التي اختبأ بها المتهم بقتل الطفل صاحب الـ5 سنوات، اسمها الغيط، وتعرف بانتشار المخدرات، ولا يستطيع غريبًا أن يدخلها على قدميه: «على طول ينضرب بالنار من قبل الخارجين على القانون».
عقب ذلك، أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة، برئاسة محمد شرف، بحبس المتهم «العربجي» 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، واحتجاز وقتل طفل قاصر، وكذا حبس الأم المتهمة أيضًا لاشتراكها في الجريمة، والجمع بين زوجين.
وكلفت النيابة شرطة المسطحات المائية بالبحث عن جثة الطفل، المجني عليه، كما أمرت باستدعاء والد الطفل المجني عليه والبحث والتحري عنه في محافظة الفيوم.