الأقباط متحدون | ستيف جوبز... وداعًا لعبقري حقيقي!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٨ | الجمعة ٧ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٦ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ستيف جوبز... وداعًا لعبقري حقيقي!

إيلاف - كتب: صلاح أحمد | الجمعة ٧ اكتوبر ٢٠١١ - ٢٢: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 فقدت كلمات كثيرة معانيها بسبب كثرة استخدامها في مناسبات تستدعيها وفي غيرها. ومن هذه صفة «عبقري» التي تنطبق حقا على قلة قليلة من الناس.. ومن هؤلاء ستيف جوبز الذي يستحقها بجدارة لا جدال حولها.

لندن: بسبب الثورة التكنولوجية التي أحدثها، قورن ستيف جوبز بعظام من أمثال توماس اديسون وألبرت آينشتاين وولت ديزني، وقطعت محطات العالم الإذاعية والتلفزيونية برامجها العادية لبث نبأ وفاته عن 56 عاما حافلة بالإبداع والمجد.

لم يكتف جوبز (1955 – 2011) بالهيمنة أزمانا طويلة ومختلفة على صناعة التكنولوجيا عبر شركته التي جعل منها لوقت وجيز الأكبر من نوعها في العالم، وإنما فعل هذا بدون حاجة الى «القيادة من الخلف» كما هو الحال مع البقية.

ووفقا للعديد من التحليلات التي خرجت بها وسائل الإعلام الدولية بعيد إعلان وفاته فثمة أمران تميز بهما هذا الرجل: الأول سعيه الى «الجمال في التكنولوجيا»، والثاني إصراره الجبّار على الاعتماد فقط على غريزته. وكان بكل هذا يسعى للانعتاق مما تريده الجماهير بناء على ما سبق أن تداولته، وصولا بها الي ما تريده حقا بدون أن تعلم أنه ممكن.

وهكذا اتيح للعالم أن يشهد ثورة تكنولوجية وراء الأخرى من اختراعاته وتصاميمه: من الـ«آي بود» مرورا بالـ«آي فون» ووصولا الى الـ«آي باد». وربما كانت الفكرة الضمنية التي يمكن وضعها في عبارة «أنا أعلم منكم بما تحتاجون» مرفوضة في حال أتت من أي شخص آخر كونها تنطوطي على درجة عالية من الاستعلاء. لكنها كانت مقبولة من ستيف جوبز لأن ما أتى به الينا كان هو ما نبحث عنه بالضبط ولكن بدون أن نعلم.

ولا شك في أن نفوذ جوبز كفرد يعتبر أكبر أثرا من ذلك الذي أحدثه عبر شركة «أبل». فقبل بروز نجمه، كانت ساحة الأجهزة التكنولوجية تعرّف نفسها بالحاجة العملية فقط وبدون ما يدعو الى اللمسة الفنية والجمال. وبالطبع فقد غيّر جوبز هذا المفهوم فصارت التكنولوجيا «جميلة أيضا»، وفتح هذا الباب أمام مد من المواهب في الخلق الفني والتصميم الغرافيكي والتسويق ما كانت ليأتي اليه من أي سبيل أخرى.


مكانة بارزة في التاريخ

ستيف جوبز هو المؤسس المشارك وكبير المديرين التنفيذيين لشركة «أبل كومبيوتر»، وكان كبير المديرين التنفيذيين في شركة «بيكسار» لإنتاج أفلام رسوم الكومبيوتر المتحركة حتى اشترتها شركة «ديزني» عام 2005. وتاريخه في عالم الأعمال ثري ومتفرد وبالتالي مثير للجدل. ويعتبر أكبر إنجازاته في عالم الكومبيوتر خلطه الموفق بين الاتجاه العملي والمظهر.

وقد أحدث جوبز، مع شريكه المؤسس ستيف ووزنياك، ثورة في عالم الكومبيوتر الشخصي في أواخر السبعينات. وفي مطالع الثمانينات كان بين الأوائل الذين اكتشفوا القيمة التجارية لأنظمة تشغيل الكومبيوتر بالرسومات والتصاميم والفأرة بدلا عن طباعة الأوامر أو إصدارها باستخدام لوحة المفاتيح.

على أن «أبل كومبيوتر» أطاحته عام 1985 بسبب تعدد الشكاوى من مزاجه الحاد المتقلب وأسلوب إدارته الشرس. فأسس شركته «نيكست كومبيوتر» واشترى شركة «بيكسار» من المخرج السينمائي جورج لوكاس بخمسة ملايين دولار (باعها في ما بعد لديزني بمبلغ 7.4 مليار دولار، أي أنه حقق ربحا بنسبة 1479 في المائة) ثم عاد إلى «ابل كومبيوتر».

وكانت هذه العودة إحدى أنجح القرارات في تاريخ العالم التجاري. فبنهاية التسعينات صارت منتجات الشركة البيضاء اللون الجميلة التصميم موضة في حد ذاتها يحرص على اقتنائها أصحاب الذوق الرفيع الذين لا يضعون الشكل في مستوى أدنى من المضمون (مثلما هو الحال مع الكومبيوتر الشخصي «بي سي» الذي يعمل بنظام «ويندوز»). وفي السنوات التي تلت، استطاع هذا العبقري ذو اللمسة الذهبية أن يبيع للعالم 60 مليون جهاز «آي بود» ومليار أغنية عبر التنزيل الإلكتروني و45 مليون برنامج تلفزيوني أيضا عبر التنزيل الإلكتروني وأكثر من 10 ملايين جهاز «آي ماك». وهكذا ارتفعت قيمة السهم في «أبل كومبيوتر» في الفترة بين 1997 و2006 خمسة أضعاف من 16 دولارا إلى 90 دولارا.

بطاقة شخصية

ولد ستيفن بول جوبز في 24 فبراير (شباط) 1955 بسان فرانسيسكو، كاليفورنيا، ابنا غير شرعي لأم أميركية، جوان كارول شيبله، وأب سوري من حمص، هو عبد الفتاح جون جندلي، الذي كان في دراساته العليا وصار في ما بعد بروفيسورا في العلوم السياسية. وبعد اسبوع من ولادته قررت والدته التي كانت طالبة جامعية التخلي عنه فتبناه بول جوبز وزوجته كلارا، من ماونتين فيو، كاليفورنيا، وسمياه ستيفن بول جوبز.

تلقى جوبز تعليمه الابتدائي والثانوي في «كويرتينو ميديل سكول» و«هومستيد هاي سكول» على التوالي، إضافة الى تلقيه محاضرات مسائية بشركة «هيوليت باكارد» في باول آلتو، كاليفورنيا. وسرعان ما منحته الشركة وظيفة في العطلة الصيفية فعمل الى جانب ستيف ووزنياك.

عام 1972 تخرج جوبز في المدرسة الثانوية والتحق بكلية «ريد» في بورتلاند، اوريغون، لكنه هجر الدراسة بعد موسم واحد. ومع ذلك لم يقطع علاقته بالكلية إذ تلقى فيها عددا من الدورات التعليمية منها دراسة الخط. وعام 2005 خاطب خريجي الكلية مشيرا الى تلك الأيام قائلا ان الفضل في تعدد خطوط نظام «ماك» والمسافات المتناسبة لحروفه يعود بشكل تام لدراسته الخط بالكلية في ذلك الزمن.

في بداية عشريناتهما، حصل كل من جوبز و ووزنياك على وظيفة في شركة «أتاري» لألعاب الفيديو. ولاحقا استفادا من خبرتيهما فيها فطوّرا «الصندوق الأزرق» الذي يسمح لمستخدمه بإجراء مكالمات هاتفية طويلة المسافة. وفي ما بعد استطاع ووزنياك بناء كومبيوتر شخصي لاستخدامه الخاص، فأقنعه جوبز بضرورة تأسيس شركة بينهما لتسويقه. وهكذا ولدت «أبل كومبيوتر» في الأول من أبريل (نيسان) 1976.

من أقواله

- في خطاب أمام طلاب الجدد بجامعة ستانفورد (2005): «حقيقة أن الموت آت هي الأداة الأكبر والأهم لتحقيق خياراتنا الأكبر والأهم في الحياة».

- في حوار مع مجلة «بلاي بوي» (1985): «لا تهمنا اتجاهات السوق ولذا فلا نجري دراسات جدوى وما الى ذلك مما يسمى لوازم التسويق. كل الذي نريده هو إنتاج الأفضل الممكن للإنسان».

- في حوار مع مجلة «فورتشيون» (2000): «كان إحساسي وأنا أعود الى «أبل» هو أن صناعتنا تدخل في حالة غيبوبة عميقة، ذكّرتني بديترويت في السبعينات عندما صارت السيارات الأميركية عبارة عن قوارب على عجلات»،

- في حوار مع مجلة «وايارد» (1994): «التصميم» كلمة فكاهية على نحو ما، لأن العديد من الناس يعتقدون انها تعني «المظهر». هذا خطأ لأن التصميم يعني الكيفية التي يعمل بها الشيء».

- في حوار مع «وول ستريت جورنال»، 1993: «لا يهم أن أكون الأكثر ثراء وصاحب القبر الأفخم في المدفن. ما يهمني حقا هو أن أذهب الى فراش النوم وفي دواخلي إحساس بأنني أنجزت شيئا بديعا ينفع الناس».




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :